مبادرة الصين الغامضة.. هل لدى بكين القدرة على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
سلطت صحيفة آسيا تايمز الآسيوية الضوء على الجانب الصيني ودوره الغامض في الحرب الأوكرانية، مشيرة إلى أن مبادرة السلام الصينية متضاربة ولكن لا ينبغي رفضها بالكامل على الرغم من قدرتها المحدودة على إنهاء الحرب.
وأَضافت الصحيفة، أنه بعد عام من الخمول الدبلوماسي تجاه الحرب في أوكرانيا، بذلت الحكومة الصينية محاولات واضحة لتبدو وكأنها صانع سلام، ولكن بينما تشير هذه التحركات إلى تغيير في سلوكها، فليس هناك سببا وجيها لتوقع أن جهود الصين ستنهي الحرب.
وأوضح أن "خطة السلام" الصينية المكونة من 12 نقطة والمكالمة الهاتفية المباشرة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 26 أبريل 2023، على الرغم من أنها قوبلت بالتشكيك والنقد في الغرب، أدت إلى اعتقاد المجتمع الدولي بأن الصين قد تكون قادرة على التحرك.
وأشارت إلى أن روسيا وأوكرانيا مستعدتان للتفاوض وتقديم تنازلات، في حين أن الصراع ضار للطرفين، فلا يوجد طريق مسدود واضح في ساحة المعركة أو مأزق استراتيجي يستلزم مفاوضات فورية، لا أوكرانيا ولا روسيا منهكة بما يكفي للانخراط في مفاوضات، حيث يبذل الجانبان قصارى جهدهما لفترة طويلة.
وأكدت أنه لا ينبغي استقراء نجاح بكين النسبي في التوسط في اتفاق سعودي إيراني في حرب أوكرانيا. في الحالة السعودية الإيرانية، ساعد إطار الحوار المحدد مسبقًا الصين على المشاركة المتأخرة. لقد قام العراق وعمان بالكثير من العمل الجوهري قبل أن تتدخل بكين.
الأهم من ذلك ، نظرًا لفراغ السلطة في المنطقة، كانت كل من إيران والمملكة العربية السعودية على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع بعضهما البعض.
ولا ينطبق هذا على حالة أوكرانيا، حيث إن عدم التوفيق بين مطالب كييف وموسكو وعدم وجود معسكر قوي "لمنح السلام فرصة" في أوروبا يجعل الحرب المطولة السيناريو الأكثر ترجيحًا. إذا كانت محاولات الوساطة الصينية مدفوعة بالرغبة في تعزيز مكانتها، فهناك خطر على بكين من أن الفشل في تحقيق نتيجة ناجحة سيضر بمصداقيتها.
وأصبح الصراع بين موسكو وكييف تجسيدًا حادًا للتنافس العالمي بين القوى العظمى، ومركزًا للصراع على النفوذ بين روسيا والغرب متجذرًا في اتجاهات نظامية طويلة المدى.