"تمتد للجذور".. العلاقات التاريخية بين مصر واليونان
قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، إن سامح شكري وزير الخارجية سيتوجه إلى العاصمة اليونانية أثينا، صباح غد الثلاثاء، في زيارة ثنائية تستهدف متابعة مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والتشاور حول التطورات الإقليمية والدولية، موضحا أن الزيارة سوف تتضمن لقاءات هامة لوزير الخارجية مع كل من رئيس وزراء اليونان "كيرياكوس ميتسوتاكيس" ووزير الخارجية "نيكوس ديندياس"، لتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق بين الدولتيّن فى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن مواصلة التشاور السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية الهامة.
وفي السطور التالية ترصد "الدستور" العلاقات التاريخية بين مصر واليونان.
وفقا للهيئة العامة للاستعلامات، تعود العلاقات بين البلدين إلى عقود كنتيجة لتعايشهما داخل نفس المنطقة الجغرافية الاستراتيجية، وتجربتهما التاريخية المشتركة، نظرًا لوجود مجتمع يوناني كبير في مصر لسنوات عديدة.
يتمتع البلدان بتعاون وثيق على مستوى متعدد الأطراف فى سياق المنظمات الدولية وفى إطار الشراكة الأور ومتوسطية، وعلى المستوى الثنائي ووفقًا لاتفاقية تم توقيعها في عام 1998.
تجمع مصر واليونان علاقات ثنائية متبادلة على كافة الأصعدة والمجالات، وتعتبر سفارة اليونان في القاهرة هي التمثيل الدبلوماسي رفيع المستوى داخل البلاد، والتي تعمل على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
يوجد فى مصر مكانان للقنصلية اليونانية واحد فى القاهرة، وآخر فى محافظة الإسكندرية، وتعمل على تقديم كافة الخدمات المرتبطة بالتأشيرات المختلفة، لمواطنيها وغير مواطنيها، فهى تخدم التأشيرات الخاصة بالسياحة أو للعلاج أو لزيارة العائلة وغيرها من الأمور الحياتية.
شهدت العلاقات المصرية اليونانية نقلة نوعية على مختلف الأصعدة السياسية، الاقتصادية والثقافية وأصبحت نموذجًا يحتذى به في التعاون الثنائي لمصلحة الشعبين، وتعزيز الاستفادة من الثروات الطبيعية في شرق المتوسط وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتحظى علاقات مصر واليونان، بخصوصية كبيرة، لأنها تضرب بجذورها في أعماق الحضارة الإنسانية، كما تمثل منذ عقود نموذجًا للترابط والتعايش بين الثقافات والأديان والتعاون الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط.
الإرث التاريخي بين القاهرة وأثينا، الذي بدأ ما قبل الميلاد بنحو 300 عام، شهد تطورًا كبيرًا منذ القرن الثامن عشر ميلادية، وكان دافعًا للدولتين باتجاه تقارب الرؤى إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية بشكل عام، بفضل الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بين البلدين، فضلاً عن قدم العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي ترجع إلى عام 1833.