رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس القابضة للصوامع والتخزين: التوجيهات الرئاسية ساهمت في التعامل بفاعلية مع الأزمات الاقتصادية العالمية

اللواء شريف باسيلي
اللواء شريف باسيلي

رئيس القابضة للصوامع والتخزين: التوجيهات الرئاسية ساهمت في التعامل بفاعلية مع الأزمات الاقتصادية العالمية

باسيلي: 22 منشأ يتم من خلاله استيراد الأقماح للسوق المصري جميعها ذو جودة عالية

: 57% معدل زيادة في سعر توريد إردب القمح ليبلغ 1250 جنيهاً في الموسم الحالي

: لدينا 6 صوامع حقلية .. ومستهدف إقامة 60 على مستوي الجمهورية ثلثيها في الصعيد

: ميكنة الصوامع ستضبط عملية التوريد والتخزين وتحكمها بقدر لن يسمح بأي تلاعب

أجرى الحوار – نرمين محمود الدهان:

قال اللواء شريف باسيلي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، إن الأمن الغذائي هو أولوية في أجندة الحكومات وبفضل توجيهات القيادة السياسية بتأمين الاحتياطي الغذائي تعاملنا مع أزمات القمح بكفاءة قبل وقوع الأزمات الاقتصادية العالمية.

"باسيلي" أشار إلى أن الدولة قامت برفع سعر توريد إردب القمح بنسبة تصل لـ 57%، وذلك بهدف التشجيع ودعم المزارع وعليه سرعة التوريد كي يتم توفيره بصورة تناسب احتياج السوق المحلي، مؤكداً وجود 6 صوامع حقلية من بين 60 صومعة مستهدف إنشائها، وإلى نص الحوار..

 في البداية .. كيف تجد الدولة وضع القمح كأحد أهم السلع الإستراتيجية؟، وهل لدينا الاحتياطي الكافي؟

الدولة المصرية تضع الأمن الغذائي أولوية في أجندتها، وجاء توجيه القيادة السياسية قبل وقوع الأزمات الاقتصادية العالمية، بأهمية وضع إستراتيجية لمفهوم توفير السلع الأساسية في مصر، حيث إن أخطر ما يمكن في القطاع إتاحة السلع والخدمات، وهذا ليس سهلا.

كما أن توفير القمح هو أحد المهام التي تسعى جاهدة لسد العجز به سواء من خلال الإنتاج المحلي أو الاستيراد، وقد تم استيراد نحو 5 ملايين طن قمح روسي في الفترة من فبراير 2022 وحتي فبراير الماضي، كما تستهدف استلام ما يزيد عن 4 ملايين طن قمح محلي خلال موسم التوريد، وذلك من إجمالي ما سيتم حصاده بنحو 9 ملايين طن في 2023.

وهناك نحو 22 منشأ يتم من خلاله استيراد الأقماح للسوق المصري، وتم خلال الفترة الماضية استيراد قمح من ليتوانيا وبلغاريا وألمانيا، والأهم هو أن يكون القمح سعره مناسب كما أن جميع تلك المناشئ لديها قمح ذو جودة عالية ومطابق للمواصفات القياسية المصرية.

كذلك التعاون مع صربيا سيكون من خلال توريد قمح صربي عبر بلغاريا ورومانيا ومازال يتم دراسة الأمر، وتم أيضا الاتفاق مع الجانب الصربي لتوريد القمح والذرة من خلال ميناء كونستانتا إلى مينائي الإسكندرية ودمياط، إلى جانب توريد ما يقرب من مليون طن قمح من خلال الميناء إضافة التي توريد احتياجات مصر من الذرة لتلبيه احتياجات مربى الدواجن.

ونحن بدورنا ندعو المزارعين لسرعة توريد القمح في موسم حصاد 2023 إلي الصوامع الحكومية، لأننا نحتاج هذا القمح لتوفير الخبز المدعم للمواطنين، في ظل ما يعلمونه من أن استيراد القمح يتطلب تدبير الدولار.

