«أنت تشرق»: كيف علّقت رضوى الأسود على رواية رشا عدلي؟
قالت الروائية رضوى الأسود إن إنجاز الكاتبة رشا عدلي لروايتها الأخيرة "أنت تشرق أنت تضىء" أستطيع أن أقول بكل ثقة إن رشا عدلى تتربع بجدارة واستحقاق تام على عرش الرواية التاريخية فى مصر فى وقتنا الراهن.
أضافت الأسود، خلال فعاليات مناقشة الرواية منذ قليل بمبني قنصلية، قائلة:"لقد تفوقت رشا على نفسها وقدمت رواية من أجمل ما تكون الروايات، فبرغم تاريخيتها التى تُحتِّم عليها تقديم وجبة دسمة من المعلومات ولغة خاصة تليق بتلك الحقبة، إلا أنها كانت من السلاسة بحيث كان التنقل بين الماضى والحاضر، بسهولة فتح باب وغلقة".
وتابعت:"بداية، وقبل الدخول إلى المتن، أبدعت رشا فى عتبات النص مثل العنوان والغلاف، فجاءا متماشيين مع تحتويه دفتا الكتاب. فالإشراق كحالة نفسية وعضوية هى ما انتهت إليه البطلة رنيم مع آخر كلمات الرواية حينما تخففت من أثقالها التى أرهقت كاهلها بطول سنوات عمرها الثلاثين. أما الغلاف فيمثل إحدى لوحات وجوه الفيوم»، وهو للبطلة الثانية الموزاية «سيرينا»، وهى نصف لوحة لنصف وجه عثرت عليها البطلة الأولى، وطفقت فى البحث عن بقيتها، وما وراءها".
ورشا عدلي روائية مصرية وباحثة في تاريخ الفن، لها ثمانية أعمال روائية، فضلًا عن كتاب "القاهرة.. المدينة الذكريات" عن فن الاستشراق، سبق ووصلت روايتاها: "شغف" و"آخر أيام الباشا" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر.
من أجواء الرواية نقرأ: شعرت أنها تسمعه، تسمع ذلك الصدى الذي يأتي من الماضي السحيق عابرًا آلاف الأعوام. تسمعه وهو يرتل، وهو يبتهل، وهو يردد: (يُسبّح لكَ الذين في الأعالي والذين فى الأعماق، لعلك ترضى عني حتى أرى جمالك.. أنت تشرق... أنت تضيء..أنت تشرق... أنت تضيء).
كانت تقف على بعد خطوات قليلة منها في السفينة الملكية. كانت مخلفة لها ظهرها، تراقب الأفق موجهة وجهها للشمس. اقتربت أكثر منها، أكثر، أصبحت على حافة جسدها. رائحة البخور، حفيف الثوب، مجاديف تحركها العبيد، أشرعة تخفق، تسير السفينة بسرعة في اتجاه اللا مدى.
شعاع الشمس يخترق كيانهما، يدفئ ويضيء روحيْهما، ويمنحهما الحياة مجدَّدًا تسمعها ترتل: "أنت تشرق... أنت تضيء"، وترتل معها، اقتربت منها، اقتربت أكثر، لا شيء يفصلهما، تسمع أنفاسها، تشعر بكيانها، تستشعر وجودها. اقتربت أكثر، مدت يدها تكاد تلمسها.