"الأصولية".. كتاب يكشف أسباب تحول الكائن المتحضر إلى قوة إبادة غاشمة
صدر حديثًا عن دار أبكالو بالعراق كتاب "الأصولية.. استبدال الأخلاق الكونية بالقانون الخاص للجماعة"، للمؤلف فرنسيس فايل، والذي ترجمه محمد لسود.
نبذة عن الكتاب
جاء في النبذة عن الكتاب: "أصبحت الأصولية أو على الأقل نوع من الأصولية مشكلاً هاماً في بداية هذا القرن فهي عدّوة المجتمعات المفتوحة والحرّة التي يسهل ضربها. ويكفي فتح جرائدنا لكي نقتنع بذلك: اغتيالات لشخصيات مدنيّة أو عسكرية وأبراج تتهاوى على سكّانها وأسواق تدمّر وتتحوّل رفوفها إلى أكشاك للّحم البشري وفنادق تدمّرها شاحنات مفخّخة ومسافرون يسحقون في المحطّات وفي مترو الأنفاق وفي الحافلات والطّائرات وسيّاح يتم إسقاطهم بالرشّاشات أمام المعالم الأثرية.. ولقد تحوّل التّهديد الذي تمثّله الأصولية إلى أمر مستمر وواسع الانتشار".
"فهل يوجد تعريف كوني للأصولية؟ وهل إن كلّ الأصوليّات قاتلة؟ وهل من الممكن تحليل الآلية الفكرية التي تحوّل الفكر إلى عبد للإيديولوجيا إلى درجة تحوّل الإنسان إلى آلة خاليّة من كل قدرة على الحكم والنّقد الذاتي؟ وهل يمكننا فهم الكيفيّة التي تجعل من إنسان وهب العقل يصل إلى فقدان أي مرجعية ترتبط بمبادئ إيتيقية أسّست حضارتنا؟ وهل يندرج تحويل الكائن المتحضّر إلى قوّة إبادة غاشمة ضمن مسار منمّط قابل لإعادة الإنتاج؟ و بعبارة أخرى هل يمكننا تكوين أصوليّين ضمن مدارس للأصولية؟ وعلى العكس من ذلك هل يمكننا أن نعقد الأمل في تفكيك الأصولية؟".
أمثلة متنوعة
درس المؤلف الأصولية من خلال عدد من الأمثلة المتنوعة مثل الأصولية الستالينية والنازية وكذلك الأصولية التي ظهرت مع الخمير الحمر في كمبوديا، ليشير إلى أن الأصولية السياسية بمختلف أنواعها تشّكل نوعًا من الآلية الثابتة المشتركة بين جميع الأصوليات. ودرس المؤلف أيضًا الأصولية الدينية فلم يقتصر على مظهرها الإسلامي بل تعدى ذلك إلى دراسة الأصولية اليهودية، واهتم بالصراع بين العائلة السّنية والعائلة الشّيعية والخلاف الكبير حول مسألة خلق القرآن مع الاهتمام بدراسة علاقة الأصولية الإسلامية بمسارات التطور وما قادت إليه سواء في العصور الوسطى أو في المرحلة المعاصرة.