فرنسا ودول أخرى تحذو حذو الولايات المتحدة بإجلاء رعايا من السودان
بدأت فرنسا وبريطانيا ودول أخرى الأحد، إجلاء رعاياها من السودان، بعد تأكيد الولايات المتحدة إخلاء سفارتها في الخرطوم، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع.
وتسارع في نهاية الأسبوع إجلاء المواطنين الأجانب وسط مخاوف على مصير السودانيين متى انتهت هذه العمليات.
وأفاد مسئول في وزارة الخارجية الفرنسية، أن باريس ستقوم الأحد، بإجلاء زهاء 200 شخص من رعاياها ورعايا دول أخرى، جوا من السودان إلى جيبوتي.
وقال المسئول الذي طلب عدم كشف اسمه "أقلعت طائرة أولى من الخرطوم ومن المتوقع أن تصل الى جيبوتي قرابة الساعة 18:00 (16:00 ت غ)"، على أن تقلع طائرة أخرى "عند الساعة 17:30" وعلى متنها أيضًا ما يناهز 100 شخص.
وأكد أن العمليات "شديدة التعقيد" وقد تمتد يومًا أو يومين إضافيين.
كانت الخارجية الفرنسية أعلنت في وقت سابق بدء "عملية إجلاء سريع" لبعثتها وفرنسيين وأوروبيين وآخرين من "دول شريكة وحليفة".
كذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك انجاز قواته العسكرية "عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة".
وبدأت ألمانيا بدورها إجلاء رعاياها.
وأعربت وزارتا الدفاع والخارجية عن أملهما "نقل أكبر عدد ممكن من الرعايا من الخرطوم في ظل هذا الوضع الخطر في السودان. ضمن امكاناتنا، سننقل أيضا رعايا الاتحاد الأوروبي وآخرين معنا".
وبدأت إيطاليا أيضا إجلاء رعاياها ورعايا سويسرا وأعضاء سفارة الكرسي الرسولي في السودان.
وأفادت الخارجية التركية عن قرار "ضمان إعادة مواطنينا الموجودين في مناطق النزاع برًا عبر المرور بدولة أخرى"، وآخرين "طلبوا المساعدة".
وأتت هذه العمليات بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن القوات الأمريكية "نفّذت عملية" لإخراج موظفين حكوميين أمريكيين.
وأوضح مسئول في وزارة الخارجية أن "أكثر من مئة" شخص بينهم دبلوماسيون أجانب أخرجوا بواسطة المروحيات.
لكن لم يتمّ إجلاء المواطنين الأمريكيين الآخرين الذين يعدّون بالمئات، ولا عملية إجلاء مقرّرة لذلك "في الوقت الحاضر".
وشارك أكثر من مئة من عناصر القوات الخاصة الأميركية في عملية الإجلاء التي ساهمت فيها ثلاث مروحيات من طراز "إيتش-47 شينوك" CH-47 Chinook توجهت من جيبوتي إلى إثيوبيا فالخرطوم حيث بقيت لأقل من ساعة في المطار.
وكانت الرياض أكدت السبت إجراء أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان، إذ أخرجت أكثر من 150 شخصًا من السعوديين ورعايا 12 دولة أخرى بحرًا إلى جدة، على متن سفن تابعة للبحرية السعودية.
إلى ذلك أعلنت كندا الأحد أنها علّقت موقتا نشاطها الدبلوماسي، وأن بعثتها تعمل من "مكان آمن خارج البلاد".
وأفادت وزيرتا الدفاع والخارجية أن فريقا للانتشار السريع وصل جيبوتي وينسّق مع "شركاء حكومة كندا" من أجل القيام بعمليات إجلاء محتملة.
وبينما يشكّل إجلاء الدبلوماسيين والرعايا موضوعا ضاغطا للدول الأجنبية، تثير العمليات مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط نيران القتال بين البرهان ودقلو.
ومن الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس الى حوار لمواجهة الوضع "الخطر"، قائلا خلال قداس الأحد "للأسف فإن الوضع يبقى خطرا في السودان، ولهذا أجدد دعوتي لوقف العنف في أسرع وقت ولاستئناف الحوار".
كذلك، دان بايدن أعمال العنف، قائلًا إنها "عبثية ويجب أن تتوقف".
وكان طرفا القتال أعلنا الجمعة وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي جون باس ليلًا، إن قوات الدعم التي تسيطر بشكل واضح على مساحة كبيرة من الخرطوم، "تعاونت" في عملية الإجلاء.
وتسيطر قوات الدعم على مطار الخرطوم الذي شهد معارك عنيفة واحترقت فيه طائرات. لكن يصعب التحقّق ممّا حصل فعليا على الأرض ومن يسيطر على ماذا.
وتشهد مناطق أخرى غير الخرطوم معارك أيضًا، لا سيما في إقليم دارفور حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع "كارثي" في مدينة الفاشر.