أسرة ألبير آريه تخرج عن صمتها.. سنلجا للقضاء ومنى أنيس لم تسرق هند مختار
مازالت أجواء ما أثارته الكاتبة الصحفية هند مختار حول حق الملكية الفكرية في نشرها لمذكرات ألبير آريه إلى جانب استبعاد اسمها كمحررة لمذكراته التي جاءت بعنوان “ألبير أريه..مذكرات يهودي مصري” الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع وتحرير الكاتبة الصحفية منى عبد العظيم أنيس.
وجاء بيان أسرة ألبير آريه تحت عنوان "بيان أسرة ألبير آريه فيما أثير مؤخرا حول مذكراته" كالتالي:في البداية، آثرت أسرة ألبير آريه الصمت إِزَاء اتهام هند مختار لكل من دار الشروق (ناشرة مذكرات ألبير آريه) ومنى أنيس (مُحررة المذكرات) بسرقة مجهودها (!)، لكن مع الوقت ازداد الحديث في الأمر، وخرج إلى دوائر أخرى، وازدادت حدة الاتهامات، حتى بدت وكأنها حملة مُنظمة للنيل من شخص ألبير آريه نفسه، واختزال الأشخاص الكثيرين ممن تكاتفوا لإخراج المذكرات في شكلها النهائي، في شخص واحد بعينه!
وأشارت الأسرة في المقدمة التي كتبتها، في الطبعة الثانية إلى أن عملية تسجيل المذكرات سبقتها محاولة أولى قام بها ألبيرآريه نفسه، باللغة الفرنسية التي كان يتقنها، ولكنه توقف في السرد عند عام 1959، هذه النسخة موجودة بالفعل في حوزة العائلة بخط يده، لكن بسبب بشاعة تفاصيل ما أسماه "الحرب الصليبية على الشيوعين في السجون" والتي أدت الى مقتل شُهدي عطية، آثر ألبير أن يتوقف، وعرضها آنذاك على بعض أصدقائه الفرنسين، فاجمعواعلى أن المذكرات على الرغم من لغتها الجيدة إلا أنها في حاجة إلى “تحرير”، هذا النقد تسبب لـ "ألبيرآريه" في خيبة أمل جعلته يُقلع عن استكماله
عود إلى البداية.. كيف تعرف ألبير آريه على هند مختار؟
في منتصف 2019، طلب سامي، الابن الأكبر لـ ألبير من خالته الصحفية أمينة شفيق مساعدته في إيجاد من يقوم بمهمة تسجيل وتفريغ مذكرات ألبير باللغة العربية، وهي عملية كانت تتطلب مجهودًا كبيرًا، خاصة فيما يتعلق بالفترة الزمنية التي يتكلم فيها ألبير عن التنظيمات الشيوعية وأعضائها من المصريين واليهود.
بعد بحث اقترحت أمينة أنه من الأفضل أن يتم التواصل مع أحد الناشرين؛ ليرشح من يقوم بهذه المهمة ثم ذكرت اسم مصطفي الطناني، صاحب دار نشر الطناني وبالفعل تواصلت معه الأسرة، فرحب بالأمر، لكن بسبب أوضاعه المادية اعتذر عن عدم القيام بمهمة تمويل عملية طباعة الكتاب، واقترح أن يقتصر دوره فقط، على النشر نظير نسبة من صافي الأرباح، على أن تتولى الأسرة دفع كل المصاريف الخاصة بعملية إعداد ونشر المذكرات، كما تم الاتفاق أيضًا على أن تقوم أمينة بمراجعة العمل بعد اكتماله إلا أنها لم تقم بهذه المهمة بسبب ظروفها الصحية.
وتسلم الطناني أول دفعة مالية وكانت 7 آلاف جنيه (تم تسليمها إليه بدون إيصال، من يد سامي في مكتب ألبير بوسط البلد) وبدأت عملية التسجيل الصوتي قبل أن يتم كتابة عقد ما بين الأسرة والطناني، وكان المبلع المتفق عليه كأتعاب لـ هند مبلغًا قدره اثني عشر ألف جنيه، وعرفنا فيما بعد أن الطناني سدد ما تسلمه على سبيل أجرالتفريغ وهو 7 آلاف جنيه على دفعات.
