جامعة القاهرة تثمن مساعي السيسي في إنشاء المعهد الجديد للأورام
أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، قدم كل ما يمكن لسرعة إنشاء المعهد القومي الجديد للأورام 500500، لافتًا إلى أن الافتتاح الجزئي للمعهد سيكون قريبًا بناءً على توجيهات القيادة السياسية، لاستيعاب العدد المتزايد من مرضى السرطان.
قال الخشت إنه من المقرر أن يكون المعهد الجديد إضافة بالغة الأهمية للمعهد القومي للأورام ومستشفياته المتعددة حيث يشمل المعهد الجديد مستشفى تعليميا متكاملا ومتخصصا لعلاج مختلف أنواع الأورام ولجميع الأعمار، وروعي في تصميمه معايير الاستدامة والمنشآت الخضراء.
وأضاف أن المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة له دور قومي في علاج مرضى الأورام حيث يستوعب قرابة 22% من مجمل حالات الأورام على مستوى الجمهورية، ووفقا للأرقام فإن مستشفيات المعهد تستقبل سنويا ما يزيد على 350 ألف مريض، كما تجرى 12 ألف عملية جراحية سنويا، ويصل معدل تردد الحالات على العيادات وغرف العلاج الكيميائي والمعامل حوالي 1400 مريض يوميا، وأنه إذا أخذنا في الاعتبار التحديات الراهنة والمتمثلة في الزيادة السكانية والحملات القومية التي أطلقتها الدولة للكشف المبكر على الأورام السرطانية فإن كل هذه العوامل استلزمت سرعة إنشاء المعهد القومي الجديد 500500 لاستيعاب الزيادة المتوقعة من الحالات حيث تقدر الطاقة الاستيعابية للمعهد الجديد لحوالي 2000 حالة يوميا مما سيسهم في مضاعفة قدرة المعهد ككل لاستقبال 3500 حالة يوميا وزيادة دوره في علاج 35-40% من مرضى الأورام على مستوى مصر.
وتابع أن المعهد منذ إنشائه عام 1969 وهو يقوم بدوره العلمي والأكاديمي في تطوير التعليم الطبي في مجال علاج الأورام وفي إجراء البحوث والدراسات المرجعية في مجال التشخيص والعلاج والوقاية من السرطان بالتعاون مع أهم المراكز البحثية ومراكز الأورام المماثلة حول العالم، كما يقوم الأساتذة بالمعهد بتعليم وتدريب الأطباء ومنح درجات الماجستير والدكتوراه في جميع تخصصات علاج السرطان. حيث إن 70% من مرضى المعهد محولين من مختلف محافظات الجمهورية، وتصل تكلفة علاج مريض الأورام إلى 300 ألف جنيه في العام خاصة إذا ما أدرجنا تكلفة العلاج الموجه والإشعاعي والعمليات الجراحية.
ونوه الخشت إلى أنه ورغم التحديات الاقتصادية الراهنة فإن 85% من مرضى المعهد يعالجون بالمجان وذلك بفضل دعم الدولة والتبرعات التي يتم تلقيها عبر الحساب البنكي 777، وذات النهج سيتم تطبيقه في المعهد الجديد فبخلاف الدعم المستمر من الدولة سيكون لمؤسسة 500500 دور كبير في تعزيز الخدمات الصحية المقدمة لمرضى الأورام.
وأكد رئيس الجامعة أنه يثق في أطباء المعهد وكافة الفرق الطبية وفي قدرتهم في تقديم كافة الخدمات الطبية على مستوى كافة مستشفيات المعهد بذات الجودة وفي تأهيل الكوادر الخاصة من فرق التمريض والفنيين والإداريين لتحقيق التشغيل الكامل للمستشفى خلال الشهور القادمة.
وتابع أن نجاح معهد الأورام في تقديم خدماته يتحقق بما تقوم به الدولة وأيضا بدعم المواطن سواء الدعم المادي أو العيني أو التوعوي فالمتعافين من الأورام على سبيل المثال يشاركون تطوعيا لمساعدة المرضى وإرشادهم وتقديم الدعم النفسي وهو أمر بالغ الأهمية خاصة لمريض في حرب طويلة المدى مع السرطان.
أشار الخشت إلى أنه وبالرغم من ظروف جائحة كورونا وتأثيرها على معدلات الأداء خلال الأعوام السابقة، فقد تم الانتهاء من أعمال بناء وتشطيب المبنى الأمامي بالكامل، والذي يضم مجموعة كاملة من عيادات تشخيص وعلاج الأورام والتخصصات العامة المساندة، والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، وكذلك عيادات علاج اليوم الواحد الدوائي، وأنه جاري حاليا العمل على تسريع إنهاء باقي الأعمال والمباني والتجهيزات الخاصة بالمبني الثاني والذي يضم 4 أدوار تحت الأرض بخلاف باقي المنشأة والتي تضم أقسام الفحوصات من أشعة ومعامل متكاملة، والأشعة التداخلية، وغرف العمليات والمناظير والأشعة العلاجية والإقامة الداخلية.
