رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسنت ونور.. شابتان رفعتا اسم مصر عاليًا

توقعتُ أن تتفوق المرأة والبنت المصرية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضى فى مختلف المجالات، بعد أن تم تمهيد الطريق أمامها بالتعليم، وأن تعيد أمجاد جداتها منذ العصور الفرعونية، حيث سبقت المرأة المصرية العالم كله فى كل المجالات، كما كانت ملكة متوجة على عرش مصر تحكم وتقود الجيوش، وتصدر الأوامر والتوجيهات، ولها سلطات واسعة وتحقق الكثير من الإنجازات فى السياسة والحرب والعلم والثقافة.

ومن أشهر الأمثلة فى التاريخ المصرى القديم الملكات: حتشبسوت ونفرتيتى وكليوباترا ونفرتارى وشجرة الدر، وكذلك الملكة مريت نيت ٢٩٧٠ ق. م، أول امرأة تصل إلى حكم مصر، وتنتمى للأسرة الفرعونية الأولى.

وقد كانت وستظل المرأة المصرية قادرة على تحقيق التفوق والنضال لتحقيق أهدافها، إذا ما أتيحت لها الفرص، ولأننا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فقد فتح الطريق أمامها لتحقق التفوق بتوجيهات وإرادة سياسية داعمة، كما عينها فى أرفع المناصب، ووجه بإعلاء شأنها، فهو أول رئيس يكرم شخصيات نسائية فى يوم المرأة المصرية، أسهمن فى تقدم وبناء الوطن، وأفتخر بأننى نلت هذا الشرف بتكريمى هذا العام وبشهادة أعتز بها، لأنها بتوقيعه وذلك فى مارس ٢٠٢٣.

إن هذا الدعم والتشجيع قد أعطى الفرصة وسيعطى فرصًا كثيرة لبروز وظهور شابات ونساء استطعن التفوق فى كثير من المجالات، لذا أتوقع المزيد من النجاحات للمرأة والبنت المصرية إذا ما تنبهت هى إلى قدراتها، واستهدفت التفوق، وإذا ما دعمها أفراد أسرتها لأننا الآن فى عهد الفرص الذهبية للمرأة والفتاة، وينبغى أن يكون ذلك دافعًا لبروز وتفوق مئات وآلاف من النساء والشابات المصريات، والمشاركة فى دفع عجلة تقدم وبناء الوطن للأمام بشكل أكبر وأوسع، بحيث يصبح تيار تقدم المرأة دافعًا ومحفزًا لها للتفوق فى جميع محافظاتنا والتفوق فى جميع المجالات، وعدم الاستسلام للتكاسل أو لتيارات متشددة تبث السموم فى المجتمع، وتحاول إرجاع عجلة التقدم للوراء، وتستهدف إيقاف حركة التقدم والتحديث والبناء للوطن.

أتوقف اليوم أمام أحدث تفوق لأنه تفوق عالمى، فكلتا الشابتين تستحقان التكريم من الدولة المصرية، ولأن كلتيهما قد تفوقتا مرة أخرى عالميًا مؤخرًا فى المجال الرياضى، وبمتابعة قصة صعودهما إلى المستوى العالمى سنجد أن وراءهما رجالًا داعمين، أمًا وأبًا مشجعين لكل منهما، ومناخًا داعمًا لهما، وتدريبًا شاقًا ومستمرًا، وعزيمة لا تلين، وتعبًا وعرقًا وجهدًا كبيرًا ومتواصلًا، وقوة إرادة حديدية بهدف رفع اسم مصر عاليًا وإحراز البطولات الواحدة تلو الأخرى، فلم يكن النجاح لمرة واحدة أو فى بلد واحد خارج مصر، وإنما هو تكرار الفوز بالمركز الأول على المستوى العالمى، مما يدعو البلد المضيف إلى عزف السلام الجمهورى المصرى أثناء تسلم الشابتين ميداليات الفوز.

وهذا يدعونى لمطالبة وزير التربية والتعليم بإدراج حصص للرياضة لتعود إلى مدارسنا كما كان يحدث فى السابق، حتى يتسنى للطفل أن يتعلم رياضة ما، وأن يمارسها وأن يتفوق فيها، فهى أساس فى تكوين الجسم السليم، وأساس فى تدريب الطفل منذ سن صغيرة على مشاركة زملائه فى الرياضة واللعب الجماعى فى الفرق الرياضية، وتعلم الطالب روح الفريق، وهى تسهم أيضًا فى تربية النشء بشكل صائب، وتبعده عن الانحراف الذى قد يدمر مستقبله، وتعلمه السلوكيات الرياضية الجميلة والإيجابية والنظام واحترام المدرب، ويمكن من خلال المدارس اكتشاف وتقديم أبطال محليين وعالميين يسهمون فى قوة مصر الناعمة، إذا ما تم الاهتمام بإدخال حصص الرياضة وحرص الأم والأب والأسرة والمدرسة والجامعة على الاهتمام بالرياضة وتشجيع البنت أو الولد على ممارسة إحدى الرياضات التى تناسب ميولهما وقدراتهما ثم التفوق فيها.

