«دينية الشيوخ»: «كتف فى كتف» نداء للجميع بالمشاركة فى القيم الدينية والإنسانية
أكد الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن إطلاق مبادرة "كتف في كتف" تحت هذا الاسم الهادف، في هذه الآونة التي يعاني فيها العالم بأسره من أزمة اقتصادية طاحنة، يعدّ نداء للجميع بأن يكونوا مشاركين في القيم الدينية والإنسانية التي يختلف حولها كل من تحقق بوصف الإنسانية والعقل، فها هي القيادة تقول: هذه أيدينا فمدّوا أيديكم.
وأضاف، في بيان له، اليوم، أن مبادرة "كتف بكتف" اسم لا يبيّن فقط الشعور بعبء المواطن المصريّ البسيط الأولى بالرعاية أو مجرد مدّ يد العون له، وإنما يشعر أيضا في كلمة دافئة بمعايشة واقعه والوقوف معه على أرضه، فهي مبادرة تكشف عن مؤازرة المجتمع المصري الذي هو كيان واحد في جسد واحد كما جاء في الحديث الشريف: "مثل المؤمنين في توادّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى".
وأشار إلى أن المبادرة التي يستفيد منها قرابة 20 مليون مصريّ، تأتي امتدادا لمبادرة "وصل الخير" وهي مبادرة ذات دلالة إيجابية في الاسم والمضمون، وهما وغيرهما من المبادرات تمثيل واقعي لمعنى "حياة كريمة"، والتي لا تمثل مؤسسة فقط وإنما هي تحقيق لمقصد عظيم من مقاصد تشريعات ديننا الإسلاميّ الحنيف العليا، والتي لا بدّ من مراعاتها استمرارًا لحياة البشر كلّهم وعمارة الأرض كلّها.
ولفت إلى أن ديننا الشريف جاء مبينا المقاصد العليا التي يستقيم بها أمر سائر البشر، جاء أيضا مبيّنا لجميع الأفراد أدوارهم وما عليهم لعمارة هذا الكون واستمرار هذه الحياة وصناعة حضارتها وتقدمها، وها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين هذا في حديثه الشريف: "كلّكم راع، وكلّكم مسئول عن رعيّته، والأمير راع، والرّجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلّكم راع، وكلّكم مسئول عن رعيّته" [متفق عليه]، فبيّن أنّ لكلّ فرد واجبا وأنّ عليه دورا ينبغي أن يقوم به.
ونوه إلى أنه لا بدّ من هذا التكامل الذي هو أمر فطريّ ودينيّ أيضا، وهو ما أشار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا" [رواه مسلم]، وليس معنى هذا الحديث اقتصار التكافل على المؤمنين، ولكنّ معناه أن التكافل سمتهم وسمتهم ومقتضى إيمانهم، وقد رأينا كيف كان التكامل في مجتمع المدينة المنورة بين المسلمين وغيرهم، وهو ما نصّت عليه وثيقة المدينة.
وأكد أن من صفات الأبرار المذكورة في القرآن الكريم قوله سبحانه: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا} [الإنسان: 8]، وهذه الآية الكريمة تبيّن كيف أنّ التكافل يشمل كل من تحقّق فيهم وصف الاحتياج بصرف النظر عن الدّين والعرق وسبق العداء.
وأكد أن مبادرة "كتف بكتف" تأتي لا لإحياء التكافل والتكامل فقط، وإنما لإحياء معاني البرّ في النفوس، وجعله تطبيقا عمليّا حيّا تحيا به وفيه الجمهورية الجديدة، التي هي بناء للإنسان قبل أن تكون تشييدا للأركان.
ويطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، اليوم، مبادرة "كتف في كتف" باستاد القاهرة، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.