ايمان زهران: تطابق الرؤي بين القاهرة وأبوظبي حول القضايا العربية والتكامل الإقليمي
قالت الدكتورة ايمان زهران أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد للقاهرة، أمس الأربعاء، ولقائه الرئيس السيسي تحمل دلالات نوعية ذو طبيعة خاصة، وذلك بالنظر إلى دوريتها حيث كونها تُعد الزيارة الثالثة لرئيس دولة الإمارات منذ تولية الحكم فى مايو الماضي، فضلا عن كونها تأتى كجزء من الترتيبات الثنائية المصرية الإماراتية قبيل انعقاد القمة العربية المُرتقبة فى دورتها الـ 32، والمُزمع انعقادها فى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل.
وأضافت أستاذ العلاقات الدولية، أن ما تحمله زيارة الشيخ محمد بن زايد من أجندة سياسية واقتصادية وتنموية تُبنى على مُجمل الزيارات التبادلية بين الرئيسين خلال الثلاث أشهر المنصرمة، وهو ما يُبرز قوة العلاقة الثنائية، ووحدة التفاهمات، وحجم التنسيقات المشتركة.
- تعزيز أطر الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط
وأشارت إلى أن كلا من الدولتين المصرية والإماراتية تعملا على تعزيز أطر الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وهو ما انعكس على خريطة التحركات الخارجية وحجم التنسيقات الثنائية، والتوافق حول رأب الصدع الإقليمي والذي انعكس على ملف استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، فضلا عن ملف إعادة العلاقات مع الجانب التركي، كذلك التوافق الثنائي حول فرضية "إعادة التضامن العربي" وهو ما انعكس على تحركات القاهرة وأبو ظبى لاستعادة سوريا للحاضنة العربية، وأيضا مجالات الاهتمام المشتركة على مستوى الإقليم وملفات التسوية السياسية للدول المأزومة عربيا، وفى مقدمتها اليمن والعراق ولبنان وسوريا.
وأشارت زهران إلى أن التنسيقات الثنائية بين البلدين تولد من حجم التحديات المشتركة لكلا الدولتين ذات الثقل النوعي بالإقليم، فثمة تحديات على مستوى الإقليم تتلخص فى التهديدات الأمنية لدول الصراع بالمنطقة، والتخوفات المتباينة من الارتدادات الأمنية لتلك الصراعات بالمحيط الإقليم على نحو ما بات يهدد استقرار الدول بالمنطقة، النقطة الأخرى فيما يتعلق بالتنسيقات الإقليمية ما ينصرف لتطابق الرؤي بين القاهرة وأبوظبي حول أولوية البناء العربي وتعزيز التكامل الإقليمي على المستويين السياسي الأمني ، والاقتصادي التنموي، وهى تلك النقطة محل الإعداد والدراسة والتقييم بكافة اللقاءات الثنائية ذات الطابع الدوري.
- بناء وتوحيد اجندة السياسات العربية فى التعامل مع التفاعلات الدولية
وتابعت "بينما على المستوى الدولي، فثمة تنسيقات ثنائية لمواجهة مختلف الارتدادات التي نشهدها بالتفاعلات الدولية، خاصة الارتداد المتباينة للحرب الروسية الأوكرانية ، خاصة بملفي الامن الغذائي وأمن الطاقة. فضلا عن التعافي المرن للاقتصاديات الناشئة بالنظام العربي جراء الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وما تبعها من سياسات حمائية على مستوى سلاسل الامدادات الدولية، فضلا عن بناء وتوحيد اجندة السياسات العربية فى التعامل مع ما أفرزته التفاعلات الدولية من تنامى التيارات القومية واليمنية المتطرفة بمختلف الدوائر الغربية".
وشددت على أن هناك ثمة توافق بالرؤى المشتركة بين قادة الدولتين على اهمية تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، فضلا عن إيمانهم الراسخ بأهمية التواصل العربى لأجل البناء والتنمية والازدهار، فضلا عن تطابق الرؤى حول الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، دول إغفال التحركات الثنائية لإنجاز كافة ملفات التسوية السياسية للدول المأزومة إقليميا.
وقالت إن التنسيقات المشتركة بين الرئيسين تتكامل فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، إذ يسعى كل منهم للبناء على ما انتهى إليه الأخر، ولعل أبرز مثال على ذلك التحضيرات الإماراتية لإستضافة قمة المناخ cop28 ، حيث التنسيق والبناء على ما إنتهت إليه القاهرة من توصيات ذات صياغة أممية تُراعى عبرها الأبعاد الوطنية العربية والإقليمية الافريقية بما يتوافق والاجندات التنموية إقليميا وأمميا. فضلا عن العديد من التنسيقات الثنائية لدعم أطرر التكامل العربى، وتتطابق التنسيقات بكافة المجلات التنموية الاقتصادية الثنائية الوطنية والاقليمية الشرق أوسطية.