صانع «البرنيطة» بنقوش فرعونية: تروّج للحضارة المصرية.. وتجذب السياح
أرفف فخمة عليها قبعات مختلفة الألوان، تميزها رسومات غاية فى الجمال والدقة، أغلبها يعبر عن الحضارة المصرية، هنا ورشة السيد الخطيب أقدم مكان لتصنيع «البرنيطة» فى الإسكندرية.
المكان يبدو للزائر وكأنه متحف، فكل شىء هنا يعكس التاريخ الذى مرت به مدينة الثغر، حينما كانت الملتقى الأكبر للكثير من الجاليات الأجنبية، التى كانت «البرنيطة» أحد أهم أزيائها الرئيسية.
يحكى السيد الخطيب، صاحب الورشة، أنه تعلم المهنة من والده، إذ كان يلازمه فى العمل منذ صغره حتى أتقن الصنعة وورثها عن أبيه، وظل يدير الورشة على مدار عدة عقود.
ويقول: «أغلب القبعات التى أصنعها، تحمل الرموز الفرعونية، مثل الأهرامات وتوت عنخ آمون ورمسيس الثانى وعين حورس، إلى جانب الرموز الطبيعية مثل الجمال والنخيل والشمس وغيرها، وأحرص على نقش اسم مصر باللغة الإنجليزية على كل قبعة».
ويضيف: «هذه القبعات تسهم كثيرًا فى الترويج للحضارة المصرية لدى السياح الذين يزورون مصر، والذين يمثلون أغلب زبائنى حاليًا، وهذه وسيلة لنكون سفراء لبلدنا، حتى ولو بصناعة أزياء بسيطة مثل البرنيطة».
ويوضح أن موديلات البرنيطة متنوعة، إذ كان والده يصنع القبعات الخاصة بالأجانب، إلى جانب الكاسكيت الإيطالى الشهير، لكنه حرص أيضًا على صناعة البرنيطة الخاصة بالصيادين التى تسمى «البمبوطى».
ويكشف عن أن الخامات والوسائل التى تستخدم فى الصناعة تغيرت الآن، حيث يتم استخدام الطرق الحديثة مثل الطباعة الديجيتال وغيرها من الأساليب التى تناسب الشباب، فى ظل انتشار القبعات الصينى التى تباع فى الأسواق أو على الإنترنت، وتخلق نوعًا من التحدى بينها وبين ما يتم تصنيعه بأيد وهوية مصرية.
ويكمل أنه يصنع أيضًا قبعات التخرج للمدارس وغيرها من الأشكال، وارتبط اسمه بالعديد من المناسبات المميزة، حيث صمم قبعة عليها اسم مصر فى عام ١٩٩٠، عندما شارك المنتخب الوطنى فى كأس العالم فى إيطاليا، ونالت إعجاب الكثيرين وارتداها المشجعون داخل مصر وخارجها.
ويتابع أنه صمم قبعة أخرى عليها صورة «عايدة الحبشية»، عام ١٩٩٦، بالتوازى مع إعلان مصر عن تقديم عرض «أوبرا عايدة» فى الأقصر، ونقش على القبعة أشكالًا لمجموعة عازفين من قدماء المصريين، إلى جانب كتابة اسم «أوبرا عايدة ومصر».