خطة كيوبيد.. تأمُّل المُسلّمات أضاء "قصر العينى" بالضحكات
من الطبيعي أن يتأثر حماسك تجاه أمر ما بعوامل كثيرة، وكمحب للمسرح، وللإنصاف- أحاول أن أكون متلقيًا محايدًا، وأمنح الفنانين ما يستحقونه من اهتمام نقيّ.
وللأسف، كان من الصعب الوصول للحياد التام في مسرحية "خطة كيوبيد"، لأسباب كثيرة، أولها معرفة قديمة تجمعني بالمخرج المجتهد أحمد فؤاد.
ولحسن الحظ، ولأن لكل مجتهد نصيب، حقق العرض الذي تأخرت عن حضوره- مضطرًا- نجاحًا كبيرًا ومستحقًا، جعل وجود زحام من الأسر المبتسمة في شارع قصر العيني أمرًا معتادًا وخبرًا قديمًا.. خاصة وأن العرض اختتم موسم السادس بنجاح، بمجموع 130 ليلة عرض، ولا يفصله عن جمهور أكبر إلا اهتمام رسمي أكبر.
منعني أن أكون محايدًا أيضًا تقدير أكنه للنجم عبد المنعم رياض.. نعم اختلط عليّ الأمر في البداية فيما يخص اسمه، لكنني عرفت منذ صادفته في أعمال سابقة، أن هناك موهبة كوميدية استثنائية قد يظلمها محرك البحث جوجل، بسبب الاسم.. لكنني أؤكد أن هذا الممثل الخبير يستحق أن نشير إلى اسمه.
توقّعت أن أرى مزيجًا من الضحك والرقص والخفة.. والموسيقى الجميلة والديكورات السهلة والذكية.. لأنني أعرف تاريخ "فؤاد" كراقص ومصمم استعراضات ومخرج جاد، ورغم توقعاتي تلك لم يفشل صناع العمل في مفاجأتي وإدهاشي، ليس بسبب القصة، فهي تنويعة مُحَدّثة حول الخلافات الزوجية، لكن في ظل اكتمال عناصر العرض المسرحي بدرجة كبيرة، تألق أمام الجمهور عالمٌ حيّ، يضج بالطاقة والضحك والصوت الجميل للمطربة الواعدة أمنية حسن.
على مستوى الضحك، فعل "رياض" ما يجيده.. أطلق كوميديا بصدق غريب، أجبر الجمهور على التعاطف مع هذا الطيب سيئ الحظ.. ستدرك سريعًا أنه اجتهد في تقمص الشخصية حتى في لحظات صمتها على المسرح.
ورغم أن "فؤاد" لم يعتمد على الرقص كما يحدث في عروض فرقته "صوفي"، لكنني لم أفتقد الخفة، فالحياة تدب في كل أرجاء المسرح، بألوانٍ زاهية و"إيفيهات أسريّة متعوب فيها".. ليعيش المتفرج تجربة من البهجة والتفكير في آن.
أود لو أستطيع أن أحكي الكثير عن المسرحية، لكنني أقدر مجهود صانعيها وأكتفي بأن أدعو كل من يبحث عن سهرة كوميدية خفيفة على الروح والجيب، أن يذهب لمسرح السلام العريق.
ولا يفوتني أن أبعث تحية مستحقة للدكتورة نيفين كيلاني، وزيرة الثقافة، المخرج الكبير خالد جلال، الذي يجتهد ليعيد مجد مسارح الدولة.
المسرحية من بطولة: عبد المنعم رياض وكريم الحسيني ونوال سمير وأمنية حسن.. ديكور أحمد أمين وإضاءة أبو بكر الشريف وأزياء رباب البرنس وتنفيذ ديكور وأزياء مي كمال وموسيقى تامر عبد المجيد ومساعد مخرج تحت التدريب ياسمين علي ومساعد إخراج دعاء حسين ومساعد إخراج تحت التدريب يوسف هاني ومخرج منفذ نور محيي فهمي وتأليف وأشعار عبد الله الشاعر، ومن إخراج أحمد فؤاد.