«التكافل المجتمعى واجب الوقت».. خطبة الجمعة الأخيرة من شعبان
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من شهر شعبان لعام 1444 هجريًا سيكون عن “التكافل المجتمعي واجب الوقت”.
وأكد وزير الأوقاف، في بيان له، أن اختيار هذا الموضوع يأتي استعدادًا لشهر الخير شهر الجود والكرم، حيث التكافل والتراحم.. يا باغي الخير أقبل، ومن أراد الخير فليعجل وإذا نويت خيرًا فلا تؤجله، مشيرًا إلى أن إخراج زكاة مالك والتوسع في الصدقات أفضل ما تستقبل به الشهر الكريم.
وأوضح وزير الأوقاف أن أعمال الخير والبر ينبغي أن تسبق أو تسابق قدوم الشهر الكريم، حيث كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس وكان (عليه الصلاة والسلام) أجود ما يكون في رمضان، فيا باغي الخير أقبل، يقول الحق سبحانه: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}، ويقول سبحانه: {وَسَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول (جل وعلا): {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، فمن أراد الخير فليعجل، ولا تؤجل خيرًا نويت عمله.
وتابع: “دعانا نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى التكافل المجتمعي وحثنا عليه، حيث يقول: (عليه الصلاة والسلام): (مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ)، قَالَ الراوي: فَذَكَرَ (صلى الله عليه وسلم) مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ، ويضرب لنا (صلى الله عليه وسلم) أروع الأمثلة في التكافل المجتمعي بالأشعريين، حيث يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا- نَفِدَ زادهم- أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ)”.
وحرصا من وزارة الأوقاف على الإسهام في خدمة المجتمع وتعظيم جهودها في ذلك في استقبال الشهر الكريم وفرت وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بالمشاركة بينهما مليونا ونصف المليون شنطة من السلع الغذائية بتحمل كل منهما لتكلفة 750 ألف شنطة يتم توزيعها على الأسر الأولى بالرعاية استقبالا للشهر الفضيل، فضلا عن 300 طن لحوم يتم توفيرها من خلال مشروع صكوك الإطعام بالأوقاف وتوزيعها قبل وخلال الشهر الفضيل.