موسيقار الأجيال: عشقت صوت الشيخ محمد رفعت وكنت أهرب من البيت لأسمعه
تحدث الموسيقار محمد عبد الوهاب في لقاء له مع الإعلامي الراحل طارق حبيب عن علاقته بالشيخ محمد رفعت، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1882.
وأوضح “عبد الوهاب”: الشيخ محمد رفعت بالنسبة لي، هو الصوت الذي تفتحت أذناي عليه، وعشقت، وأحببته، وكنت أهرب من البيت للاستماع إليه في السرداقات التي كانت تقام ليقرأ فيها، سواء كانت في مأتم أو حفلات عادية.
ولفت صاحب “الجندول”: صوت الشيخ محمد رفعت، هو الصوت الذي أحسست فيه بالجمال والجلال، صوت كان يوحي بالإجلال، وحتى اليوم إذا ما سمعته في الأشرطة التي تكون مذاعة، خصوصا الأشرطة النقية من “خرخشة ولا خربشة” بكون سعيد جدا.
ــ نوادر الشيخ محمد رفعت مع مستمعيه
وفي كتابه “الغناء المصري.. مطربون ومستمعون”، يذكر المؤرخ الفني كمال النجمي، أن الشيخ محمد رفعت وخلال قراءته في إحدى الليالي بالإذاعة، ووسط تهليل مستمعيه سمع صوتا نشازا.
وصمت الشيخ رفعت برهة، وارتفع النشاز والزعيق، حتى خيل إلينا نحن مستمعي الراديوــ على بعد مئات الأميال من القاهرة ــ أن معركة بين سكان القاهرة نشبت حول الشيخ. وكان ما تخيلناه مع الأسف صحيحا، وعلمنا بعد ذلك أن بعض أنصار المقرئ المؤذن الفنان المطرب الكبير الشيخ علي محمود، حاولوا منع الشيخ رفعت من التلاوة، حسدا له وغيرة من نجاحه العظيم.
وكان الشيخ علي محمود حاضرا تلاوة الشيخ محمد رفعت في تلك الليلة، فاستنكر ما فعله أشياعه وبطانته لمنع الشيخ رفعت من التلاوة، ولكن استنكاره ما فعلوه، لم يحجب مرارة شعوره بتراجع مكانته إزاء ما بلغه الشيخ رفعت من مكانة عالية وسيطرة جبارة على أفئدة الناس جميعا، وبينهم من كانوا معجبين بالشيخ علي محمود وفنه العظيم المتعدد الاتجاهات.
ــ أحد القراء يقدم بلاغا في الشيخ محمد رفعت
كما يذكر “كمال النجمي”، أذكر أنني طالعت في الصحف أن أحد قراء القرآن قدم بلاغا إلى أحد مساجد القاهرة في سهرة من سهرات رمضان ضد الشيخ محمد رفعت، يتهمه فيه بسوء التلاوة والخروج عما أقره علماء القراءات السبع من أصوات التلاوة الصحيحة.
وبعد أن أصبح الشيخ محمد رفعت نجم التلاوة الأعظم في الإذاعة المصرية لم ييأس بعضهم، فتقدموا إلى الإذاعة يطلبون أجرا أعلى من أجره، ويقولون في استخفاف به: "من يكون هذا الشيخ رفعت الذي تقدمه الإذاعة إلى المستمعين كل ليلة قائلة: تستمعون الآن إلى إمام القراء الأستاذ الشيخ محمد رفعت.
ويوضح “النجمي” مضيفا: وسمع الشيخ محمد رفعت باحتجاج زملائه هؤلاء على الألقاب التي تخلعها الإذاعة عليه، فطلب أن يقدم إلى المستمعين باسم الشيخ رفعت فقط، ولعل زملاءه الذين كانت الإذاعة تقدمهم إلى المستمعين بلقب “الشيخ” فقط، ارتاحوا وقروا عينا بعد تنازله عن ألقابه التي يستحقها كل الاستحقاق.