«مسيحيون عن شهر رمضان 4».. نعيم صبرى: مهمتى كانت إيقاظ الصائمين للسحور
فرض المصريون طقوسهم الحياتية والتفاعلية مع رمضان لتتحول إلى عرف، فالبداية مع “الفوانيس” التى تعلق أمام المحال التجارية والدوواين والبيوت والدكاكين وصولا للشقق، تتبعها الزينة بالخيامية، وصولا إلى “موائد الرحمن” التي لا تخلو حارة ولا شارع منها.
وفي ظل ذلك الزخم الذي يُثريه الشهر الكريم، يقدم “الدستور” مجموعة حلقات حول شهادات المبدعين المسيحيين عن طقوسهم الإبداعية وكيف يتشاركون الاحتفال بشهر يحمل خصوصية دينية لكن لم تمنع المصريين أن يصنعوا ما يجاور تلك الخصوصية المتعلقة برمضان كشعيرة دينية بخصوصية إبداعية واجتماعية .
قال الكاتب الروائي نعيم صبري: “الحقيقة ليس لى طقوسا معينة فى شهر رمضان الآن، فى فترة الصبا والشباب فى شبرا ربما كانت لى بعض المهام التى اضطلع بها بسبب عادتى فى السهر ليلا للمذاكرة حتى مطلع الفجر ثم النوم، خاصة فى الفترة الجامعية، فقد أوكل لى الصائمون من الجيران إيقاظهم للسحور، فكنت أمر عليهم لأوقظهم فى الموعد الذى يريدونه”.
وتابع صبري: "لم يكونوا ينتظرون حتى آخر موعد للإمساك بل كانوا يفضلون السحور المبكر بعض الشىء، فى حوالى الثانية أو الثالثة صباحا ليحصلوا على قدر من النوم بعدها قبل التوجه إلى أعمالهم. كنت أبدأ بأسرة بواب عمارتنا التى تقطن بغرف سطوح البيت، الخالة سلمى وأبنائها، فقد كان البواب متوفيا منذ طفولتى المبكرة.
وختم الكاتب الروائي نعيم صبري: “كنت أوقظهم وأشرب الشاى معهم، كانوا من الجعافرة من كوم أمبو وجنوبها ويشربون الشاى بمادة عطرية جميلة اسمها حلفا البر وكنت أحبها جدا، بعدها أوقظ جارتنا الحاجة أم أحمد وأسرتها، وكانت عشرة قديمة لجدتى لأمى التى تعيش معنا، ولأمى وذاك منذ العمل فى حكومة السودان فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى، عشرة امتدت عبر أجيال الأسرتين”.