شوشة: «أنت تشرق..أنت تضىء» رواية تستعيد تاريخ المصري القديم
قال الكاتب الروائي والناقد محمد سليم شوشة إن رواية" انت تشرق أنت تضىء" للكاتبة رشا عادلي، والصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، مشحونه بحالة التوتر والشد والجذب الصراع النفسي"فيها ما يمكن أن ندعوه بالخط المصري القديم وعلاقة الكهنه بالحاكم الروماني".
أضاف "شوشة" خلال فعاليات مناقشة الرواية منذ قليل بمبني قنصلية، أن الرواية مليئة بالمشهدية عبر سرد تفاصيل ثورة المصريين على الحاكم الروماني وكيف تم القضاء عليها بصوره وحشية عبر إطلاق الوحوش المفترسة على الثوار المصريين. هذه المشاهد التي جاءت عبر الرواية تشير إلى اننا امام يستحق أن يتم تحويله الي عمل درامي يناقش تاريخ المصريين.
وتابع تدور أحداث الرواية حول لوحات وجوه الفيوم والأسرار وراءها، وذلك من خلال رنيم بطلة العمل التى تنضم لفريق بحثي لمشروع يدعمه عدد كبير من المؤسسات الهامة المهتمة بالأبحاث الفنية، وذلك للبحث حول هذه المومياوات والكشف عن كل ما يتعلق بها، ومن خلال بحثها تكتشف عيوبًا بصرية في عدد من الوجوه.
وأضاف، كانت تقف على بعد خطوات قليلة منها في السفينة الملكية. كانت مخلفة لها ظهرها، تراقب الأفق موجهة وجهها للشمس. اقتربت أكثر منها، أكثر، أصبحت على حافة جسدها. رائحة البخور، حفيف الثوب، مجاديف تحركها العبيد، أشرعة تخفق، تسير السفينة بسرعة في اتجاه اللا مدى.
ورشا عدلي روائية مصرية وباحثة في تاريخ الفن، لها ثمانية أعمال روائية، فضلًا عن كتاب "القاهرة.. المدينة الذكريات" عن فن الاستشراق، سبق ووصلت روايتاها: "شغف" و"آخر أيام الباشا" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر.
من أجواء الرواية نقرأ: شعرت أنها تسمعه، تسمع ذلك الصدى الذي يأتي من الماضي السحيق عابرًا آلاف الأعوام. تسمعه وهو يرتل، وهو يبتهل، وهو يردد: (يُسبّح لكَ الذين في الأعالي والذين فى الأعماق، لعلك ترضى عني حتى أرى جمالك.. أنت تشرق... أنت تضيء..أنت تشرق... أنت تضيء).
كانت تقف على بعد خطوات قليلة منها في السفينة الملكية. كانت مخلفة لها ظهرها، تراقب الأفق موجهة وجهها للشمس. اقتربت أكثر منها، أكثر، أصبحت على حافة جسدها. رائحة البخور، حفيف الثوب، مجاديف تحركها العبيد، أشرعة تخفق، تسير السفينة بسرعة في اتجاه اللا مدى.
شعاع الشمس يخترق كيانهما، يدفئ ويضيء روحيْهما، ويمنحهما الحياة مجدَّدًا تسمعها ترتل: "أنت تشرق.. أنت تضيء"، وترتل معها، اقتربت منها، اقتربت أكثر، لا شيء يفصلهما، تسمع أنفاسها، تشعر بكيانها، تستشعر وجودها. اقتربت أكثر، مدت يدها تكاد تلمسها.