معهد الوفد للدراسات ينظم حلقة نقاشية بعنوان «سعد ..الزعيم والزعامة» (صور)
نظم معهد الدراسات السياسية بحزب الوفد برئاسة الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد وعميد المعهد، اليوم الجمعة، حلقة نقاشية تحت عنوان "سعد.. الزعيم والزعامة"، وذلك بمناسبة ذكرى ثورة 1919، التي توافق يوم 9 مارس.
شارك في الحلقة النقاشية نخبة كبيرة من المتخصصين ورموز الفكر وعدد من قادة حزب الوفد وأدار النقاش فيها الكاتب الصحفي شريف عارف، مدير معهد الدراسات السياسية بحزب الوفد والمستشار الإعلامي للحزب.
وفي بداية الحلقة، قال الدكتور عبد السند يمامة: "نحتفل بثورة حققت الاستقلال والدستور ونختار من تاريخنا فصلها الأول، وهو ثورة 1919 زعيم الثورة ومفجرها سعد زغلول، مع التمييز بالتواريخ بأن ثورة 1919 كان أحد أهم نتائجها لاستقلال مصر، كما صدر في مؤتمر لوزان في سويسرا عام 1923، وأيضًا من أحد أهم أثارها كان دستور 1923 ثم بعد إقرار الدستور أصبحت دولة معترفًا بها، وكان تأسيس حزب الوفد كحزب سياسي عام 1924"، بعد الانتخابات البرلمانية التي اكتسح فيها الوفديون بنهاية عام 1923.
وأضاف رئيس حزب الوفد: "نميز الآن بين تاريخين تاريخ ثورة 1919 الذي تخطى أكثر من مائة عام، أما حزب الوفد فسنحتفل به في يناير 2024 وهناك خلط يقال إن الحزب بلغ 104 أعوام، ولكن الحزب عمره 99 عامًا سيكتمل عامه المائة في يناير 2024، أما ثورة 1919 فهي ثورة الشعب المصري هي ثورة شعبية، ولكن سعد باشا زغلول نفسه هو أحد فدائيي الثورة العرابية، رغم أنه كان رجلاً مدنيًا وكان عشقه وولاؤه للبلد، وشارك في ثورة عرابي وكان ضمن الجماعات التي لها دور مهم في الكفاح وأكمل الحلقة الثانية بعد ثورة عرابي بثورة 1919، ثم تأسيس حزب الوفد المصري".
وقال شريف عارف، مدير معهد الدراسات السياسية بحزب الوفد والمستشار الإعلامي للحزب، لقد مضى على الاحتلال البريطاني لمصر وقت انطلاق شرارة الثورة أكثر من 37 عاما واستطاع الإنجليز خلالها تغيير الحياة المصرية وبعض ملامح الهوية ووضعوا لها محاور جديدة من النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية والتعليمية، ويتذكر أن النضال المصري هو المدرسة التي مارس فيها المصريون على اتباع خطين أساسيين، الأول الاستقلال، والثاني إعلان الدستور، وإجراء الانتخابات البرلمانية الشعبية، وقيام الدولة المصرية ذات السيادة.
وأضاف "عارف": عاش المصريون المرحلتين منذ اللقاء الشهير مع المعتمد البريطاني في 13 نوفمبر 1918، والذي يمثل في تاريخنا الحديث عيدا للجهاد، والمطالبة بالسماح للوفد المصري بالذهاب إلى باريس لإعلان صوت مصر في الحصول على استقلالها وسيادتها، ومن هذه الخطوة انطلق المصريون يجمعون التوكيلات، وتشكلت اللجان في الأقاليم لنشر الوعي وتبث روح النضال والوطنية، ومساندة الشعب ضد الظلم والطغيان وأبرز وصف للمرحلة هي كلمة العقاد الشهيرة "إن أمتنا تتطور في مشاعرها الباطنة" حتى نفي الزعيم سعد زغلول ورفاقه كانت البلاد قد تهيأت تماماً لإعلان سخطها عارمًا كاسحًا.
