التذكرة بألف جنيه و72 ساعة سفر.."الدستور" داخل موقف أتوبيسات القاهرة - أم درمان
داخل أرض فضاء بوسط القاهرة، وجد السودانيون ضالتهم، لكي يتخذوها موقفًا وجراجًا خاصًا بالأتوبيسات التي يستقلونها إلي السودان، ويعودوا بها إلى مصر، حيث قام عدد منهم بإيجار قطع أرض خاوية في منطقة وسط البلد وحي عابدين، لركن العربات الخاصة بسفرهم بها، وأيضاً لحجز التذاكر الخاصة بالسفر، والتي تتراوح قيمتها من ألف إلي ألفين جنيهاً، حسب نظافة وسرعة الأتوبيس الذي يقلهم من القاهرة إلي أم درمان، والعكس.
وبالحديث مع عدد منهم تواجدوا في جراج بشارع شريف، كانوا يصطفون أمام مكتب خشبي بسيط اتخذه الموظف وسيلة للجلوس عليه، حتى يقوم بقطع التذاكر لهم، قامت الدستور بالحديث مع بعضهم عن رحلة سفره من وإلى مصر، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها السودان الشقيق.
وكانت البداية مع خالد شاب سوداني، يعمل موظف في الجراج الخاص بالاتوبيسات السودانية، قال: "بطبيعة الحال تأثرنا بالأوضاع التي تحدث هناك، خاصة أنها جعلت حركة العمل بطيئة بعض الشيء، حيث أصبحنا ننتظر بالأيام حتى نستطيع السفر إلى السودان، نتيجة الأحداث الجارية هناك، ولكن ما يصبرنا هو كرم الضيافة أشقائنا المصريين، الذين وقفوا معنا في هذه الأزمة الطاحنة، وأريد أن أوجه لهم باقات شكري وتحياتي، وهي معاملة ليست بجديدة بين الأشقاء.
رحلة السفر إلي السودان تستغرق 72 ساعة، يقوم فيها الأتوبيس المتجه إلى هناك، بسلك طريق المحور ثم الطريق السياحي، ثم طريق أسوان، والحقيقة هي طرق جيدة للغاية وتم تطويرها بصورة كبيرة، وقيمة التذكرة إلى السودان ألف جنيه لا غير، وسعرها معقول مقارنة بشركات أخرى، وأتمنى أن تمر تلك الأزمة سريعاً وعلى خير".
بالحديث مع شخص آخر يدعى عثمان، قال "الخطوط البرية السودانية المصرية على أكفأ ما يكون، ولكن هناك بعض المرضى الذين يرغبون في العودة إلى السودان، ونقوم بإسعافهم على الطريق بسبب عدم وجود إسعافات جاهزة بالأتوبيسات، ولكن للأمانة الطريق به الإسعافات والعلاجات اللازمة، وهناك حالة من الحب والأخوة وجدناها مع أشقائنا المصريين".
ولم يختلف الأمر كثيراً في جراج آخر بحي عابدين بالقرب من ميدان محمد فريد، يقوم بحجز الأتوبيسات الذاهبة والعائدة من وإلى السودان، ولكن المتواجدون به رفضوا الحديث معنا بسبب مشقة السفر التي كست وجوههم، مكتفين بتوجيه الشكر للشعب المصري على حفاوة الضيافة والمعاملة الطيبة.