بالتزامن مع عرض «سره الباتع».. روايات تناولت الحملة الفرنسية على مصر
استطاع مسلسل "سره الباتع" الذي يخوض سباق دراما رمضان 2023 أن يحقق نجاحًا كبيرًا منذ عرض أولى حلقاته، إذ يقدم ملحمة تاريخية حول زمنين؛ الأول هو العصر الحاضر، والثاني عصر الحملة الفرنسية على مصر.
المسلسل مأخوذ عن قصة قصيرة تحمل نفس الاسم للأديب الراحل يوسف إدريس ضمن مجموعته القصصية الشهيرة "حادث شرف" التي نشرت للمرة الأولى في يناير 1958 وتتكون من 7 قصص وهي: "محطة، شيخوخة بدون جنون، طبلية من السماء، اليد الكبيرة، تحويد العروسة، حادثة شرف، وسره الباتع"، وبمعالجة درامية وسيناريو وحوار وإخراج خالد يوسف، وإنتاج شركة سينرجي.
وبالتزامن مع عرض مسلسل "سره الباتع".. يستعرض "الدستور" عدة روايات تناولت الحملة الفرنسية على مصر.
«العمامة والقبعة»
ناقشت رواية "العمامة والقبعة" للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم حدثًا تاريخيًا مهمًا، وهو الحملة الفَرنسية على مصر، وهي أول علاقةٍ للمصريين مع الآخَر بصورةٍ مباشرة، ولكنها كانت علاقةً مختلفة؛ فهي على أرضٍ مصرية، والآخر هنا مُحتَّل؛ نظرا لاهتمامه بالعلاقة بين الشرق والغرب، كاهتمامه بالتاريخ بصفته ظهيرًا زمنيًا، وفاعلًا رئيسيًا للكثير من أحداث رواياته.
وفي "العمامة والقبعة"؛ نجح في نَسج الحَبكة الروائية بإبداع فريد؛ يَتمثل في شخصية البطل الذي لم يمنحه اسمًا، والذي جاء من صعيد مصر، وجاور الأزهر، وصار من تلاميذ المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتي، وكانت معرفته للُّغة الفَرنسية قد مكَّنته من الاقترابِ من الأحداث وتسجيلِ كلِّ ما شاهده، فقدَّم تاريخًا موازيًا عن أعوام الحملة الثلاثة.
«الأزبكية»
في رواية "الأزبكية" للكاتب ناصر عراق، تناول تاريخ مصر فى الفترة من الحملة الفرنسية على مصر عام 1789، وحتى نهاية 1805، وهو العام الذى تولى فيه محمد على حكم مصر، واستلهمت الرواية بعض الشخصيات التاريخية، مثل نابليون ومحمد على والجبرتي، لكنها تبتكر من الخيال شخصيات جديدة، تتفاعل مع الأحداث والشخصيات التاريخية.
ومن أجواء الرواية نقرأ: هذه الرواية تنفخ فى روح اللحظة التاريخية واقعا يجعلها أكثر بهاءً وحيوية، وإيقاعا يستدعيها من ماضيها إلى حاضرنا، دون أن تفقد نضارتها، أو تتضاءل دهشتها، و تأخذ بتلابيب اللحظة الواقعية فتلمس روحك، وتمر بباب قلبك، حتي تشعر بنفسك وكأنك تجاوزت متاهات الزمن، وعبرت مفازات المكان، ودخلت إلى عالمها، لتعيش أحداثها مع أبطالها، فتشاركهم أفراحهم، وأتراحهم، وتقاسمهم أحلامهم وكوابيسهم.
«يعقوب»
أما المؤرخ والأكاديمي الدكتور محمد عفيفي؛ قدم روايته الأولى المعنونة "يعقوب"، فى 122 صفحة من القطع المتوسط، في منطقة وسط ما بين السيرة والرواية، فنقف أمام السيرة الذاتية لـ"عفيفى" نفسه، إلى جانب سيرة تاريخية للمعلم يعقوب، إحدى الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل أيام الحملة الفرنسية على مصر.
ومن أجواء الرواية نقرأ: ورقة صغيرة تسقط من مخطوط قديم، مصادفة تُغير حياة التلميذ، طيف من الماضي يلاحقه عبر الأماكن والأزمنة والدراسات المختلفة، وحتى عبر الأشخاص! من صعيد مصر لإكس إن بروفانس، من غرفة الاستقبال بالأنبا رويس إلى المكتبة الوطنية بباريس، رحلة بحث طويلة وراء الرجل "ذو الألف وجه"، أو صاحب اللاوجه؛ جنرال ملعون، مُباشر خائن، بطل قومي صاحب مشروع... وجوهٌ عديدة كلما اقترب من أحدها تَكَشَّف له وجه آخر، سرابٌ ممتد!
«غيوم فرنسية»
وفي رواية "غيوم فرنسية" للكاتبة ضحى عاصى، قدمت متخيلا سرديا لتجربة من رحلوا مع الجنرال يعقوب الذى خرج مع جنود الحملة الفرنسية بعد فشلها، قبل موته على متن إحدى السفن قبل وصوله إلى فرنسا، كما تتأمل الرواية عبر قصة حب بين بطلها وزوجته، مصائر ومآلات شخصيات الرواية بعد رحيلهم مع يعقوب وتطرح أزماتهم وأحلامهم وهواجسهم فى فرنسا، التى آلت أقدارهم إليها فى هذا المفصل التاريخى بعد قيام الثورة الفرنسية.