خطيب الجامع الأزهر: الصلاة على رسول الله واجبة على جميع الملائكة والمؤمنين من البشر
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور إبراهيم الهدهد، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف، ودار موضوعها حول "فضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ".
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، إن المولى عز وجل، أمر بالإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ في آيات كثيرة في كتابه العزيز، فقال تعالى في سورة الأحزاب حسمًا للخلاف في الصلاة والسلام عليه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، فقد جاء حرف التوكيد (إن) تأكيدًا على الصلاة والسلام عليه، ليرد بذلك على المنكرين والمشككين في فرضية الصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ.
وبيّن الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، أن العلماء والباحثين حددوا معاني كثيرة للصلاة والسلام على نبينا المصطفى ﷺ، والأغلب أنها تعني توقيره وتعظيمه والثناء عليه، وأن صلاة الملائكة عليه تعني الاستغفار له، فكان هذا الأمر ثابتًا ومحققًا وواجبًا بأمر الله تعالى في الآية الكريمة على جميع البشر في الأرض وملائكته الأطهار، فهو أمر ثابت بحرف التوكيد ومتجدد بالفعل المضارع.
ولفت الهدهد، إلى أن السنة النبوية المطهرة، تضمنت أحاديث كثيرة توضح كيفية الصلاة والسلام على سيدنا محمد، فعن كعب بن عجرة قال "إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ عَلِمْنَا كيفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: فَقُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
ونوه خطيب الجامع الأزهر، إلى أن الصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ، تكون واجبة عند ذِكره ﷺ، ففي حديث المنبر المشهور عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صعد المنبر فقال: "آمِين، آمِين، آمِين"، قيل: يا رسول الله، إنك صَعَدتَ المنبر فقلتَ: آمين، آمين، آمين؟ فقال: «إن جبريل - عليه السلام - أتاني فقال: مَنْ أدركَ شَهْرَ رمضانَ فلم يُغفَر له فدخلَ النارَ فأَبْعَدهُ الله، قُلْ: آمِين، فقلتُ: آمِين، ومَن أَدْرَكَ أبَويْه أو أحدَهُما فلم يبرّهُما فمات، فدخلَ النارَ فأَبْعَدهُ الله، قُلْ: آمِين، فقلتُ: آمِين، ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلّ عليكَ فمات، فدخلَ النارَ فأَبْعَدهُ الله، قُلْ: آمِين، فقلتُ: آمِين" (حسن صحيح رواه ابن حبان).
وأوضح الهدهد أن العلماء بينوا أن الصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ تكون سُنة في مواضع كثيرة منها عقب الأذان وعند صلاة الحاجة، وتكون مستحبة في أكثر من سبعة عشر موضعًا كلها مؤيدة بالسنة المشرفة، كالصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ في الدعاء وكذلك أول وأوسط وختام المجالس، كما جاء في حديث قتادة رضي الله عنه أنه قال؛ قال رسول الله ﷺ "لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، فَإِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ فَيَشْرَبُهُ إِذَا شَاءَ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَ فِي آخِرِهِ، وَفِي وَسَطِهِ".