"القراع الإنجليزي".. هل كان مرض خادمتي وفاء مكي معدي؟
"القراع الانجليزي" مرض كان محور الحديث على منصات ووسائط التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية على خلفية الحديث عن قضية الفنانة وفاء مكي التي احتلت الترند مؤخرًا، بسبب ظهور ميار الببلاوي وإعلانها أن معها دليل براءة وفاء في قضية تعذيب الخادمتين، والذي أخفته لمدة 23 عامًا خوفًا على ابنها بعد أن وصلتها تهديدات بذبحه إذا شهدت مع الفنانة المتهمة حينها.
وكشفت ميار الببلاوي حزمة من الأسرار في قضية الفنانة وفاء مكي بشان تعذيب الخادمتين بعد مرور 23 عامًا على تلك الحادثة، موضحة أن الخادمتين جاءتا للعمل لديها ولم يكن بهما أي آثار تعذيب بعد تسريح وفاء مكي لهما، نتيجة إصابتهما بمرض يسمى القراع الإنجليزي، واصفة إياه بأنه معدي، وهو ما جعل ميار ترفضهما هى الأخرى لذات السبب، ثم ذهبتا بعد ذلك إلى قريتهم، ما يعني براءة وفاء.
أوضحت ميار أنها كانت ستشهد حينها ببراءة وفاء مكي لولا خطاب وجدته على باب منزلها يهددها بذبح ابنها الوحيد إذا فعلت ذلك، ليمنعها ذلك من شهادة حق طيلة 23 عامًا على حد قولها، لكنها قررت أن تقولها خوفًا من عذاب الله واقتراب الأجل.
وبعيدًا عن أوراق القضية وما تخفيه الأيام، فنحن بصدد الحديث عن المرض الذي جاء ذكره في هذه القضية من قبل وفاء مكي وميار الببلاوي لنكشف عنه الكثير خلال هذه السطور.
ما هو القراع الإنجليزي؟
الدكتورة إيمان سند استشاري الأمراض الجلدية بكلية طب بنها، قالت لـ"الدستور" إن مرض القراع الجلدي هو نوع من أنواع الفطريات يصيب فروة الرأس، مشيرة إلى أنه بالفعل مرض معدي، ويحتاج علاجه لفترة طويلة ولفتت إلى أن العدوى بالمرض تحدث نتيجة التلامس المباشر واستخدام الأدوات المشتركة كالأمشاط والفوط، لافتة إلى أن الأمر ليس كذلك فحسب بل تعد كل خصلة شعر مصابة بالمرض حاملة للمرض ويمكنها الإصابة به، موضحة أنه ليس شرطًا أن تتم ملامسة خصلة الشعر المُصابة لانتقال العدوى، بل يكفي أن ينقل الهواء هذه الخصلة إلى الشعر، أو تنتقل من خلال المفروشات المختلفة ومن ثم تنقل الإصابة فتحدث العدوى به على الفور.
وتابعت أن المرض يظهر على هيئة بثور حمراء يشبه أعراض مرض الثعلبة، متابعة أنه في الغالب لا يصيب إلا الأطفال، وذلك لاكتساب البالغين مناعة قوية بفروة الرأس عكس الأطفال وينتقل في العادة من خلال التعامل مع كلاب وقطط الشوارع أو البقر والجاموس بالمناطق الريفية.
كما أوضحت أن علاج القراع الانجليزي عبارة عن وضع دهانات موضوعية قاتلة للفطريات وتستخدم لعدة أسابيع، مشيرة إلى أنه يجب علاج المرض فى مراحله المبكرة لأن التأخر في علاجه قد ينتج عنه موت بوصيلات الشعر والإصابة بالصلع النهائى.
وتعود قصة وفاء مكي إلى 1998، حين عملت لديها فتاتان تدعيان مروة و هنادي، كخادمتين لدى، وبعد مرور 3 سنوات ، عادت مروة إحدى الخادمتين إلى قريتها في المنوفية وعلى جسدها آثار تعذيب شديدة وحالتها الصحية متدهورة، وقالت حينها الخادمة لأهلها إنها تعرضت للتعذيب والكي بالنار في كامل جسدها هي والخادمة الأخرى هنادي من الفنانة وفاء مكي.
وهو ما جعل أسرة الخادمة تحرر محضرًا ضد وفاء مكي، لتعرض الفتاتين على الطب الشرعي وتثبت تعرضهما بالفعل لتعذيب وحشي لمدة 21 يوما بمنزل الفنانة.
وحول السبب الذي قالت عنه الطفلة مروة حينها وراء تعذيب وفاء مكي لها أنها قامت بإخبار زوج وفاء مكي بأمر ما، وهو ما تسبب في كل ذلك، حيث تشاجر مع زوجته، وبمجرد تفاقم الأمر تدخلت والدة وفاء مكي وقامت بتقييد الخادمة مروة وقامت وفاء مكي باستخدام سكين ساخن وعذبتها بالكي في جسدها، وأجبرت وفاء مكي الخادمتين على تسجيل اعتراف بسرقة مشغولات ذهبية وخاتم ألماس.
وتردد حبس وفاء مكي الخادمة شهرًا إلا أنها قد تدهورت حالتها الصحية، فقامت الفنانة بمساعدة أحد أقاربها وألقيا بها فجرًا أمام مزلقان قريتها أبنهس بقويسنا، وحينها تردد هروب وفاء مكي وأسرتها لمدة أسبوعين، لكن في النهاية تم القبض عليها وتم تقديمها لمحاكمة عاجلة.
وفي ديسمبر 2001، قضت محكمة جنايات شبين الكوم بالمنوفية بمعاقبة الفنانة وفاء مكي، بالسجن 10 أعوام مع الشغل والنفاذ والسجن سنة لكل من والدتها ليلى الفار والفنان أحمد البرعي وابن خالتها سيد الفار وطليقها أيمن الغزالي وإلزامهم جميعًا بالتعويض المدني للمجني عليهما الخادمتين مروة وهنادي فكري عبدالمجيد، لكنها خرجت بعد قضاء 3 سنوات فقط داخل السجن لعفو صحي، حتى تعود قضيتها من جديد للظهور وتحتل الترند بعد كشف أقاويل جديدة تغير من جوهر القضية تمامًا وتظهر وفاء مكي بريئة بعد 23 عامًا.