بدأت عملية التسجيل الصوتي في مكتب ألبير في وسط البلد، حيث استمرت لمدة عام ونصف، تخللتها وقوع حدثين مُهمين الأول: بدء جائحة الكورونا والثاني حادث السقوط الذي تعرض له "ألبير، وأدى إلى كسر في مفصل الفخذ بما تطلب إجراء عملية جراحية، نتج عنها مضاعفات، وهو ما اضطرت معه الأسرة إلى نقله إلى منزل ابنه سامي في مدينة العبور، حيث يمكن توفير العناية اللازمة وإعادة تأهيله طبيُا، وبالتالي توقفت عملية التسجيل لعدة أشهر، ثم عادت للاستكمال حتى قبيل وفاته.
أما بالنسبة لآلية التسجيل الصوتي للمذكرات، فكل من يعرف ألبير آريه عن قرب، يعرف جيدًا قدراته حيث يتمتع بذاكرة حديدية، لا تغفل التفاصيل الصغيرة أبدًا، وفي كل مرة يكرر فيها الحكي، يضيف تفاصيلات جديدة، تجعل مستمعيه لا يملون! ليس أدل على ذلك من شهادة أمير رمسيس مخرج فيلم: يهود مصر، حيث أعاد مونتاج الفيلم ليُضمنه شهادة ألبير. كذلك المنتجة دينا أبو زيد، التي أجرت معه حوارًا تلفزيونيًا بعد حادث سقوطه، وأبدت إعجابها بذاكرته (الفولاذية) حسب تعبيرها، والتي لم تتأثر بمرضه والمخرجة هالة جلال، وقد صورت معه أكثر من مشهد في فيلمها التسجيلي عن حياته، والتي عبرت عن إعجابها بإمكاناته في الحكي وتذكر الأحداث بدقة غير متناهية، بل وعدم التلعثم أثناء الكلام، وكانت على حد تعبيرها كلها مشاهد طويلة تم تصويرها دون توقف.
التسجيلات في حوزتنا، منذ التسجيل الثالث، حيث توقفت هند عن دور المحاور تماما بعد أن ملَّ ألبير آريه من أسئلتها، التي تنم عن عدم دراية بتاريخ الحركة الشيوعية.
ملَّ ألبير من توقفه لشرح المصطلحات والأسماء والحقائق التاريخية التي كانت تجهلها، إن كان ثمة شيء حوار دار بينها وبين ألبير لاحقا، فكان فقط لاكساب هند مختار معلومات قيمة، بل وقيمة جدا، عن تاريخ الحركة الشيوعية..
لم يعتمد ألبير سوى على ذاكرته، لم تقم هند مختار بعصف ذهني له كما قيل، ويقال واستعان حينها بالنسخة الفرنسية التي كتبها قبل ذلك الوقت بسنوات عشرة، وأملى عليها أجزاء منها، مع إضافة تفاصيل جديدة كعادته أثناء حديثه، وأصبح يبدأ كل جلسة معها بتحديد الفترة التاريخية التي سيتكلم عنها، والأحداث التي جرت فيها، بل والأشخاص الذين سيتكلم عنهم، و في آخر كل جلسة، كان يحدد ما سيتكلم عنه، ومن، في الجلسة التالية.
أثناء التدوين، ودون الرجوع إلى ألبير نفسه، سلمت هند مختار الجزء الذي تم إنجازه إلى مصطفى الطناني، بناءً على طلبه، كما طالب بالتسجيلات، مدعيا مضاهاتها بما كُتِبَ، وبدأت السيدة زوجته بتحريرها. وعند ما عرف ألبير آريه منع هند من تسليمها إليه، وقرر أن دار الطناني ليست الدار الملائمة لنشر مذكراته، خاصة وأن الكثير من أصدقائه استنكروا قيامه بدفع التكلفة، وأكدوا أن دور نشر كثيرة، سترحب بنشرها دون تحميله بأي نفقات، لأهميتها الكبيرة!