وتابع: في خضم الأحداث تجلت زعامة سعد زغلول، فعندما ألف سعد زغلول الوفد نظمه في شكل طبقات سرية إذا نفيت الطبقة الأولى، برزت الطبقة الثانية لتتولى الزعامة، وإذا أعدمت الطبقة الثانية وقفت الطبقة الثالثة من القادة تقود المعركة بغير أن تتوقف لحظة واحدة، وإذا حكم على طبقة بالنفي في قشلاق قصر النيل كانت الطبقة الرابعة مستعدة للعمل فوراً بغير تردد أو تأخير، وكانت الثورة أشبة بسباق يسلم كل فريق العلم إلى الفريق الذي يليه.
وأوضح عارف، من هنا فإننا نعقد اليوم هذه الحلقة النقاشية لإلقاء الضوء على هذا الزعيم وهذه الزعامة وأن نحاول أن ندرس حياة سعد زغلول ونعتبر بها ونستمد منها العظمة والحكمة التي تعين كل فرد منا على القيام بالواجب المفروض عليه نحو وطنه، وشخصية سعد زغلول هي شخصية ثرية وعميقة تتجلى حرة نزيهة لتبرز نزوعه إلى التجديد والإصلاح في جميع المناصب التي أسندت إليه، ففي الصحافة كان من العاملين على تنقية لغة الصحف ومسحها بمسحة من البلاغة والسلاسة حينما عمل بصحيفة "الوقائع المصرية"، وفي المحاماة كان من الفئة الناهضة التي شرفت تلك المهنة ورفعت اسم "المحامي" بين أصحاب المهن الأخرى، وفي القضاء امتاز القاضي سعد زغلول بأحكامه الناجمة عن حبه الإنصاف وميله إلى الرفق بالمتهمين وتحرى الحقيقة، وقد كان من طبقة القضاة العصريين الذين يبنون أحكامهم على المقدمات الصحيحة والمبادئ العلمية الحديثة.
سعد الثائر
من جانبه، أعرب خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، عن سعادته بوجوده داخل بيت الأمة، مُشيرًا إلى أنه عند الحديث عن شخصية سعد زغلول بين المؤيدين والمعارضين، فلا يمكن ننسى شخصية زعيم الوفد أو تكون بديلة حسب الظروف، ولكن نري ثورة 1919 في مسارها الصحيح.
وتابع: "في عام 1859 ولد سعد وفي 1879 كانت هناك مطالبات بعزل الخديوي إسماعيل.. وهنا ظهر سعد زغلول وتأثر بالإمام محمد عبده".
وفي عام 1896 تم إنشاء مدرسة البوليس لحماية الأمن الداخلي، وهي كلية الشرطة فيما بعد وينضم سعد زغلول إلى مدرسة الحقوق الفرنسية.
وسيصبح سعد زغلول سياسيًا كبيرًا وناظرًا للمعارف وناظرًا للحقانية، ولذلك يعمل وتنسب له المشاركة في تأسيس الجامعة الأهلية 1908.
ومن حق مصر أن تنال استقلالا بعد الحرب العالمية الأولي عام 1919 وفي المرحلة الثالثة الزعيم الثائر الذي سيضحي بنفسه فيها من أجل مصر، ويأتي عيد الجهاد عام 1918 ومصر دولة فاعلة ووضع سعد رأسه على كفيه في مواجهة الاحتلال البريطاني.
البطل حمد الباسل
وأكد عبد العظيم الباسل عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وحفيد حمد باشا الباسل أحد زعماء الوفد، أن حمد الباسل ولد عام 1870 وشارك في الثورة العرابية وحكم عليه بالإعدام، ولكنه حصل على براءة، ووجد سعد باشا زغلول في الباسل العمود والقيادة وانتظم وجوده داخل بيت الأمة ونمت العلاقة مع أبناء الوفد وعقد الاجتماع في بيت حمد الباسل بالقاهرة.
وشارك حمد الباسل في ثورة 1919 وكان لتأثيره دور في الصعيد مع اعتقال زعماء الثورة.
كان لحمد الباسل أيضا دور كبير وخسرت الفيوم حوالي 400 شهيد في أحداث الثورة وهو عيد قومي في الفيوم 15 مارس.
وكان لتحقيق الاستقلال نشب خلاف بين سعد زغلول وحمد باشا الباسل.. وبعد اعتقال ونفي سعد زغلول إلى سيشل، وهناك طلب سعد زغلول من حمد باشا الباسل الكفاح الوطني ضد الإنجليز، وتم اعتقاله بسبب مقاومته من الإنجليز وقال جملته التاريخية الشهيرة "أنتم تحاكمونا.. وليس لكم الحق أن تحكمونا".
