"مقبرة الخالدين".. صرح تاريخي لتكريم عظماء ورموز المحروسة
في خطوة تعكس احترام وتقدير مصر لأبنائها العِظام وتراثها وجه الرئيس السيسي بإنشاء "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب، لتضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن.
وتشمل “مقبرة الخالدين” متحفًا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية التي ستنقل بعناية واحترافية من قبل المتخصصين والخبراء، كما ستضم المقبرة السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم، وستكون شاهدًا متجددًا على تاريخ مصر الممتد على مر العصور والأجيال.
وتابع الرئيس تطورات ملف نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والشافعي، ووجه بتشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء، لدراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها قبل يوليو 2023، وتأتي هذه المبادرة في إطار حرص الدولة على المحافظة على هوية وثقافة وروح مصر، وإبراز دورها في صناعة التاريخ والحضارة، وإلهام أجيال المستقبل بأمجاد الماضي.
الشخصيات التاريخية التي ستدفن في مقبرة الخالدين تلك التي أسهمت بشكل كبير في رفعة مصر والعالم العربي في مختلف المجالات، سواء كانت سياسية أو علمية أو فنية أو ثقافية أو رياضية ويكون من بينها شخصيات كـ طه حسين، الأديب والمفكر والأكاديمي، وحافظ إبراهيم، شاعر النيل والوطنية، الذي نقلت أسرته رفاته إلى مقابر أخرى.
وعي تاريخي
في السياق، يقول سامح علي، الخبير الأثري، إن هذه المبادرة تساهم في زيادة الوعي التاريخي للشباب، فإنشاء مقبرة للخالدين، تضم رفات الشخصيات التاريخية التي أثرت في مصر والعالم العربي، يمكن أن يكون فرصة للتعرف على إنجازاتهم ودورهم في التاريخ والثقافة والفن والعلم.
يستكمل حديثه لـ "الدستور"، موضحًا أن مقبرة الخالدين ستصبح مزارًا سياحيًا وتراثيًا يجذب الزوار من داخل وخارج مصر، لكن هذا يتطلب أن تكون المقبرة محافظة على كرامة الموتى، ومزودة بالمعلومات اللازمة عن حياتهم وأعمالهم، وأن تكون مدارة بشكل احترافي وأخلاقي.
يضيف "هناك أهمية لإنشاء هذه المقبرة في هذا التوقيت، وهي أن تكون جزءًا من مشروع تطوير القاهرة التاريخية، والحفاظ على تراثها وجمالها، وتحسين البنية التحتية والخدمات العامة فيها، وأن تكون رسالة للعالم بأن مصر تقدر قيمة شخصياتها التاريخية، وتحترم ذاكرتها وهويتها، وتسعى للارتقاء بثقافتها وعلمها".
ويشير الخبير الأثري إلى الدافع الكبير الذي سيخلقه إنشاء المقبرة لدى الشباب من أجل التعلم من تجارب وإنجازات الأجداد، والسير على خطاهم في البحث عن الحق والعدل والحرية والتقدم، بالإضافة إلى إمكانية زيارة جميع الشخصيات التاريخية الهامة في مصر داخل مكان واحد سيُعد متحفًا مركزيًا في السنوات القادمة.
منافع عديدة
أما عن العوائد الاقتصادية المتوقعة لإنشاء هذه المقبرة، ينوّه "علي" إلى أنها تساهم في تحويل المكان الذي سيتم تواجدها به إلى مركز حضاري وثقافي وسياحي يجذب الزوار من داخل وخارج مصر، فضلًا عن كونها مصدرًا للدخل القومي من خلال الرسوم والضرائب والتبرعات التي يمكن أن تحصل عليها المقبرة من الزائرين والمؤسسات والجهات المعنية.
ويتابع "مقبرة الخالدين يمكن أيضًا أن فرصة لتشغيل العمالة المحلية في مجالات البناء والصيانة والإدارة والحراسة والإرشاد وغيرها من المهن المرتبطة بالمقبرة، فهي تعتبر تكريمًا للشخصيات التاريخية التي ساهمت في بناء مصر والعالم العربي، وشاهدًا على تاريخهم وإرثهم الذي لا يُمحى.
وأكد الخبير الأثري أن مقبرة الخالدين ستكون ربطًا بين الأجيال ومصدرًا للتعلم بين الشباب الذين يحتاجون إلى معرفة جذورهم وأصولهم وأسلافهم، كونها ستُعد عاملًا للتوحيد والتضامن بين المصريين، وتؤكد أن مصر تقدر كل من ساهم في رفعة الوطن على مر التاريخ.