سناء موسى تغنى فلسطين وحكاياتها فى الأمم المتحدة
في أمسية من داخل قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبمناسبة إحياء ذكرى النكبة للمرّة الأولى من المؤسسة الأممية، لخّصت الفنانة سناء موسى بصوتها، أمسية حكاية فلسطين، عبر سلسلة أغنيات تعكس حيوات الفلسطينيين، ما قبل النكبة، وإبّانها، وما بعدها، بمرافقة أوركسترا نيويورك العربية بقيادة يوجين فريزين الحائز على أربع جوائز "غرامي".
وقالت موسى: "بحضور حاشد من جميع بقاع الأرض عشنا هذه التجربة المميزة التي لن تتكرر.. هذا لم يكن عرضًا فنيًّا فحسب، بل رحلة شاقة مررنا عبرها بذاكرة الفلسطينيين، فعشنا "هداة البال" ما قبل النكبة، وبكينا وجعها، ومن ثم نادينا حيفا ويافا من مخيمات اللجوء.. ولأننا فلسطينيون لن ننجو إلا بالأمل، فعَلا صوتكَ يا شعبي وملأ الفضاء حبًّا".
وبدأت "سفيرة التراث الفلسطيني"، الأمسية التي انتظمت مساء الخامس عشر من الشهر الجاري، بأغنية المطر (شَوَرَبَّنا)، أتبعتها بتهليلة "وعيونها يا طير"، فأغنية "يا طالعين عالجبل" مقدمة تحية "إلى أسرانا البواسل، الذين قدموا حياتهم وحريّتهم مهرًا في حب فلسطين"، وهي كما وصفتها من قاعة الهيئة العامة للأمم المتحدة، "أغنية عن حبّ الأمهات والحبيبات لأبنائهن وأحبتهن الأسرى"، فيما اختتمت "ميدلي ما قبل النكبة" بأغنية "عندك بحرية"، وهي من أغنيات الساحل الفلسطيني والشامل، قدّمتها بكلماتها الأصلية والأصيلة، بعد رحلة بحث مكثفة قامت بها بنفسها.
وما بعد عرض مقاطع من فيلم "الطنطورة" الوثائقي الشهير، سبقتها شهادات حيّة من "دير ياسين" والعديد من المدن والبلدات والقرى المهجّرة في العام 1948، عادت سناء موسى إلى خشبة المسرح في قاعة الأمم المتحدة، لتغني "هدّي يا بحر هدّي" رائعة الراحل الفلسطيني "أبوعرب"، مسبوقة بموّال "غابت الشمس يا ابن شعلان"، صادحة تارة بـ"أريد أروّح على بلادي"، وتارة أخرى بـ"طوّلنا في غيبتنا".
وما قبل الختام، ألهبت موسى القاعة حماسة بأغنيتها "صوتك يا شعبي"، والمستوحى لحنها من الأغنية الإيطالية الشهيرة "بيلا تشاو"، وهي أغنية ثورية من الفلكلور الإيطالي قُدّمت خلال الحرب العالمية الثانية، ما دفع بالإيطاليّين الحاضرين في القاعة، على وجه الخصوص، للتفاعل معها، كما غيرهم من جنسيّات مختلفة، هي التي يقول مقطعها في نسختها الفلسطينية: "صوتك يا شعبي، أغنية تمضي، تغفو في بيتٍ، تستيقظ في بيت.. لحمٌ لا يذوي، صوتك يا شعبي، ينبت سوسنة في الصخر"، مؤكدة بالمقولة الراسخة: "حيّ يا شعبي".
وما بعد رائعة الشاعر الكبير محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، ختمت "سفيرة التراث الفلسطيني" حضورها الخاص مُمثلة للفن الفلسطيني، وحكاية شعب لا يزال يعيش النكبة المستمرة، بنشيد "موطني" للشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم طوقان، وألحان الأخوين فليفل، وكان منذ إطلاقه بمثابة النشيد الوطني للشعب الفلسطيني، ولعقود عدّة.
جدير بالذكر أن الحفل اشتمل على عروض لمقاطع فيديو تضمّنت شهادات حول النكبة لمن عايشها من الفلسطينيين، علاوة على فيديو مُسجّل للمؤرخ إيلان بابيه، وحضور خاص للشهيدة شيرين أبوعاقلة، إضافة إلى مقطوعات موسيقية تميّز بها الفنان الفلسطيني نسيم الأطرش، عازف التشيلو والملحن الذي سبق ورُشّح لجائزة "غرامي"، وبمشاركة خاصة للفنان محمد موسى.