البداية من البحر الأحمر؟.. كيف غيرت ثورة 30 يونيو مستقبل الطاقة المتجددة فى مصر؟
جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتغيير واقع مصر على مدار عقود وليس عام حُكم الجماعة الإرهابية فقط، لتكون بداية لنهضة مصرية في مختلف القطاعات والمدن المصرية، ولم تكن محافظة البحر الأحمر ببعيدة عن تلك الثورة الشعبية التي ما زالت تؤتي ثمارها وستستمر من مشروعات تنموية ومدن جديدة وتطوير في كل ربوع الوطن.
وبالحديث عن أهم مشروعات الدولة التي نُفذت على أرض محافظة البحر الأحمر، وتحديدًا مع بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث بدأت مصر في تنفيذ خطة لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية، لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، للحفاظ علي المناخ وتقليل الانبعاثات الضارة، بجانب توفير متطلبات واحتياجات المواطنين والمؤسسات بجانب تصدير الكهرباء، ليتحقق حُلم إنشاء وتشغيل أكبر محطة لتوليد طاقة الرياح في العالم علي أرض محافظة البحر الأحمر، والتي فازت بجائزة أفضل مشروع للطاقة والصناعة فى العالم، وهي المحطة الأحدث فى مصر، والتي تضم 126 توربينة رياح، بإجمالى قدرات 262 ميجاوات وبتكلفة 388 مليون دولار، تزود500 ألف منزل بالطاقة الكهربائية المولدة من طاقة الرياح.
ويعتبر مشروع محطة رياح كهرباء جبل الزيت أول مشروع يتم بالشراكة مع القطاع الخاص في هذا المجال تحديدًا، ليكون أحد المشروعات القومية الكبري لدعم شبكة الكهرباء المصرية بالطاقة الكهربية النظيفة وتنويع مصادرها، حيث تمكن خلال العام الأول من التشغيل من تغذية شبكة الكهرباء بـ1158 جيجاوات/ساعة من الطاقة النظيفة، وتمثل محطة رأس غارب 3% من إجمالى قدرة الشبكة القومية للكهرباء.
وتسعى الدولة المصرية لجعل مدينة رأس غارب عاصمة العالم لطاقة الرياح في المستقبل، لما تتمتع به من معدلات لحركة الرياح بالعالم، والتي تضم محطة جبل الزيت ثانى أكبر محطة بالعالم لتوليد الكهرباء من الرياح بقدرة 580 ميجا وات، ومحطة الزعفرانة بقدرة 220 ميجاوات، ومن المخطط أن يتم البدء فى إنشاء 3 محطات لتوليد الكهرباء من الرياح بقدرة 2000 ميجاوات خلال الأشهر المقبلة.
وتعتبر محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح بمنطقة جبل الزيت شمالي محافظة البحر الأحمر، واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في العالم، والتي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018، بواسطة الفيديو كونفرانس، وذلك خلال افتتاح محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة.
وتقع محطة طاقة الرياح الجديدة "جبل الزيت" بالكيلو 118 بمنطقة جبل الزيت جنوب مدينة رأس غارب، على مساحة ١٠٠ كيلومتر مربع، والتي تحتوي على منظومة متكاملة لمراقبة الطيور المهاجرة، من خلال الرادار ليتم وقف التوربينات عند مرورها وإعادة تشغيلها بعد المرور، وهي منظومة تستخدم لأول مرة في العالم.
تضم المحطة التي نفذتها شركة "جاميسا" الإسبانية قبل أن تندمج مع شركة سيمنس الألمانية 3 مبان إدارية بينها مبنى لغرفة المراقبة والتحكم لجميع التوربيانات في نفس الوقت.