شبكة هندية: الاستعانة بممثلة سمراء لأداء دور كليوباترا يعد تزييفًا لتاريخ مصر الفرعونى
ذكرت شبكة WION الهندية، أن مسلسل كليوباترا الوثائقي الذي ستعرضه منصة "نتيفلكس" الشهيرة، الذي يتناول قصة الملكة أحد أشهر ملكات مصر القديمة، جسد شخصية كليوباترا في صورة امرأة قوية ورمز للجمال والذكاء إلى الاستعانة بممثلة سمراء لأداء دورها، يعد تزييفا لتاريخ مصر الفرعوني؛ لأنه لا يوجد ما يثبت أن الفراعنة كانوا أفارقة.
وأضافت الشبكة، أن المسلسل أثار الكثير من الجدل وخلق حالة من الغصب العام وتعرض لانتقادات كبرى، حيث اتهم الكثيرون صناع المسلسل بالمبالغة في ما تروج له من مزاعم متعلقة بحركة "الأفروسنتريزم" المتعصبة للعرق الأسود، على حساب الوقائع التاريخية والسياق التاريخي لقصة حياة الملكة الشهيرة.
واستعرضت الشبكة بعض من ملامح حياة الملكة كليوباترا، بدءًا من ولادتها بمصرفي عام 69 قبل الميلاد، وحتى وفاتها، لافتة إلى أن كليوباترا كانت آخر ملكة من ملوك البطالمة الذين حكموا مصر في ذلك الوقت، وهي من سلالة يونانية.
وأوضحت أن ملكة مصر كانت أحد أعضاء الأسرة الحاكمة البطلمية الناطقة باليونانية، ووالدها بطليموس الثاني عشر، ووالدتها كليوباترا الثالثة هي أيضًا بيضاء، وهى شقيقة بطليموس الثالث عشر الذي لم يوصف بأنه أسود.
وتابعت الشبكة، أنه بالرغم من أن مصر وبسبب تاريخها العريق وموقعها المتميز تنصهر فيها الثقافات والأعراق، من مختلف أنحاء العالم وسافر إليها الكثيرون للتجارة، ولم يكن كان وقتها من غير المألوف فيه رؤية أشخاص من مختلف ألوان البشرة وملامح الوجه، إلا أن كليوباترا من المؤكد أنها كانت من أصل يوناني بناءً على عرق والديها، لذا وجب اعتبارها بيضاء أيضًا.
وواصلت بالقول: "من المهم أيضًا ملاحظة أن عائلة كليوباترا قد تزاوجت مع ملوك مصريين محليين لعدة قرون، مما يعني أن سلالتها كانت على الأرجح مزيجًا من اليونانية والمصرية، وليس إفريقية كما يزعم وثائق نيتفليكس".
وأشارت إلى أنه في الفن الغربي، كان غالبًا ما يتم تصوير كليوباترا على أنها امرأة بيضاء ذات ملامح أوروبية، مثل البشرة الفاتحة والشعر الفاتح، ولم يتم تصويرها بأي شكل من الأشكال بأنها سمراء.
وأضافت: صور كثيرون، وخاصة في الغرب، كليوباترا بملامح قوقازية، مثل أنف مستقيم ووجه ضيق، وهو أكثر اتساقًا مع أسلافها اليوناني.
وبينت أنه لا يوجد أي دليل قوي يدعم النظرية التي يروج إليها بأن كليوباترا تنحدر من أصول إفريقية من ذوات البشرة السمراء، وعارضها بعض المؤرخين، مؤكدًا أن ما يجسده الفيلم لا يتوافق مع الواقع.