منذ تحتمس الثالث.. العلاقات التاريخية بين مصر واليمن
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء الأخوي بين الرئيس ورئيس مجلس القيادة اليمني شهد قيام الدكتور "رشاد العليمي" بإطلاع الرئيس على مستجدات المشهد اليمني والجهود الجارية من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، مؤكدًا تقدير بلاده للموقف المصري الثابت الداعم للشعب اليمني، والمساند لجهود التوصل لتسوية سياسية تعيد الأمن والاستقرار إلى البلاد وتخفف من حدة الأزمات الإنسانية التي تشهدها.
وهناك علاقات تاريخية وطيدة بين مصر واليمن اتسمت بقوتها على مر العصور، حيث لعبت مصر دورًا تاريخيًا في المشهد اليمني، ومن أقدم الشواهد التي تشير إلى تواصل البلدين حرص الملك تحتمس الثالث على إرسال وتلقي الهدايا من التجار السبئيين وكان التجار اليمنيون المورد الرئيسى للبخور إلى المعابد المصرية القديمة، ما يعني أن العلاقات المصرية اليمنية قديمة جدًا.
أما في العصر الحديث، حرص محمد على باشا على مد نفوذ الدولة المصرية إلى اليمن وتقوية العلاقات التجارية وتبادل السلع بين البلدين، ما انعكس على العلاقات بين البلدين حيث تعزّزت أواصر العلاقة بعد دعم مصر للثورة اليمنية فى ستينيات القرن الماضي فى فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، حيث شاركت قوات مصرية في دعم ثورة اليمن فى التخلص من الاستعمار البريطاني.
وتتسم العلاقات بين مصر واليمن بكونها علاقات استراتيجية بامتياز، وذلك نظرًا للموقع الجغرافي لكل منهما ومرور مضيق باب المندب في الأراضي اليمنية وكذلك قناة السويس في مصر، فمضيق باب المندب، يعد أحد أهم الممرات المائية فى العالم، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذى تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.
أما فى حرب أكتوبر 1973، أغلقت مصر باب المندب طوال الحرب ولم تفتحه إلا فى يناير 1974، وذلك بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى وبدء الانسحاب الإسرائيلى من غرب قناة السويس.
وبعد محاولة الحوثيين السيطرة عليه، مع اندلاع الحرب فى اليمن جاء التأكيد من الحكومة المصرية بأن تأمين مضيق باب المندب أمن قومى، وأنه ليس لمساعدة الأشقاء في اليمن فقط، لكن للمحافظة على الأمن القومى المصرى، الذي يبدأ من "باب المندب".
منذ ثورة 30 يونيو، حرصت مصر على عودة العمل العربى المشترك كأساس لحل مشكلات المنطقة العربية، نظرًا لأن الأمن القومي العربي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.
ومنذ اندلاع الثورة اليمنية، في فبراير 2011، ظل الموقف المصرى مرتكزًا دائمًا على دعم وحدة الأراضى اليمنية والترحيب بكافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الصادرة بشأن اليمن، إضافة إلى ذلك فمصر تؤيد التسوية السلمية وإجراء حوار وطنى من أجل التوصل لحل توافقي.