دبلوماسية حاسمة.. كيف نسّقت مصر مع دول الجوار لإنهاء تحدي الإرهاب؟
تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، للمصريين في خطاب اتسم بالشفافية والمصداقية والرؤية الكاشفة، حيث استعرض الرئيس أخطار أحاطت بالبلاد في الماضي، وتحديات لا زالت ماثلة في الحاضر وتلوح في المستقبل، مع تأكيد ضرورة التحلي بالوعي والالتفاف دوما خلف القيادة السياسية، ومن أهم هذه الملفات تخطي تحدي الإرهاب رغم الاتفاقيات الدولية والبنية التحتية التي أسسها الإرهاب قبل ٢٠١١، بدبلوماسية حاسمة وتضحيات أبطال مصر.
في البداية قال اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي اتسم بالشفافية التامة، يؤكد عددا من النقاط المهمة، لافتًا إلى أنه وجه رسالة طمأنة، وتأكيد أن الدولة المصرية لن تنسى أبدًا كل من قدم نقطة عرق أو دم في سبيل بقائها أو تلبية متطلبات الأمن القومي ودائمًا كانت الدولة المصرية مدركة أن الثمن المدفوع غاليًا من أجل الحفاظ عليها.
وأضاف العمدة في تصريحات خاصة لـ «الدستور»: "النهاردة فيه مشهد مؤثر بنشوفه وهو بلال محمد الأشقر اللي فقد والده في حادث إرهابي ثم فقد والدته وهو عمره عام واحد فقط، النهاردة عمره سبع سنوات كان واقف قدام رئيس الجمهورية يتيم الأب والأم هو ده الثمن اللي دفعته الدولة المصرية والشعب المصري في سبيل اننا نحتفل كلنا اليوم بالشهداء".
وأوضح العمدة، أن الصورة الذهنية المعهودة لأي حادث إرهابي دائمًا ما ترتبط بالحزن ولكننا اليوم جميعًا سعداء من أجل الشهداء الذين أرتقوا إلي السماء ونالوا حظهم في الأرض من تكريم وفي السماء «أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، لافتًا أن كل ذلك دلالات ومشاهد علي قوة الإرداة المصرية.
وتابع أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أدرك بنظرة ثاقبة عندما كان يشغل منصب مدير المخابرات عام 2009 أن هناك بنية تحتية للعناصر الإرهابية تتنامي وتتكاثر، وذلك يعني أن هذا العناصر تسعي إلي استهداف الجانب الإسرائيلي الذي بدوره من الممكن أن يرد علي الأراضي المصرية مما يجر الدولة المصرية إلي حرب أكبر، لافتًا إلى أن القيادة استشرفت المستقبل واستطاعت أن تتخذ كل السيناريوهات للحفاظ على الأمن القومي المصري.
ولفت العمدة إلى أن هذا التنسيق مع الجانب الآخر في إسرائيل بدخول أعداد وأسلحة أكبر لدعم القوات المسلحة الموجودة في المنطقة «ج» في سيناء جاء حتى نستطيع مجابهة العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن الجانب الآخر لم يتأخر على الموافقة على ذلك كما أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وشدد على أن ما حدث مرتبط بتوافق بين القوات وليس خرقًا لاتفاقية السلام، متابعًا أن ذلك منع تنامي الكيانات الإرهابية وفرضنا سيطرتنا على المنطقة بالكامل، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وعد أسر الشهداء بتنظيم احتفالية أكبر في سيناء بعد تطهيرها بشكل كامل من الإرهابيين.
وأشار العمدة إلى أن أصل الاحتفال بيوم الشهيد يعود إلى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المُلقب بالفريق الذهبي وهو أكبر قيادة في القوات المسلحة آنذاك، حيث استشهد علي خط الدفاع الأول ليصبح نموذجا للتجرد والتضحية والمجد فعندما يتواجد أكبر رتبة في القوات المسلحة جنبا إلى جنب مع جنود القوات المسلحة، يعد ذلك دلالة على التلاحم والترابط بين القيادة والشعب وأفراد القوات المسلحة، الأمر الذي مهد بعد ذلك إلى انتصار حرب أكتوبر 1973.
في السياق ذاته، قال النائب إيهاب رمزي، عضو مجلس النواب، أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق، إن القضاء على الإرهاب سيناء، هو أعظم عمل قامت به مصر في القرن الواحد والعشرين، وهذا العمل والإنجاز التي قامت به مصر لا يقل عن انجاز حرب أكتوبر، لأننا نحارب أعداء خفية وليست هناك أعداء كعدو في حرب بل هي كلها ميليشيات، مضيفا أنه استطاعت مصر حكم السيطرة على المنطقة التي كانت تهدد الأمن القومي والوطني وأمن جميع المصريين بصفة عامة.
وأضاف رمزي، فى تصريح لـ«الدستور»، أن أحد أهم إنجازات الرئيس السيسي هو عدم جر البلاد للحرب، إذ تمكن من مواجهة الإرهاب بحسم وبشدة، مشيرًا إلى أن استهداف سيناء مخاولة لدخول مصر ومواجهتها ومحاولة لزعزعة الاستقرير فيها.
وقال إن ما فعلته مصر في هذه المنطقة، بخطط استراتيجية، بقيادة القوات المسلحة نجحت بشكل كبير، مشيرًا إلى أن أكبر دول العالم لا يمكنها مواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات، كذلك أكبر دولة في العالم لا يمكنها أن تواجه الحرب مع عدو خفي، ولكن مصر استطاعت السيطرة على هذا الأمر.
وأوضح رمزي، أن الاستراتيجية الثانية لمصر هو أنها استبدلت الإرهاب بالتنمية، فالتنمية قضت على الإرهاب، وفكرت الدولة فى تنمية سيناء رغم أنه ليست كانت خطة مصر في العصور القديمة وفي عصور الرؤساء السابقين، أن سينا تكون محل تنمية تماما، وكان فى الاعتقاد أن سيناء منطقة حرب، وأنه في يوم من الأيام ستكون ايضا محل حرب، فبالتالي كانوا غابت التنمية عنها، نظرا لاعتبار أن هذه المنطقة هي منطقة حرب، وتواجه حروب فيها.
وتابع :"أن التنمية هي الحل، فالفكر الجديد للدولة المصرية أن تنمية سيناء، كانت جزء كبير من حل المشكلة، ومنها أن رؤية العالم كله تختلف في سيناء، وأنه لن تكون بمطمع، وفرض مزيد من السيطرة على المنطقة"، مضيفا أن تفهم الدولة المصرية لمواجهة القضية، واستطاعت تدمير الأنفاق، وتطهير جبل الحلال من كل العناصر الإرهابية، وأحكام السيطرة في مداخل ومخارج المنطقة والقضاء على المهربين.
وأكد أن القضاء على الإرهاب هو إنجاز ضخم جدًا لم يكن يحلم به الشعب المصري فى يوم من الأيام فهو إنجاز عسكري وسياسي.