إننى أطالب بالاهتمام بالرياضة فى مدارسنا وجامعاتنا وبيوتنا بمناسبة فوز بطلة مصرية شابة رفعت اسم مصر عاليًا، ورفعت علم مصر عاليًا، وأتوقف عندها قليلًا هى «بسنت حميدة» فهى مثال البطلة الرياضية التى أصبحت أيقونة مصرية عالمية نفتخر بها، وكنت أتمنى أن تفرد لها البرامج والفضائيات المصرية وقتًا لأنها تستحق أن يعرفها جميع المصريين وأن يعمل الأمهات والآباء والأزواج على تشجيع من يرون أنها يمكن أن تصبح بطلة رياضية محلية أو عالمية، لأننى أرى أن كل بطلة مصرية تصل إلى العالمية وتحقق فوزًا بميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية وتتسلمها فإنه يعزف لها السلام الجمهورى المصرى أمام العالم أجمع، وأمام ملايين من مشاهدى الفضائيات المحلية والعالمية.

فهى فى فوزها تصبح خير سفيرة لمصر الحديثة، وخير دعاية لمصر الحديثة، التى تسعى للسلام والاستقرار والتقدم، وتبرز فيها بطلات رياضيات على مستوى عالمى فى مختلف المحافل الدولية، بل يحطمن أرقامًا قياسية سابقة ويحققن فوزًا مستحقًا على بقية المشاركين على مستوى العالم.

إن أحدث فوز لمصر حققته لنا بسنت حميدة منذ أيام كان فى ملتقى هانجلو لألعاب القوى فى هولندا، بفوزها بالمركز الأول والميدالية الذهبية بزمن قياسى جديد ٢٢٫٤١ فى ٢٠٠ متر عدو، وتأهلها لبطولة العالم فى بودابست بالمجر، وبسنت حميدة هى شابة مصرية سمراء جميلة الملامح، عاشقة رياضة ألعاب القوى التى أتقنتها ولقيت تدريبًا شاقًا ومنتظمًا بهدف الفوز عالميًا، أما أجمل ما فى قصة بسنت فهو أن زوجها يقف وراء نجاحها وتفوقها، فهو يشرف على تدريبها بنفسه، فكان الداعم الأكبر لها، كما شجعها كل من والدتها ووالدها، وكلاهما كان بطلًا رياضيًا ولكن فى أنواع مختلفة وليس فى ألعاب القوى.

وهى ابنة الإسكندرية، ولاعبة المؤسسة العسكرية بالإسكندرية، وتلقت تهنئة من المؤسسة العسكرية لهذا الفوز العالمى المستحق، الذى سيوضع فى سجل شرف الرياضة المصرية، وكانت قد حصدت من قبل ميداليتين ذهبيتين فى بطولة دورة ألعاب البحر المتوسط التى أقيمت بالجزائر خلال الأشهر الماضية.

كما حققت لاعبة الاسكواش نور الشربينى، مؤخرًا، فوزًا فى بطولة العالم للاسكواش التى أقيمت بشيكاغو، وتمتلك نور الشربينى عددًا قياسيًا من التتويج ببطولة العالم، حيث سبق أن توجت بـ٦ ألقاب فى مواسم «٢٠١٥ و٢٠١٦ و٢٠١٨/٢٠١٩ و٢٠١٩/٢٠٢٠ و٢٠٢٠/٢٠٢١ و٢٠٢٢»، وهذا العام تتوج بطلة العالم فى الاسكواش للمرة السابعة فى تاريخها وهى مصنفة الأولى على العالم، وهى أيضًا تستحق التكريم من الدولة، والاهتمام بشكل أكبر بها من الإعلام والفضائيات، وتقول نور الشربينى إن والدتها ووالدها هما أول من شجعاها على التفوق الرياضى عالميًا، وتتمنى أن تستكمل الفوز فى بطولات مقبلة.

وكانت قد نشرت منذ شهور صورتها مع والدتها على حسابها الشخصى فى الإنستجرام بتعليق قائلة: «كل شىء بالنسبة لى»، إنها أيقونة مصرية عالمية فى الرياضة نفتخر بها وقدوة فى التفوق وفى الأخلاق النبيلة أيضًا فى احترام الأم والأب وحبهما والامتنان لهما على مواقع التواصل الاجتماعى.