أردف أن واقع البيانات وتعدادنا السكاني يشير إلى ان هناك عجز بعدد الأسرة لمرضى السرطان بنسبة 50% إضافة إلى وجود نقص في أجهزة العلاج الإشعاعي لذلك فإن إنشاء المعهد الجديد يمثل ضرورة ملحة لعلاج المرضى وزيادة طاقتنا الاستيعابية للمرضى بنسبة 250% خاصة إذا ما أضفنا عدد الأسرة بالمستشفى الجنوبي الذي تم افتتاحه مؤخرا بالمعهد إضافة إلى مستشفى سرطان الثدي والمستشفى القديم بالمعهد بما يمكننا من استقبال وعلاج أعداد أكبر من مرضى الأورام.
وذكر الخشت أنه ووفقا للإحصاءات العالمية فإن أكثر أنواع الأورام انتشارا في مصر هي سرطان الكبد بين الرجال والذي من المتوقع أن يتراجع تدريجيا بفضل حملات الكشف المبكر وعلاج مرضى فيروس سي أما بين السيدات فإن سرطان الثدي يعد الإصابة الأكثر انتشارا لذلك اهتمت الدولة بإطلاق حملات الفحص والكشف المبكر عن الإصابة بالسرطان لتعزيز فرص الشفاء والتعافي من المرض.
وبخلاف ذلك، فهناك أنواع أخرى من الأورام منتشرة في المجتمع منها سرطان الرئة بسبب التدخين أو أورام الجهاز الهضمي المرتبطة بدرجة كبيرة بسوء العادات الغذائية والإفراط في تناول الغذاء المصنع وغير الصحي. وحسب الدراسات فإنه من المتوقع خلال السنوات العشر القادمة أن يزيد عدد المصابين بالأورام خاصة في دول العالم ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتابع، حسب الدراسات المحلية لعام 2010 فمصر بها مريض جديد بالأورام كل 5 دقائق. هذا الرقم من المتوقع أن يتضاعف إلى 3 مرضي كل خمس دقائق، لذلك فإن أفضل المسارات التي تتخذها الدولة حاليا هي زيادة الوعي المجتمعي للحد من الإصابة والاهتمام بالكشف الدوري والعلاج المبكر خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بما يسهم في الحد من مضاعفات الأورام وزيادة فرص الشفاء من السرطان وهو أمر ممكن ونجحنا في تحقيقه في مجال سرطان الثدي على سبيل المثال.
ونوه إلى أن مشروع مستشفى 500500 يضم بخلاف العيادات أقسام لعلاج اليوم الواحد وغرف عمليات وأجهزة للعلاج الإشعاعي بالإضافة إلى المبني الاداري والتعليمي ويضم ادارتي المستشفى والمعهد ومكاتب الأبحاث الإكلينيكية ومكاتب الأقسام الإكلينيكية ومركز التعاون العلمي الدولي، ومركز تدريب ومؤتمرات متكامل، هذا إلى جانب صالات وقاعات للمؤتمرات والتدريس والامتحانات لتشخيص وعلاج الأورام وتدريب شباب الأطباء والتمريض والفنيين، لافتا إلى أن المستشفى الجديد يشمل أيضا مركزا متكاملا لأبحاث السرطان المتطورة ومعامل الأبحاث المعملية التي تغطي جميع العلوم الخاصة بالوقاية وتشخيص وعلاج الاورام.
وأوضح أن المعهد منشأة متكاملة ومعتمدة لإجراء الدراسات على حيوانات التجارب، وبنوك للخلايا الجذعية وللجينات الوراثية المرتبطة بالسرطان، مضيفا أن الرؤية الحالية تتضمن ربط كل مستشفيات المعهد بما في ذلك المعهد الجديد عبر شبكة الكترونية لحفظ ونقل ملفات المرضى ونتائج الأشعة والتحاليل. ولتقليل التزاحم بمستشفيات المعهد فإننا نخطط في المستقبل أن يتم تخصص المعهد الجديد لعلاج حالات سرطان الدم وزرع النخاع بجانب الخدمات الطبية الأخرى أسوة بما تم بمستشفى سرطان الثدي التابعة للمعهد بالتجمع الأول.
توقع الخشت أن يبدأ تشغيل المعهد الجديد جزئيا خلال الأيام القليلة القادمة بعد إتمام كافة التجهيزات بالعيادات الخارجية وغرف تلقي العلاج الكيميائي على أن يتبع ذلك في الشهور التالية التشغيل التدريجي لكافة الأقسام مثل العمليات والمعامل والعلاج الإشعاعي وكافة الأقسام، وذلك مع مراعاة عدة أمور في مراحل إنشاء المعهد الجديد منها على سبيل المثال أن كل مريض يأتي معه في المتوسط 3 مرافقين لذلك تم الحرص على توفير أماكن مناسبة لانتظار المرافقين للحد من التزاحم في العيادات ومدخل المستشفى.