ماذا عن القمح الروسي وتداعيات الحرب مع أوكرانيا؟ 

هناك تعاون مصري روسي، ويمثل القمح الروسي نحو 80%، ونحن بدورنا نمثل سوق مفتوح لتسويق القمح الروسي، كذلك شركات الدقيق الروسية تتعاون معنا للتجاوب مع احتياجات الشارع المصري، وفيما يتعلق بالحرب فقد أثرت بالتأكيد على ارتفاع الأسعار في جميع دول العالم. 

كم يبلغ سعر الإردب؟ وكيف يتم تحديده؟

اصدر الدكتور علي المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية قرارًا لتنظيم توريد القمح المحلى موسم 2023، ونص القرار الصادر أن القمح المحلي المورد اعتبارًا من يوم 8ابرايل الماضي  لصالح هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين.

وأشار القرار إلى أن القمح المحلى المورد نسبة نقاوة 23.5 سعره 1500 جنيه للأردب، ودرجة نقاوة 23 سعره 1475 للأردب، ودرجه نقاوة 22.5 سعره 1450 للأردب، في حين كان سعر الإردب خلال الموسم الماضي 885 جنيه،  وهذا بحسب درجة النظافة في القمح المورد من المزارعين لصالح الدولة، ونحن نناشدهم ونشجعهم على سرعة التوريد لأنه في نهاية المطاف عائده على المزارع كأحد المستفيدين من الخبز المدعم، ونحذرهم من الوسطاء الذين يفوتون عليهم فرص الاستفادة مما أتاحته الدولة من عائد يصب في صالحهم، حيث إن زيادة التوريد المحلي يساهم في تخفيض فاتورة الاستيراد وسد الفجوة بين الاستهلاك، لذا نشدد على ضرورة تشجيع المزارعين علي توريد محصول القمح إلي الدولة خاصة مع زيادة الحوافز المقدمة لهم.

ماذا عن الصوامع التي أنشئت خلال الفترة الماضية والخطة المستقبلية لها؟  

الصوامع من الاستراتيجيات العامة التي حصلت على اهتمام من القيادة السياسة، وقد تم التوسع في الصوامع المصرية، حيث لدينا اليوم قدرة على تخزين 3.5 مليون طن بالصوامع التي بلغت تكلفة إقامتها 7.4 مليار جنيه، مقارنه بنحو 1.2 مليون طن في السابق.

ويعتبر هذا المشروع من المشروعات القومية التي أولتها الدولة المصرية اهتماما خاصا ورصدت له التمويل الخاص وكل أنواع الدعم لتحديثه وتطويره وإنشاء الصوامع الجديدة، ونظرا لأهمية القمح كسلعة رئيسة غذائية والمحصول النقدي الإستراتيجي قامت الدولة بإنشاء صوامع حديثة في كل محافظات الجمهورية لتخزين القمح وحفظه على أحد نظم تكنولوجيا التخزين في العامل وتطبيق النظام الحديثة في إدارتها.

ولدينا مستهدف إقامة 60 صومعة حقلية على مستوي الجمهورية بتمويل إجمالي يصل لـ367.5 مليون جنيه من خلال مشروع مبادلة الديون الإيطالية، تم إقامة 6 صوامع حقلية منها، وهي موزعة ما بين واحدة بـ قويسنا، وأخرى بالمنيا وأربعة منها بمحافظة الشرقية، وهذه الصوامع الحقلية الستة سيتم دخولهم في منظومة استلام القمح المحلي خلال موسم التوريد القادم في منتصف شهر ابريل 2023.

سعة الصوامع الحقلية تتراوح من 5 إلي 10 آلاف طن، بينما الكبرى تبدأ من 30 ألف طن وحتى 90 ألف طن سعة تخزينية، والفائدة من هذه هو القرب من المزارع وتحويل "الشون الترابية" إلى صوامع حقلية بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بنفس إمكانيات الصوامع الكبرى.

كما أن هناك صوامع جديدة سيتم إقامتها وأخرى سيتم عمل توسعات بها بعدد 9 مواقع منها صومعة في توشكي بسعة 300 ألف طن، وصومعة في دندرة بمحافظة الأقصر 90 ألف طن سعة تخزينية،وهناك صوامع أخرى يتم العمل على تنفيذها في مشروع "مستقبل مصر"، تصل سعتها التخزينية إلى نحو 120 ألف طن.

