اختفاء سمكة المبروكة آكلة الحشائش من بحيرات محافظة الفيوم
تساءل الكثير من صيادي محافظة الفيوم، عن سبب اختفاء سمكة المبروكة آكلة الحشائش من البحيرات الموجودة في بحر يوسف، وأفرع الترع بمراكز المحافظة، وكانت مديرية الري وخاصة قسم الموارد المائية والري، تستعين بسمكة "المبروكة" أو "مبروكة الحشائش" للتخلص من حشائش الترع كأحد أساليب المقاومة البيولوجية للتلوث، والحفاظ على كفاءة الترع، ووصول مياه الري إلى نهاية الترع، أما الآن فأصبحت الحشائش عائقًا لوصول المياه مما تسببت في تحجر الأراضي الزراعية وتأثيرها على إنتاج المحاصيل وتنوع الزراعات.
وقال شيخ الصيادين في تصريح خاص لـ"الدستور": كانت سمكة المبروكة فاتحة خير على جميع صيادي الفيوم وإنها كانت ثروة سمكية هائلة بعد إغلاق بحيرة قارون بسبب التلوث البيئي الذي تسبب في انهيار الثروة السمكية.
وأضاف الدكتور محمد صابر، خبير في الثروة السمكية، أن سمكة مبروكة الحشائش، تنتمي لعائلة من الأسماك تسمى بـ"الليبيات" وتنتشر في أغلب دول العالم، وأكثرها في آسيا، تنمو بشكل أسرع من غيرها من الأسماك، حيث تتراوح دورتها حوالي من 4 إلى 6 أشهر لتصل إلى النمو الكامل؛ ويتراوح وزن السمكة الواحدة منها من 12 إلى 15 كيلو، تستخدم لمقاومة الحشائش والأعشاب والطحالب بمياه الترع، وبدأت مصر في استيرادها من عدة سنوات لهذا الهدف، تعتبر أحد الحلول لمقاومة التلوث في المياه، تمت تربيتها في أقفاص في مصر في النيل، حيث إن تربيتها لا تحتاج إلى تكاليف في التغذية، حيث إنها تتغذى على الحشائش، توجد منها عدة أنواع، مثل: العادي والفضي، والقشري، والحشائش، من أحد مميزاتها في مزارع الأسماك أنها تنتج كميات كبيرة من البراز، وتحسن من أرضية الأحواض، كما أن وجودها بالأحواض لا يضر باقي الأسماك؛ يتناولها كثير من الأشخاص حول العالم، بالطرق التقليدية للأسماك "مقلي، ومشوي"، والمبروكة الفضية أفضل أنواعها للأكل.
وقال الحاج محمود عباس نقيب الفلاحين بمحافظة الفيوم، إنه مع توجه الدولة إلى تنفيذ أكبر مشروع لخدمة الفلاح والزراعة للحفاظ على كمية وجودة المياه، كان من بين تلك الوسائل الميكانيكية هو تبطين الترع والمصارف، والوسائل البيولوجية هو استخدام بعض الأسماك للقضاء على الحشائش والتخلص من العوالق والهائمات المائية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أفضل من سمكة "مبروكة الحشائش"، حيث إنها قادرة على تنقية المياه والتخلص من المواد العضوية والحشائش التي تأخذ حيزًا كبيرًا جدًا من المياه مثل ورد النيل وغيره من الهائمات المائية.
وأوضح محمود عباس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن سمكة المبروكة تحقق فائدتين كبيرتين هما: تنقية مياه الترع والمصارف، بالإضافة إلى مردودها الاقتصادي، حيث إنها يمكن أن تحقق عائدًا ماديًا ودخلًا للفلاح عند تعلمه ثقافة التعامل مع السمكة لتصل إلى العمر التسويقي المناسب لها، وبالتالي يتطلب ذلك وجود لجنة تضم الزراعة والطب البيطري والصحة العامة لعمل استراتيجية ومتابعة لتوزيع مبروكة الحشائش.
حيث إنه من الناحية العلمية لا بد من أن تكون تلك السمكة في الترع الكبيرة والمداخل الكبيرة للمصبات الصغيرة للمصارف الصغيرة، نظرًا لأن النقاء يبدأ في المناطق الواسعة ثم تصل إلى تجمعات المياه التي تعتمد نهايتها على الري المطور، وبالتالي تصل المياه إلى الحقول نقية، خالية من العوالق، والمواد العضوية والنيماتودا، والمشاكل المرضية الطفيلية التي تعيق وتؤثر على جذور النباتات الحقلية.
وأكدت الدكتورة نسرين عزالدين، أستاذة الأحياء وخبيرة في الطفيليات وأمراض الأسماك، أن أحجامها في الترع والمصارف لا تتعدى الـ5 كيلو، ومن الممكن أن تصل في الأنهار إلى أحجام أكبر من ذلك، مشيرًا إلى وجود مفرخات رائدة لدى الهيئة العامة للثروة السمكية لتفريخ مبروكة الحشائش، لافتًا إلى أنها سمكة صديقة البيئة ولديها القدرة على تفريخ من 700 ألف إلى مليون سمكة، ولحومها تسويقية قد تكون الأقل جودة، لكنها تحقق عائدًا وهدفًا من جودة المياه لا يتم النظر لها من العائد الاقتصادى حيث إنها رخيصة الثمن، والكيلو منها قد لا يتعدى الـ20 جنيهًا، وبالتالي هي سمكة شعبية رغم أن مذاقها قد يكون غير مستساغ، لافتًا إلى أن ألمانيا تخصص لها يومًا للاحتفال بها، وهي السمكة الأولى في تصنيف الإنتاج السمكي على مستوى العالم، تتبعها السالمون، ثم السمك البلطي.