تصريح الاستقلال
وقال الدكتور محمد عبده، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن كل المجالات تأثرت بثورة سعد زغلول، وكان من نتائجها تصريح 28 فبراير 1922، وبدأت الترتيبيات لتصريح 28 فبراير في أواخر 1921 حينما كانت هناك مباحثات من أجل الاستفلال بالتفاوض بين عدلي يكن والإنجليز ومن أجل رفع الأحكام العرفية وتشكيل مجلس نواب.
وفي 28 فبراير، لم يكن هناك حكومة حتي قبلها عبد الخالق ثروت، وأصحاب الفضل في تصريح 28 فبراير هم ثلاث أشخاص عدلي يكن واللورد اللبني وعبد الخالق ثروت من أجل رفع الحماية والاستقلال التام.. وفي اعتقادي أن عبد الخالق ثروت من أفضل وزراء مصر، وتصريح 28 فبراير بدأه عدلي يكن ونفذه عبد الخالق ثروت.
شهيدات الوطن
وقالت الدكتورة رانيا يحيي، عضو المجلس القومي للمرأة والأستاذ بأكاديمية الفنون: نحتفل بالمرأة المصرية يوم 16 مارس ودورها في ثورة 1919 بسقوط أول شهيدتين من النساء في الثورة هما "شفيقة وحميدة".. وكانت نقطة الانطلاق لتحرير المرأة المصرية في نواح عديدة ونحتفي دائماً بدور المرأة المصرية في كل المجالات.
دور كبير
وقالت الدكتورة سحر حلمي، الأستاذ بأكاديمية الفنون، إن المرأة في مصر لها دور كبير، فهي أول ملكة وأول حاكمة، وهي التي أنجبت البطل والمقاتل وعيدها كل يوم وليس مرة في السنة ولا توجد حركة في مصر إلا والمرأة لها دور كبير ولنا دور في الثورات المصرية التي قامت من أجل المصريين.
دور رئيسي
وأوضحت د. مني ماهر، عضو اتحاد الكتاب، أن للمرأة المصرية دائمًا دورها الكبير في الوطن، ونحن حريصون على التربية الوطنية، وهدفنا تاريخ هام عن زعماء كبار مثل سعد زغلول وحمد باشا الباسل.
حدوتة مصرية
وتقدم محمد عبد الجواد فايد، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، بالشكر للقائمين على المنتدى والحلقة النقاشية وقال: "سعد زغلول حدوته مصرية.. فهو رجل عظيم وملهم والتاريخ أعطاه ما لم يحظ أحد به غيري ونشأته في عام 1859 كان في كفر الشيخ، وكان رجل علم وثقافة، وهي مفردات في شخصية سعد زغلول، وكان من ثوابته أنه أرسى توحيد المصريين وعلى رأسها توحيد الوحدة الوطنية والهلال يعانق الصليب وتوحيد جميع الطبقات الاجتماعية في مصر".
حضر الحلقة النقاشية الأستاذ الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، والدكتور خلف عبد العظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ومن قيادات الوفد الدكتور محمد عبده، عضو الهيئة العليا للوفد، والأستاذ محمد عبد الجواد فايد، عضو الهيئة العليا والكاتب الكبير عبد العظيم الباسل، مدير تحرير صحيفة الأهرام وعضو الهيئة العليا، واللواء سفير نور مساعد رئيس الحزب، وعصام الصباحي، عضو الهيئة العليا واللواء أحمد الشاهد.
كما شارك في الحضور والمناقشة كوكبة من الكتاب الأكاديميين المهندس أحمد عقل نائب رئيس حزب الغد، والدكتورة سحر حلمي، الأستاذ بأكاديمية الفنون، والدكتورة رانيا يحيى الأستاذ بأكاديمية الفنون وعضو المجلس القومي للمرأة.
والدكتورة إيمان العوضي والفنانة التشكيلية صفاء رأفت، وعدد كبير من سيدات الوفد وأعضاء لجنتي المرأة واتحاد المرأة الوفدية.