هل تنبأ حمدى أبوجليل برحيله؟.. هذا آخر ما كتبه عن الموت
"الخوف من الموت كالخوف من العدم، الأدق الخوف من الموت كالخوف من الراحة".. هكذا كتب الأديب حمدي أبوجليل الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد، عن الموت، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ أيام قليلة.
وتحدث الكاتب والروائي أحمد قرني عن آخر ما كان يرغب به حمدي أبوجليل، قائلًا إنه اتصل به منذ أيام ليخبره برغبته في التبرع بجزء من أرضه لبناء بيت ثقافة وسط البادية.
فهل تنبأ حمدي أبوجليل بموته؟.. فقد نشر صورة أيضًا جمعته بالأديب والكاتب الكبير إبراهيم أصلان، وعلق عليها قائلًا: واحشني يا عم إبراهيم والله، ثم نشر صورة أخرى بعد حصوله على جائزة نجيب محفوظ عام 2008، عن روايته "الفاعل"، وقال: مع الأستاذ وجائزة الأستاذ.
ترجم روبن موجر رواية "الفاعل" لحمدي أبوجليل بعنوان "كلب بلا ذيل"، وصدرت الترجمة عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 2015.
ومن أجواء الرواية نقرأ:
" في مثل هذه الأحوال أتخيل حياتى على هيئة دفاتر مرصوصة فى رأسى، أحيانًا تفتح واحدًا واحدًا، وأحيانًا تندلق مرة واحدة وتختلط ذكريات الطفولة بملامح آخر وجه رأيته، والآن أرى منظرى فى شبرا، كنت فى العشرين من عمرى، وكنت عائدًا للتو من رحلة عمل فى ليبيا، وكنت أشتغل فى الفاعل وأبحث طوال الوقت عن وظيفة، وكنت أسكن فى أوضة فى عين شمس مع أروع زملاء من البلد، وكنت أشتغل مع مقاول هدد وإنما هدد وبناء، لا يشتغل إلا فى البيوت الآيلة للسقوط، البيوت التى شمعت بالشمع الأحمر وصدرت قرارات نهائية بتنكيسها هى صميم عمله، ينحى الشمع الأحمر بلطف يناسب مكانته الرسمية ويتسلل للبيت بكتيبة عمال، فريق يحفر القواعد وفريق يشق الأعمدة والحوائط، وما هى إلا أيام وتتحقق المعجزة، ويصبح البيت المهدد بالسقوط عمارة طويلة ملونة، ومعظم البيوت القديمة فى شبرا ونواحيها تدين له بفضل استمرارها فى قيد الحياة".
عن حمدي أبوجليل
حمدي أبوجليل من مواليد الفيوم سنة 1967، وهو روائي وكاتب قصص قصيرة مصري من جذور بدوية مصرية، هاجر أبوجليل إلى القاهرة في أوائل الثمانينيات، وعمل كعامل بناء في مواقع البناء، وقدمت هذه التجارب في وقت لاحق مادة لمساعيه الأدبية.
عمل كمدير تحرير سلسلة الدراسات الشعبية المختصة بنشر الفلكلور، ودراساته تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية، وكتب بجريدة السفير اللبنانية، كما عمل مع الروائي إبراهيم أصلان في سلسلة آفاق الكتابة العربية وظل مديرًا لتحريرها حتى أغلقت بعد أزمة نشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" سنة 2000.