فتحى إمبابى: أى هجوم على المؤسسة العسكرية رعونة.. والكتابة عن الحرب فى مشروعى مختلفة
فتحي إمبابي واحد من أبرز الأصوات الإبداعية المصرية ، ويمكن وصفه بأنه أحد أبرز المبدعين في العالم العربي الذي يقدم مشروع إبداعي في منطقة بعينها فقد اختار أن يذهب إمبابي طواعية للكتابة عن النهر والجيش، عن المناطق المجهولة والمهمشة من تاريخ مصر الحديثة، قدم عبر خماسيته وجبه دسمة من التاريخ والفن ، يكشف فتحي إمبابي العلاقة الوطيدة بين الرواية والتاريخ وكيف تلعب دورا مهما في الكشف عن المهمش والغائب منه في الحوار التالي"
كان غريب ان تنتقد في رواية العرس "الشيوعية "وهي أول رواية ورغم ذلك تنشر عبر اعضاء في حزب العمال الشيوعي ؟!
كتبت رواية العرس مخطوطة في العراق وذهبت لمدينة بودابست وهناك وعلى مدار شهرين قمت بمراجعتها وتدقيقها، وقدمتها لمنى انيس ودكتور صبري حافظ وطوال تلك الفترة كان يلاحقني سؤال واحد هل أعرف أكتب أم لا ؟! طوال الوقت أسال نفسي هل هذه هي الكتابة .
وبعدها سافرت إلى لندن، وهناك التقيت الناقد والأكاديمي دكتور صبري حافظ، وقدمت له الرواية كي أحصل على رأيه، فسألني “هل لو قلت لك أن كتابتك سيئة هتبطل كتابة؟” كان ردي بلا، رجعت إلى مصر وقدمت الرواية إلى فريدة النقاش فقدمت لي نصائح كثيرة أولها التحريض على القراءة، ومن ثم كانت الرواية بين يدي الناقد إبراهيم فتحي قال جملة مازلت أحتفظ بها وأرددها بفرح، قال لم أقابل مصر أكثر من عشر سنوات بهذا الجمال الا في روايتك .”، جاءت هذه الجملة كصك لدخولي عالم الرواية
في نهاية السبعينيات ذهبت إلى العديد من الناشرين فرفضوا النشر لي، والغريب أن مجموعة من الأصدقاء من أعضاء حزب العمال الشيوعي، أخذوا قرار بنشر “العرس”، رغم أن الرواية كانت تحمل نقد للحركة الشيوعية في مصر.
مشروعك الإبداعي مرتبط ارتباط وثيق بالعسكرية المصرية لماذا ؟!
بداية أنا شغوف بكل الكتب التي تتناول الاستراتيجيات العسكرية ، وأدعي أن لدي مكتبة طيبة في هذه المنطقة ، إلى جانب ذلك أن الروايات العالمية لاتخلو عن الحديث عن الحرب واستراتيجياتها ومناقشتها.
قد تأخذ في سياق ديستوبي في تلك الأعمال العالمية على عكس ما تقدمه في أعمالك ؟!
هذا ما أريده الإشارة إليه وهو ان الكتابة عن الحرب في مشروعي مختفة ، وأعرف الفرق تماما بين السلطات العسكرية الاستبدادية والجيش.فالجيش في مصر ليس اداة او طرف لهجوم أو مهادنة من قبل أحد، وجود الجيش هنا ضرورة مطلقة للمجتمع المصري، ذلك أنه أحد المؤسسات الرئيسية للدولة والتي هدفها الأمن، والحماية الداخلية و الخارجية للوطن؛ ذلك في ظل التهديدات الخارجية. لذلك يصبح الجيش ضرورة. مطلقة للمجتمع المصري، ومهذا ما يجعل قناعتي الشخصية تسير في اتجاه رفض أي هجوم على المؤسسة العسكرية ففي رأيي أي هجوم هو رعونة وانعدام مسئولية.
تعلمت عبر كتاباتي سواء كان في مراعي القتل أو عتبات الجنة أو في رقص الإبل، و كل ما قدمته بدءا رواية " نهر السماء" ، و التي علمتني ان مصر كان يحكمها العبيد. على مدار 600 سنة. فبالتالي كل ما ينتج عنه انتاج لنمط العبودية.
هل انت مع رأي البعض انه المعلم يعقوب اول من اسس لفكرة الجيش المصري وأنه ابن الوطنية المصرية ؟!
الجيش المصري في عهد محمد علي أدخل الفلاحين المصريين للجيش المصري ، حتي يصبح لد ينا جيش فيه احمد عرابي. حتى وصلنا للضباط الأحرار وهم أبناء الوطنية المصرية .
هل يمكن للرواية أن تؤرخ لتاريخ فترة زمنية ما ؟
الأصل في الرواية اللغة والقدرة على التخييل، يمكنها القيام بمهام كتيرة جدا. الرواية المصرية بالتحديد يمكنها فعل ذلك خاصة ان لدينا ازمة في علوم الانسانية. لذا يمكن ان تلعب دور بديل كانها بتكتب تاريخ موازي ، ومن هنا بتلعب دور عضوي ورئيس ، ففي الرواية كأن التاريخ يكتب لاول مرة. لان التاريخ لا ينمو بدقة ولا يعني المؤسسة الاكاديمية نفسها.
هل تم تخطيط لكتابة الخماسية ؟
جاءت اول رواية سنة ألف تسعمائة وتمانين وهي نهر السماء ولم يكن في ذهني التخطيط للأمر ولكن ظهر ذلك بعد مراعي القتل من هنا بدا المشروع واضحا واتشكل في خمسية النهر في الخماسية .
كنت اريد ان اقول ان المصريين لديهم قدرات عسكرية عبرها حققوا انتصاراتهم. وأن الجيش المصري مع إبراهيم باشا ومحمد علي وعرابي وصولا لعبد الناصر ورفاقة يستطيعون تحقيق الانتصار .