بعد واقعة فينيسيوس.. كيف يتسبب التنمر في زيادة الإصابة بالأمراض النفسية؟
تصدر النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور ، لاعب ريال مدريد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بعد حادثة التنمر والعصرية التي تعرض لها أمام فالنسيا.
يعتبر فينيسيوس من أبرز المواهب الشابة في العالم، وقد سجل 14 هدفًا وصنع 11 هدفًا في 54 مباراة مع الفريق الملكي في الموسم الماضي، لكن فينيسيوس لم يكن بمأمن من التمييز والعنصرية التي تواجه اللاعبين ذوي البشرة السمراء في أوروبا.
ففي المباراة الأخيرة التي جمعت ريال مدريد وفالنسيا، تعرض فينيسيوس لهتافات عنصرية من جانب جماهير فالنسيا خلال مباراة بالدوري الإسباني، حيث وصفوه بأصوات القرود وألفاظ نابية.
هذه الواقعة أثارت غضب فينيسيوس، الذي دخل في مشادة مع أحد المشجعين، وتلقى بطاقة حمراء في نهاية المباراة بعد اعتدائه على لاعب فالنسيا، كما أثارت استنكار اللاعبين والمدربين والإعلام والجمهور، الذين طالبوا باتخاذ إجراءات رادعة ضد المتورطين في هذه الحادثة.
وأصدر ريال مدريد بيانًا يدين الهجمات العنصرية ضد لاعبه، وقدم شكوى إلى المدعي العام في إسبانيا للتحقيق في الأمر. كما أصدر فالنسيا بيانًا يستنكر ما حدث، وأعلن حظر دخول المشجعين المتورطين إلى ملعبه مدى الحياة.
ما هو التأثير النفسي للتنمر؟
في هذا الصدد أوضحت الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أن التنمر هو أي نوع من الإساءة الجسدية أو اللفظية المقصودة والمتكررة التي تُطبق على الآخرين، وتُعدّ مشكلة التنمر مشكلة مجتمعية خطيرة يمكن أن يكون لها آثار خطيرة وطويلة الأمد على كلٍ من المتنمِّر والمتنمَّر عليه.
أوضحت "عبد السلام" أن التأثير النفسي للتنمر يختلف باختلاف نوع التنمر وشدته ومدته، ولكن بشكل عام يمكن أن يسبب التنمر للضحايا انخفاض احترام الذات والثقة بالنفس، الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والخوف، الشعور بالعزلة والوحدة والغربة، صعوبة في التواصل والتكيف مع الآخرين وصعوبة في التعلم والتحصيل الدراسي.
كما أن التفكير بالانتحار من الآثار الجانبية للتنمر، بالإضافة إلى تطوير سلوكيات سلبية مثل العدوانية أو الانسحاب أو التهرب، تطوير اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
كيف يمكن لأحد أن يساعد شخصًا يتعرض للتنمر؟
هناك بعض الطرق التي يمكنك بها مساعدته ودعمه، حيث قدمت استشاري الصحة النفسية، عدد من الطرق الفعالة في مساعدة ضحايا التنمر.
كُن قريبًا منه وأظهر تضامنك معه ولا تتركه وحيدًا أو عُرضة للمتنمرين.
تجاهل المتنمرين ولا تشاركهم في الإساءة أو السخرية أو العنف.
اجذب الانتباه بعيدًا عن واقعة التنمر وحاول تغيير الموضوع أو إلهاء الجمهور.
شجّع الضحية على التحدث عن مشاعره ومشكلاته مع شخص بالغ يثق به، مثل أحد الوالدين أو المعلمين أو المستشارين.
ساعد الضحية في الإبلاغ عن حالة التنمر للسلطات المختصة، سواء في المدرسة أو على الإنترنت، وقدّم شهادتك كشاهد على ما حدث.
ادعم الضحية بالكلمات الإيجابية والمشجعة وأظهر له احترامك وقبولك له كما هو.
