الخميس.. وليد الخشاب يناقش "مهندس البهجة" بمكتبة ديوان
تستضيف مكتبة ديوان فرع سينما راديو بوسط القاهرة، حفل توقيع ومناقشة كتاب "مهندس البهجة: فؤاد المهندس ولاوعي السينما" للكاتب وليد الخشاب، والصادر عن دار المرايا للنشر والتوزيع، على أن يدير الحوار الكاتب محمد يحيى، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء يوم الخميس المقبل.
يطرح في هذا الكتاب خلاصة في سر نجومية فؤاد المهندس، وبقاء ذكراه حية على مدار ما يقرب من ثلاث أرباع قرن هي عمر تأمله دولة التحرر الوطني. ربما لم تكن مصادفة أن بداية فؤاد المهندس الفنية تزامنت مع ثورة يوليو 1952، كما يتناول الكتاب أعمال فؤاد المهندس في المسرح والإذاعة والتلفزيون، ويحتفي بإنتاجه الذي كان دائمًا متميزًا وبأدائه الأنيق دومًا، في كافة الوسائط والأنواع الفنية.
لكن تركز الدراسة على أعمال فؤاد المهندس السينمائية، لا سيما في فترة نجوميته الكبرى على الشاشة في الستينات والسبعينات، وخصوصًا في إطار الثنائي فؤاد المهندس/ شويكار، ويدرس الكتاب تفاعل أعمال فؤاد المهندس مع التاريخ والمجتمع عبر ثلاث قضايا: أولا، الاقتباس في أفلام المهندس والمفارقة بين محاولته صناعة كوميديا مصرية وطنية بالاستعانة بمسرحيات وأفلام إنجليزية في الغالب؛ ثانيا، غلبة تيمة الازدواج والقرين في الأفلام، حيث يظهر المهندس في دوري الطيب والشرير، أو المصري الأصيل والأجنبي المجرم؛ وأخيرا، فتح الكوميديا لمجال يتنفس فيه اللاوعي المكبوت في المرحلة الناصرية، بحيث تسمح الكوميديا لعقل المجتمع الباطن أن يبوح بما لا يجرؤ على قوله بشكل واعٍ، حول تسلط النظام وسيادة العنف الرمزي وإحكام القبضة الأمنية، فيما يناقض خطاب الناصرية عن الحرية”
ومن أجواء الكتاب نقرأ:
في سياق دولة ذات حضور طاغ في تفاصيل حياة المواطنين مثل مصر الناصرية، لا حيلة للناس للتخفيف من وطأة ذلك الحضور إلا اللجوء إلى وسيلتين: "الشائعة" و "النكتة". عبر الشائعة والنكتة يخفف الناس من وطأة الظروف الصعبة، أو يوجهون نقداً لا يستساغ إن تم توجيهه في صورة خطاب جاد.
في أفلام المهندس وشويكار تضافرت النكتة مع الشائعة في ظرف صعب: فترة ما بعد نكسة 1967. لا يبدو أن فيلم "العتبة جزاز" يهدف إلى توجيه النقد، بقدر ما يهدف إلى دعم الدولة في تلك الفترة الحرجة بأشكال مختلفة: مثلاً، بحشد الرأي العام في مرحلة إعادة البناء بعد الهزيمة، ومرحلة العمل على تحرير الأرض. يبدو هذا الهدف واضحاً في الفيلم، لا سيما من خلال الأغنية الختامية التي تدعو إلى الاصطفاف الوطني وإلى مقاومة الشائعات الهدامة.
أقوى الشائعات التي أحاطت بأفلام فؤاد المهندس وشويكار دارت حول فيلم آخر من أفلامهما فيما بعد 1967 وهو "شنبو في المصيدة". استقر تصور (أو شائعة) عن ضلوع فؤاد المهندس في إنتاج التسلية التافهة بغية الترفيه عن الناس وإلهائهم بقصص خفيفة بعد الهزيمة. وإلى اليوم توجد شائعة معروفة تزعم أن الزعيم جمال عبد الناصر شخصيا هو الذي اتصل بالإذاعة المصرية طالباً أن يقوم المهندس وشويكار ببطولة مسلسل إذاعي يرفه عن الناس بعد هزيمة 1967، فكان "شنبو في المصيدة".
ويقال أيضا إن الرقابة قد اعترضت على عنوان المسلسل، خوفاً من أن يظن الناس أن "الشنب" المقصود في جملة "شنبو في المصيدة" هو عبد الناصر شخصياً.