فى ذكراه.. هكذا اتجه نزار قبانى إلى كتابة الشعر
"الشعر هو الغاية، هو الشوط الأخير الذي نصل إليه وحين أتأمل قاعدتي الجماهيرية في العالم العربي.. أشعر أنني نجحت إلى حد ما في أن أوصل صوت الحقيقة إلى الناس.. كل الناس"، هكذا عبر الشاعر الراحل نزار قباني (21 مارس 1923 - 30 أبريل 1998) عن رأيه في الشعر، في أحد حواراته، مستطردًا: في البداية كنت أغني شعري. أدندن به. كان لدي في الحقيقة حالة سيولة من الموسيقى تدفعني إلى أن أحول الكلمة دائمًا إلى شيء ملحن، إنني أكتب شعري دائمًا على خلفية موسيقية.
كان نزار قباني يرى أن وظيفة الشاعر هي أن يغير نظام الأشياء من حوله، وظيفته أن يكون قنبلة موقوتة توضع تحت سرير أهل الكهف، وتحت أسرة المتخلفين والانكشارية.
الشاعر السوري نزار قباني مواليد دمشق عام 1923، ونشأ في ظل وجود الانتداب الفرنسي، كان منزل توفيق قباني والده مكانًا لاجتماع الثوار ضد الانتداب الفرنسي، حفظ نزار الأشعار الفرنسية خلال دراسته في مدرسة تحت الإدارة الفرنسية، كما اطلع على الشعر العربي.
وعندما كان يدرس في دمشق، كانت المناهج تضم إلى جانب اللغة العربية والشعر العربي القديم، الشعر الفرنسي، وبالتالي تنوعت ثقافته بين الشعر العربي القديم والشعر الفرنسي.
تخرج في كلية الحقوق بالجامعة السورية عام 1945 وعمل في السلك الدبلوماسي، وبدأ عمله في السفارة السورية في مصر عام 1945، ثم سفيرًا في لندن مدة عامين، ثم أنقرة، ثم سفيرًا في الصين، وبعدها مدريد، واستقال من العمل الدبلوماسي بعد 20 عامًا في عام 1966 للتفرغ الكامل لكتابة الشعر.
أصدر أول دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" أثناء دراسته في كلية الحقوق، وقدم خلال مسيرته الأدبية 36 ديوانًا كان آخرها ديوان "أبجدية الياسمين" عام 1998.