في سبتمبر 2020 عام تواصل بين سامي والطناني، حيث أبلغه الأخير أن ظروفه المادية تحسنت، وأنه على استعداد لطباعة المذكرات على نفقته، مثل بقية العروض التي تلقتها الأسرة، وأرسل عقدًا بالفعل، قام سامي بعرضه على محامي الأسرة مالك عدلي، وبعد إجراء تعديلات على بعض البنود، خاصة ملكية الأسرة لحقوق نشر ترجمة المذكرات، وإرساله مرة أخرى إلى الطناني، لم يبد أي رأي، أو ملاحظات، وتجاهل الرد!
وبعد وفاة ألبير آريه، تساءل كثيرون عن مصير المذكرات، وموعد نشرها، وهو ما دفع الأسرة إلى مراجعتها، وقد واجهت الكثير من الصعاب منها:
- اختيار ألبير أن يحجب أسماء الكثيرين من أصدقائه أثناء تسجيلاته مع هند تضمن المذكرات الكثير من الأسماء الأجنبية وهو ما لم تستطيع أن تدونه هند بسبب عدم معرفتها باللغة الأجنبية.
- كان العمل كله بدون هوامش.
- كانت اللغة التي استخدمت في الكتابة مزيج من الفصحي والعامية.
- كان الجزء الثاني أضعف من الجزء الأول من حيث طريقة الكتابة، حيث يبدو أن الملل كان قد تسلل إلى هند، وربما لطول فترة عملية التسجيل والتفريغ ما دفع سامي إلى مراجعته بدقة مع باقي الأسرة، خاصة زوجة ألبير التي عاصرت كل الأحداث، منذ تعرفها به وزواجها منه عام 1965.
وللتأكد من الدقة، قام سامي بعمل عدة رحلات إلى فرنسا وبلجيكا وهولندا، والتقي مع من تبقى من أصدقاء والده؛ لمساعدته في توضيح كل تلك الأسئلة التي فرضت نفسها أثناء مراجعة المذكرات ومضاهاتها بالتسجيلات التي سلمتها له هند بعد ان تقاضت باقي اتعابها من الاسرة.
دور الدكتور محمد أبو الغار في نشر المذكرات:
أثناء انتهاء مراسم العزاء، وبناءً على رغبة الأسرة، عرض صديق البير والأسرة الدكتور أبو الغار، المذكرات على إبراهيم المعلم فرحب بطبعها على الفور، ومع نشر أول أخبار عن التعاقد المزمع عقده في الجرائد، طالب الطناني- عبر اتصال هاتفي- بحقوق الملكية، وأن يكون الاتفاق مع دار الشروق من خلاله هو! وعندما رفض سامي، بدأ حملة تشهير على الفيس بوك، مدعيا أنه المالك الوحيد لحقوق النشر، ومتهما الدكتور أبو الغار بأنه قد تحايل مع سامي لسرقة التسجيلات منه، وهو ما يشكل افتراء علي شخص هذا الرجل.
بعد 8 أشهر، تم الانتهاء من المسودة، وأصبحت جاهزة للتسليم إلى دار الشروق. وتم توقيع العقد، وأسند إلى منى أنيس مهمة تحرير المذكرات؛ لما لها من خبرة في هذا المجال، وباع طويل في تأريخ الحركة الشيوعية.
ما قامت به مني أنيس كان تحريرًا كاملاً، وإعادة تقسيم المذكرات، وفهرستها، عمل توازن للفصول، مع مراعاة عدم الإخلال بنص ألبير الأصلي أو بأي من آرائه، مما أعطاها- في النهاية الشكل الأدبي الجاذب للقراءة، على الرغم من كم التفاصيل والأحداث التي تضمنتها، ويجدر الإشارة إلى قيام سامي بمراجعة ما حررته ومطابقته مع النص الأصلي.
