اليوم.. احتفالات عيد البشارة في الكنيسة الكاثوليكية برئاسة بابا الفاتيكان
يترأس البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، احتفالات الكنيسة الكاثوليكية بعيد البشارة، مع إحياء ذكرى مرور عام على تكريس الكنيسة والبشرية ولاسيما روسيا وأوكرانيا إلى قلب مريم الطاهر.
من جهة أخرى بالتزامن مع عيد القديس بندكتوس، ترأس الكاردينال راينر ماريا، رئيس الجمعية الألمانيّة للأرض المقدّسة، القداس الإلهي في كنيسة رقاد السيدة العذراء في مدينة القدس، والذي تخلله رتبة تكريس المذبح الجديد، والتي شملت عدة محاور: الرش بالمياه المقدّسة، ووضع ذخائر القديسين، والمسح بزيت الميرون المقدّس وإشعال البخور.
وشارك في القداس النائب البطريركي العام للاتين المطران وليم شوملي، والمطران بولس ماركوتسو، ورئيس الدير الأباتي نيكوديموس شنابل، ولفيف من الأساقفة والكهنة، وممثلين عن الكنائس والسفارة والمؤسّسات الألمانيّة في الأرض المقدسة، بالإضافة إلى عدد كبير من المؤمنين.
بدأت رتبة تكريس المذبح بتلاوة طلبة جميع القديسين، وخلالها قام الكاردينال برش الماء المقدّس على المذبح الجديد، ثم قام بوضع رفات القديسين والكتاب المقدس المكتوب بخط اليد، وكتاب قانون الدير للقديس بنديكتوس داخل المذبح، وختمه بفسيسفاء من صنع أحد المحسنين للكنيسة. وبعد مسح الجزء العلوي من المذبح بزيت الميرون المقدس، تم وضع البخور على الصلبان الخمسة التي حُفرت في وسط المذبح وزواياه الأربعة، تمثيلاً لجروح يسوع المسيح الخمسة.
وأثناء حرق البخور على المذبح قامت جوقة كاتدرائية كولونيا بإنشاد أنتيفونيا من سفر الرؤيا: "وتَصاعَدَ مِن يَدِ المَلاكِ دُخانُ العُطورِ مع صَلَواتِ القِدِّيسينَ أَمامَ الله،" وتليها الكلمات: "تعال أيها الروح القدس واملأ قلوب مؤمنيك وأوقد فيهم نار محبتك". أخيرًا تلا الكاردينال راينر كلمات صلاة التكريس التي تشدّد على أهمية المذبح في تاريخ الخلاص، مشيرًا إلى أن" المذبح يمثل حضور الله في وسطنا".
في عظته، قارن الكاردينال راينر تكريس المذبح بتكريس الطفل خلال قبوله أسرار الكنيسة الثلاثة (المعمودية والمناولة والتثبيت) قائلاً: "بنفس الطريقة التي يتقدس بها المسيحيون ويصبحون جزءًا من خليقة الله الجديدة، هكذا أيضًا يتم تقديس المذبح بزيت الميرون والماء المقدس".
وخلال الاحتفال، أعرب الأباتي نيكوديموس عن امتنانه للحكومة الفيدرالية الألمانية لتوفير الدعم لتجديد هذا الدير والكنيسة، حيث قال: "المذبح هو قلب الكنيسة. وكجماعة مسيحية مؤمنة نقول نعم لهذا المذبح الذي يمثل يسوع الحاضر في وسطنا".
من جهته، قال المطران شوملي، "نبتهج اليوم معًا لتكريس هذا المذبح الجديد ولإنتهاء أعمال الترميم بعد عامين من العمل المتواصل في كنيسة رقاد السيدة العذراء الذي يشكل مكان للصلاة وسط مدينة تتوق إلى تحقيق دعوتها للسلام. تحقق صلوات الرهبان البنديكتان الذين يقيمون في دير جبل صهيون دورًا كبيرًا في تحقيق هذا السلام، نحن نعلم هذا من "طُلبى السَّلام لأورشليم" المذكورة في مزمور 128 "السَّكينَةُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَكِ! السَّلامُ في أَسوارِكِ، والسَّكينَةُ في قُصورِكِ"! هذه الكلمات تحمل الكثير من المعاني بالأخص لتلاوتها من هذا المكان المقدس".
يُشار إلى أنّ كنيسة رقاد العذراء هي كنيسة كاثوليكيّة ألمانيّة، واقعة على جبل صهيون بمدينة القدس. أعطيت قطعة الأرض هذه للقيصر الألماني فيلهلم الثاني عام 1910، وتم بناء مبنى الكنيسة بشكل مستدير في الموقع حيث التي رقدت مريم العذراء، والدة الإله.