أوصى بدفنه في قرية تونس.. من هو الفنان السويسري ميشيل باستوري؟
شيع أهالي قرية تونس بالفيوم، اليوم الخميس، جثمان الفنان السويسري ميشيل باستوري، بعدما وافته المنية مساء أمس، وسط حالة من الحزن بين تلاميذه وأصدقاء وأهل تونس، فقد عُرف عن باستوري حبه الشديد لمصر، وخاصة قرية تونس، كما أنه أحد الفنانين المؤثرين في صناعة الخزف والفخار بالقرية.
ونستعرض في السطور التالية من هو ميشيل باستوري؟
هو فنان سويسري، درس الفنون التطبيقية، وعمل في فرنسا في ستينيات القرن الماضي، وانخرط في حركة الطلاب والمثقفين في فرنسا 1968.
عشق “باستوري” مجال الحرف اليدوية التراثية، وامتاز بفن النحت والفخار، وانتقل إلى مصر في أوائل السبعينات، وجمعته مصر بإيفلين بوريه والتي كانت زوجة لسيد حجاب، فتزوجها بعد انفصالها عن الشاعر المصري الكبير، وإيفيلين هي رائدة صناعة الخزف والفخار بالقرية، حيث شكل الثنائي نموذجًا فنيًا وتنمويًا فريدًا على أرض "تونس" بالفيوم.
جذب الزوجان الحياة الريفية البدائية المصرية، وقررا قضاء حياتهما وسط هذه الطبيعة الساحرة، في الفيوم، لمدة وصلت إلى 44 عامًا، واهتم الثنائي بمجالهما الفني في مجال الحرف اليدوية وعكفا على تطويره.
وأنشأ ميشيل باستوري، بيت أزياء نجادا بقرية تونس، كما ساهم في تأسيس مدرسة لتعليم أبناء القرية صناعة الخزف والفخار، التي كانت مسؤولة عنها زوجته الراحلة إيفلين.
وبعض طلاب مدرسة الخزف والفخار، قاموا لاحقًا بتأسيس ورش فخار خاصة بهم، توفر مصدر دخل لهم و تجذب عددًا كبيرًا من الزوار، كما ذيع صيت قرية تونس بهذه الصناعة التراثية، التي جذبت الكثير من الفنانين والمبادرات الثقافية لاستكمال رحلة التنمية بهذه المنطقة، بالإضافة إلى افتتاح فنادق وبيوت ضيافة جديدة بالقرية.
وبفضل مساهمات الزوجان الفنية في مجال التنمية الثقافية، تحولت قرية تونس من قرية تمتلك موارد طبيعية غير مستغلة، إلى أشهر قرية سياحية بالمحافظة، يزورها الكثير من الأجانب كل عام ليستمتعوا بجمال الطبيعة، ويخوضوا تجربة صناعة الخزف والفخار بأنفسهم من خلال ميشيل باستوري وزوجته إيفيلين.
أوصى بدفنه في قرية تونس
رحل باستوري، الفنان السويسري الأصل ومصري الهوى، عن عمر يناهز 88 عامًا، وأوصى أبناءه، حتى بعد انفصاله عن زوجته، بأن يدفن في قرية تونس، التي قضى فيها عمره فيها، واعتبرها موطنه الأقرب لقلبه.
وازدحم اليوم العشرات من أبناء قرية تونس، وأصدقائه وتلاميذه، في قرية تونس بمحافظة الفيوم، أمام منزله، لوداعه الأخير وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، بعد أن كان يمثل حلقة وصلة قوية تربطهم بالفن والحرف اليدوية في القرية.