وأخيرًا للرد علي ادعاءات هند مختار يجب الإشارة إلى عدة نقاط مهمة (لمن يهتم بسماع كل الآراء دون بعضها):
- من الناحية القانونية، وبناء علي العقد المبرم بين دار الشروق والعائلة، فإن الدار تسلمت مخطوطة من الأسرة بصفتها وريثة للراحل ألبير آريه، ولا علاقة لها بمن أعد المسودة أو كيف أعدها، ومن بنود العقد أن أية مسؤولية ناجمة عن حقوق الملكية الفكرية تقع علي عاتق الأسرة أو الورثة.
- طلبت الأسرة وضع اسم هند مختار في الصفحة الداخلية للمذكرات، كواحدة من ضمن من ساهموا في خروج " المذكرات" الى النور اعترافا من الأسرة بمجهودها في تفريغ تسجيلا المذكرات.
- الادعاء بأن مني أنيس قامت بسرقة مجهود هند مختار ووضعت عليه اسمها، هو محض افتراء ينم عن جهل بمعني كلمة تحرير وعدم فهم لطبيعة عمل المحرر، مع العلم أن مني أنيس لم تلتق هند أو تسمع عنها من قبل.
- الهجوم علي كل من يقوم بالإدلاء بشهادته في الموضوع، بالتجريح والألفاظ النابية، لمجرد أنه يدافع عن مذكرات ألبير، ونذكر علي سبيل المثال لا الحصر مني الشيمي، التي أعطاها ألبير بنفسه نسخة من المذكرات قبل وفاته بأسبوعين وقبل أيضًا أن تعيد الأسرة مراجعتها، وشهادتها بأن المذكرات بحاجة إلى تتحرر وأنها من الناحية الأدبية تعتبر عملًا مهلهلًا في حاجة إلى إعادة صياغة، وهناك الكثيرون علي استعداد للأدلاء بشهادتهم، ولكن ليس علي صفحات السوشال ميديا.
- كيف يمكن لهند مختار أن تقوم بتسجيل حقوق ملكية فكرية كما تدعي، لمذكرات شخص بدون الرجوع له أو لورثته؟ خاصة أنها قد كلفت بعمل " مادي بحت" تلقت عنه أجرًا، ولا يحق لها أن تُطلع أحدا علي مسودات هذه المذكرات! ولو حتي علي سبيل إبداء الرأي، حيث لا يعتبر ذلك من ضمن أخلاقيات المهنة؟
- الادعاء أن المذكرات هي نتاج عصف ذهني قامت به هند مختار لشخص مثل ألبير آريه بذاكرته الحديدية وثقافته وخبراته الشخصية وتشكيله السياسي، هو في حد ذاته محض افتراء عليه، وعلي تاريخه السياسي لأنها بالتأكيد ليست الشخص الذي يملك المعرفة والثقافة لإجراء تلك الحوارات عن اليسار أو عن اليهود الشيوعيين ويكفي شهادة أمينة شفيق والتي يشهد لها الكثيرين بخبراتها في مجال الصحافة بأنها شخصيا لا تستطيع ان تحاور شخص مثل ألبير آريه لعدم امتلاكها لهذا لكم من المعلومات والخبرات التي يمتلكها.
- التسجيلات التي بحوزتنا هي الفيصل فيما إذا كانت هند مختار قد قامت بمحاورات، أم بعملية التفريغ.
- ما ادعته هند من أنها حاولت حل الموضوع بطريقة ودية غير صحيح، فلم يحدث أي اتصال بينها وبين الأسرة، منذ شهر تقريبًا بعد صدور الطبعة الأولي من المذكرات، تواصل سامي معها وطلب مقابلتها؛ ليسلمها نسخة من الكتاب، لكنها ادعت الانشغال، وطلبت منه ترك النسخة في مقهى بوسط البلد، وهو ما اعتبره سامي إهانة.
بناءً على ما سبق قررت الأسرة اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد كل من يتعدى بالقول على شخص "ألبير آريه".