منطقة السيد البدوي.. مقصد محبي آل البيت في رمضان
تحظى المساجد الأثرية في مصر بمكانة عظيمة، لما لها من قيمة تاريخية وتراثية ودينية كبيرة تجعلها مبعث فخر واعتزاز للمصريين، وشهدت محافظة الغربية ترميما وتطوير وصيانة العديد من الأماكن الأثرية العتيقة، خاصة مسجد السيد البدوي، ومسار العائلة المقدس في الآونة الأخيرة، حيث تم تطوير المباني ومحيطها، وتوظيف الفراغات المحيطة بها لإضافة المظاهر الجمالية والعمرانية.
وتعد منطقة السيد البدوي بمدينة طنطا، أحد أبرز أماكن السياحة الدينية في محافظة الغربية وفي مصر بصفة عامة، وتم تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى جانب عدد لا نهائي من الصينيات والتجديدات الداخلية، حتى خرج المسجد والمنطقة المحيطة بالشكل الجمالي الحالي، ويبقي الزحام وأصوات البائعين الذين تمر بهم قبل بلوغ المسجد إحدى أهم سمات المنطقة علي مر العصور سواء قبل أو بعد التطوير.
وللمسجد الأحمدي ومنطقته المحيطة طبيعة خاصة حيث تشتهر المنطقة بالنشاط التجاري خاصة الحمص والحلاوة والمنتجات المنزلية والأدوات الحاملة للطعام، واستعد مسجد السيد البدوي للاحتفال بقدوم شهر رمضان المعظم، شهر النفحات الربانية الذي ينتظره الجميع، وخاصة أن المسجد البدوي من أهم وأكبر المساجد بمنطقة وسط الدلتا ويأتيه المريدون من كل صوب وحدب لزيارة الضريح.
وخلال الشهر الفضيل ينتشر في محيط المسجد بائعو فوانيس رمضان والمأكولات الشعبية علاوة على وجود بائعي "الحمص وحب العزيز"- الذين تشتهر بهم طنطا، علاوة علي قيام أصحاب المحال بتعليق زينة رمضان أمام المحال وفي معظم الشوارع المحيطة بالمسجد وينتظر البسطاء والدراويش من مريدي السيد البدوي، المواطنين الذين يقومون بتوزيع شنط رمضان ووجبات الإفطار والسحور.
ويقول محمود أبو حسين، صاحب أحد المحال بمنطقة السيد البدوي، أن الشهر الكريم له طقوس خاصة لدى مريدي البدوي حيث يصطف المساكين والفقراء بعد صلاة العصر للحصول على وجبات الإفطار من الذي يتم توزيعها يوميا قبل الإفطار مشيرًا إلى أن عددًا من المواطنين يحرصون على توزيع السحور على إعداد غفيرة من المواطنين، فالمكان هو مقصد محبي أهل البيت.
وأضاف عبد الحميد عبد الله، من أصحاب المحال أن شهر رمضان هو شهر البركة وزيادة الرزق مشيرا أن الخير في ذلك الشهر لا يعد ولا يحصى، وأن مريدي ودراويش السيد البدوي متواجدون طوال العام إلا أنهم ينشطون ويزيدون خلال شهر الخير ويزيدون المنطقة بركة وخير من عند الله، تمثل رائحة رمضان وذكريات لا تنتهي.
يذكر أن أحمد البدوي توفى 24 أغسطس عام 1276 م بمدينة طنطا عن عمر يناهز 79 عامًا، وأسس المسجد في البداية على شكل خلوة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، وبنى لها على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر.
أصبح مسجد السيد بدوى أكبر مساجد طنطا، ويتميز بمساحته الكبيرة التي لا يضاهيها أي مسجد آخر بمدينة طنطا، كما يتميز بالقباب والمآذن التي تستطيع رؤيتها من أي مكان بمدينة طنطا لوقوع المسجد أعلى أحد التلال، وتظهر الزخارف الإسلامية والزجاج الملون فى جميع جوانب وأركان المسجد العلوية، إضافة إلى الأعمدة الكثيرة الموجودة به على الطراز الإسلامى، ويمتاز المسجد بالنجفة النحاسية الضخمة الموجودة في منتصفه.