سيدات النوبة.. استعدادا خاص لشهر رمضان بالأبريه (فيديو)
بتجمّع الأقارب والجيران لإعداد المأكولات والمشروبات المختلفة بدأن سيدات القرى النوبية في أسوان الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بالتعاون فيما بينهن لتجهيز منتجات الشهر الكريم لعائلاتهنّ والأقارب خارج المحافظة ويعد الترابط والتماسك من أبرز السمات التى يتحلى بها أهالى النوبة في جميع المناسبات.
مع تجول “الدستور” داخل قرية توشكى النوبية بمركز نصر النوبة بأسوان وقبل حلول شهر رمضان بعدة أيام نجد أن هناك تجمعًا لعدد من نساء القرية في منزل إحداهن لصناعة مشروب "الأبريه" والذى يعتبر من المشروبات التراثية والشهيرة في شهر رمضان والتى لا يمكن أن تخلو منه المائدة الرمضانية.
وأجرت "الدستور" معايشة لصناعة سيدات النوبة لمشروب "الابريه" الرمضاني لرصد طريقة عمله ومدى تميزه لدى النوبيين بإعتباره مشروب تراثي، إضافة إلى ترويجه داخل أسوان ومحافظات الجمهورية أيضًا.
في غرفة سقفها مكون من خوص النخيل لتهوين درجة حرارة الطقس المرتفعة بالنهار ومكانها فى أخر طرقة منزل نوبى واسع وبسيط يجلس عدد من سيدات النوبة وتتوسطهم مجموعة من المعدات البسيطة التى يتم استخدامها لصناعة "الأبرية" وتشمل جردل بلاستيكي به عجين ابيض اللون، وملعقة معدنية، وطبق مصنوع من الخوص، وأخيرًا 2 من "الدوكة" و التي يطهو عليها عجين والابرية وتكون عبارة عن لوح معدني على شكل دائري يتم توصيله بأسطوانة غاز حتى يتم اشعال شعلة النار الموجودة بها.
وخلال تجمعهن يقسموا على بعضهم أدوار العمل منهن سيدتين يجلسن على "الدوكة" حتى يتم طهو جميع الكميات المخصصة من مشروب الابريه، والآخرين واحدة منهم دورها وضع العجين بعد نضجه في الطبق الخوص وفرده في منطقة التجميع، والأخري مسئولة عن تقديم الضيافة لهم داخل المنزل طول فترة العمل، ومع بدء العمل كل يوم تختلف الأدوار حتى تكتمل جميع الكميات التى تم تجهيزها حسب الاتفاق بينهن.
وقالت الحاجة فاطمة محمد جمال، ضمن سيدات النوبة، إن مشروب الأبرية من المشروبات المميزة جدًا في النوبة والتى تم توريثها من الأجداد إلى الآباء ثم الأجيال الحديثة ومازالت موجودة حتى الوقت الحالي، موضحة أنها تتجمع هي وعدد من السيدات جيرانها في غرفة بسقف من الخوص داخل منزلها حتى يساهم في تهوين درجة الحرارة المرتفعة أثناء إعدادهن لمشروب "الأبريه".
أضافت لـ"الدستور" أن لم يقتصر صناعة مشروب "الابريه" أو التجمعات النسائية داخل قرية واحدة فقط فى النوبة بل أنه عادات بارزة لجميع السيدات بالقرى النوبية حيث أنهن جميعًا يستعدون لشهر رمضان الكريم صناعته، مشيرة إلى أنه يتم الاتفاق على كميات معينة لإعدادها والتى تكفي أسرتها وأسرة جميع السيدات المشاركات معهاَ.
وأوضحت أن هناك كميات أيضًا يتم صناعتها خصصيًَا كهدايا للأحباب وأخرى للتجارة وبيعها في داخل المحافظة و المحافظات الأخرى أيضًا، مما ساهم في نشره وتسويقه كمشروب نوبى بشكل كبير جدًا في جميع محافظات الجمهورية، لافتة إلى أنه يلقى إقبالاً على الشراء نظرًا لجودته الجيدة وأنه مشروب مفيد نظرًا لأنهم في صناعته على خامات طبيعية.
ولفتت لـ"الدستور" أنها وجيرانها بدؤا في تجهيز كميات المشروب الرمضاني "الأبرية" منذ حوالى شهرين وتحديدًا بشهر رجب حتى يتمكنوا من الانتهاء من جميع الكميات المتفق عليها بينهم، ويتم تجهيز خليط عجين مشروب "الأبريه" كالتالي: كمية من الذرة يتم تنظيفها جيدً وطحنها ويتم تخميره في إناء وتركه لمدة 7 أيام ثم يتم اضافة دقيق "فينو" وتقليبه جيدًا، وبهذا تصبح جاهزة.
وحول تجهيزه على الدوكة، تابعت الحاجه فاطمة أنه باستخدام المعلقة المعدنية يتم وضع كمية منه على "الدوكة" وينتهي نضجها بعد مدة 3 دقائق ثم يتم وضع جميع الكميات على أطباق من الخوص وتجميعها بعدها في مكان لتبرد لمدة يوم كامل، و أخيرًا يتم تكسيره ووضعه فى أكياس ويصبح جاهزًا سواء لصناعته كمشروب وتقديمه كهديا رمضان وبيعه أيضًا.
أمّا حول تجهيزه كمشروب، أشارت إلى أنه يتم تكسيره قطع صغيره ووضع كميه في كوب به ماء و ليمون وسكر يتم دمجهم جميعًا ووضعه في اكوب ويصبح جاهزًا للشرب، والبعض يفضل وضعه على عصير البرتقال أيضًا، موضحة انها وجيرانها يحرصون على تناوله في الشارع خلال وقت الإفطار باعتباره مشروب اساسي على المائدة الرمضانية في النوبة، إضافة إلى توزيعه على المارة أيضًا.