وأشار إلى أن المستشفى بشكل عام عبارة عن مبنيين مساحتهما 239 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة العلاجية بعد إتمام التشغيل الكامل أكثر من 375 ألف مريض متردد سنويا ويضم المستشفى 360 سريرا منهم 100 سرير رعاية مركزة، و38 سريرا لزرع نخاع والباقي أسرة مرضي عادية لتخصصات جراحة الأورام بأنواعها وعلاج أورام الأطفال والبالغين، كلهم بنظام الغرف المنفصلة لمنع العدوي للمرضي ذوي المناعة المنخفضة، موضحا أن علاج مرضى السرطان يتفاوت حسب العضو المصاب ومرحلة الإصابة ونوع الورم هذه العوامل تحدد البروتوكول العلاجي والذي قد يتطلب أن يتردد المريض على المستشفى كل فترة لتلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي ومتابعة حالة أو الإقامة لإجراء جراحة أو زرع نخاع. وبالتالي فإن كل الإجراءات التنظيمية بين مستشفيات المعهد ستسهم في تقليل الضغط وقوائم الانتظار وتسهم في تحسين الخدمات الطبية.
وقال رئيس جامعة القاهرة إن أقسام المعهد الجديد تضم مبنى العيادات الخارجية لجميع التخصصات إضافة إلى عيادات لعلاج الألم، وجناح متكامل للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، والعلاج بالأكسجين ومشتقاته، والعلاجات للأمراض الأخرى كأمراض القلب، والسمعيات، وعيادات الاكتشاف المبكر، والصيدلية الخارجية، وبنك الدم.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى تشمل وحدة علاج اليوم الواحد بطاقة استيعابية 565 مريض يوميا، وتضم 127 كرسي/سرير بوحدة علاج اليوم الواحد مع صيدلية اكلينيكية متميزة، و19 كرسي/سرير بوحدة علاج اليوم الواحد التلطيفي.
أما عن أقسام الإجراءات التداخلية لليوم الواحد فتضم 6 وحدات أجهزة أشعة تداخلية، وتسع غرف تابعة لإجراءات زرع النخاع، 12 غرفة مناظير ضوئية ومناظير المثانة، وغرفتي تدخلات علاج الألم، وجناحي العمليات الكبرى وتضم 20غرفة عمليات كبرى مجهزة لعمليات المناظير والروبوت الجراحي والاشعة العلاجية أثناء الجراحة والرنين المغناطيسي أثناء الجراحة والجراحة الموجه بالأشعة ثلاثية الابعاد، بخلاف ذلك فإن المستشفى الجديد سيضم قسم الاشعة العلاجية والطب النووي لخدمة حوالي 220 مريضا يوميا، وأحدث معامل متكاملة لكافة تحاليل الدم والانسجة والجينات الخاصة بالأورام، واستقبال طوارئ الأورام، بسعة 36 سرير، بطاقة استيعابيه 150 مريض يوميا، إضافة إلى 3 أدوار تحت الأرض للخدمات الطبية المساندة والخدمات غير الطبية، وسكن الأطباء والتمريض، ومحطة الخدمات المركزية، ووحدة معالجة النفايات بصورة آمنة، وأنه سوف يبدأ التشغيل الجزئي ب8 عيادات طب الأورام بالغين تحت العلاج والعلاج الكيميائي باليوم الواحد للبالغين، والصيدلية الاكلينيكية لتحضير العلاج بالكامل، ومعمل الطوارئ، وبنك الدم والتبرع بالدم ومكوناته، والخدمات الإدارية اللازمة، و المخازن.
وأوضح الخشت أنه تم تصميم المعهد القومي للأورام الجديد بالشيخ زايد 500500 وفقا لأحدث المعايير الهندسية العالمية إضافة إلى مراعاة معايير البيئة والاستدامة لتكون بذلك أول مستشفى مستدامة وفقا للمعايير المحلية والدولية، ولتحقيق تلك الأهداف تم إجراء التصميمات بالتعاون مع أحد المكاتب الهندسية الدولية واسعة الخبرة في تصميم المستشفيات المختصة بأبحاث وعلاج السرطان.
يعد المعهد الجديد منشأة طبية خضراء صديقة للبيئة وفقا للمعايير العالمية حيث تم تقدير أفضل السبل الهندسية لخفض استهلاك المياه والطاقة وتحقيق الوفر ورفع الكفاءة، بالإضافة إلى استخدام أنظمة توليد الطاقات الجديدة والمتجددة، والحد من الآثار السلبية المتبادلة بين الموقع والبيئة المحيطة والحفاظ على الاتزان البيئي، وخلق بيئة استشفائية ملائمة وتحسين جودة الهواء والمحيط الداخلي لتعزيز الصحة العامة وسلامة المرضى والعاملين بالمعهد الجديد.