ويتم حاليًا دراسات والتمويل تم استقدامه من البنك الدولي لاستيعاب قمح الصعيد وشرق العوينات وتوشكي حيث سيتم عمل صوامع بسعة إجمالية 750 ألف طن سعة تخزينية في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية 420 ألف طن، بإجمالي 1 مليون و170 ألف طن سعة تخزينية، ونحن حاليًا نبحث تدبير المكون الأجنبي والذي يمثل نسبة 40% ونسبة المكون المحلي 60%.

كما تم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لإنشاء نحو 600 ألف طن زيادة من التخزين بالصوامع في شرق العوينات، وتوشكى، لافتا إلى أنه لولا هذه الساعات التخزينية ما كنا نستطيع مواجهه جائحة كورونا وتداعيات أزمة الحرب الأوكرانية الروسية، حيث كانت أسعار القمح  أقل من 300 دولار، ولكن بعد الحرب الروسية الأوكرانية وصل إلى 520 دولار.

ماذا عن آلية نقل القمح التي يتم الاعتماد عليها مؤخراً لتجنب إهداره؟

هناك توجيه من الرئيس بتطوير الشون، كنموذج ناجح بنفس الصوامع التي تنفذ على مستوى الجمهورية، صومعة انتقالية، مساعدة للمزارع حتى يتم توصيل القمح بشكل محترم، لأن التكلفة على الفلاح باهظة وهذه الشون تساعدهم في تقليل التكلفة، وأناشدهم بسرعة توريده لأننا في فترة نحتاج إليه لتلبية احتياجات البلد.

كما سيتم عمل ربط الصوامع على السكك الحديدية والنقل النهري بهدف خفض تكلفة النقل البري، إضافة إلي تخفيض استهلاك سيارات النقل الكبرى للطرق البرية، خاصة وأن القطار يحمل 1500 طن قمح بما يعادل 70 سيارة نقل.

كيف يتم التحول الرقمي ونظم الميكنة الحديثة للصوامع؟

يعتبر التحول الرقمي ونظام ميكنة الصوامع سيكون له دور حيوي في حوكمة منظومة القمح وضبط إيقاعها، وسيحدد بشكل واضح حجم الوارد والصادر والمنصرف دون تدخل من العنصر البشري القابل للخطأ وهو ما يجعل المعلومات الموجودة مستقبلاً أكثر دقة وإحكاماً.

ستشمل المنظومة الرقمية المستهدف تنفيذها كامل عملية التخزين بدءاً من دخول السيارات المحملة بـ الأقماح حتى إتمام عملية التفريغ مروراً بالفرز والميزان بمتابعة من القائمين على غرفة التحكم إلكترونيا من مقر الشركة القابضة.

يجري العمل على قدم وساق نحو التحول الرقمي الذي تنفذه الشركة في نحو 22 صومعة، ويشهد الموسم المقبل تحول 72 صومعة للمنظومة الرقمية، والتي ستضبط عملية التوريد والتخزين وتحكمها بقدر لن يسمح بأي تلاعب أو هدر في المستقبل القريب.

خاصة وأن لمصر الريادة في تخزين الغلال وحمايتها من التلف بأساليب لم تكن معروفة للعالم منذ ما يقرب من 7000 عام، بل أن الأمر وصل لطريقة عمل الصوامع ذاتها بعناية فائقة تمكنهم من حماية الحبوب من عوامل الرطوبة والتلف. حتى أُطلق عليها "صومعة العالم".

وكانت الصوامع تبنى بقباب من الطين وأنشأ قدماء المصريين الشون الأصغر حجماً في كل مدينة لتوفير الحبوب المطلوبة في نطاقها، وجدت أيضاً أماكن تخزين للغلال في المعابد، وتمتعت مصر بمكانة كبيرة باعتبارها سلة غلال العالم التي يقصدها الجميع.

 

inbound2903291382079321415
inbound2903291382079321415
FB_IMG_1683277634071
FB_IMG_1683277634071