رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والدة الشهيد محمد أحمد عبده: «ابني حارب لآخر نفس واستشهد صائمًا»

والدة الشهيد محمد
والدة الشهيد محمد احمد عبده

قالت أمل المغربي، والدة الشهيد محمد أحمد عبده، ابن الإسكندرية، إن الاحتفال بيوم الشهيد له أجواء مختلفة، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، مشيرة إلى أنها في ذلك اليوم تشعر بوجوده، ويكون اليوم مليئ بالاتصالات والزيارات والتكريمات، والتي وصفتها بأنها «طبطبة على القلب».

وأضافت والدة الشهيد لـ«الدستور» أن نجلها استشهد في 1 يوليو 2015 في شهر رمضان، لافتة إلى أنه لم يخبرها بعمله في سيناء، وذلك عقب عودته من قوات حفظ السلام بالكونغو، حيث طلب اللحاق بزملائه في سيناء للمشاركة في الحرب ضد الإرهاب.

وتابعت أنها عندما كانت ترى حزن أمهات الشهداء بجنازة شهيد كانت تتأثر، وكان رد ابنها دائمًا: «ده شهيد يا ماما، إحنا واخدين سيناء في حضننا، عشان لو معملناش كدة وموتنا فيها، هتلاقيهم تحت بيتك»، مشيرة إلى أن تلك الكلمات جعلتها تشعر أن ابنها بداخله إصرار رهيب، وكان والده يخاف عليه ودائمًا كان يرضينا، إلا في هذا الأمر؛ لأنه رأى طريق آخر، هو طريق الشهادة.

«رفض نزول الإجازة واستشهد وهو صائم»

وروت والدة الشهيد تفاصيل استشهاده، قائلة إنه كان مختلفًا قبل استشهاده، فعندما يكون في إجازة يسعى للعودة سريعًا إلى سيناء، ويوم استشهاده لم يكن مُكلف بل كان يوم إجازته وحصل على التصريح لنزول الإسكندرية، مشيرة إلى أنهم علموا في هذا اليوم أن هجمة إرهابية ستتم على عدة كمائن بالشيخ زويد، وأن الجماعات الإرهابية تخطط لإعلان ولاية سيناء، ورفع أعلامهم عليها.

وتابعت أنه عندما علم بذلك لم يترك سيناء وقرر عدم النزول وكان ذلك يوم 14 رمضان، وكان على رأس الدبابة لأنه بسلاح المدرعات، وبدأ يأخذ الطريق لحماية الكمين وباقي كمائن الشيخ زويد ويمنع الخطر ويصد عن مصر إرهاب محقق، ودافع بكل جسارة وأصيب في صدره، مشيرة إلى أن قائد الدعم قال له: «إخلى يا محمد انت بتنزف» فردّ عليه: «هكمل يا فندم، أنا فرحان.. إحنا بنموتهم» وقاتل لآخر نفس حتى نفاذ ذخيرته وأكرمه الله بالشهادة.

«الرئيس كرمني وحصلت على لقب الأم المثالية»

وأشارت إلى أن القوات المسلحة والدولة، تحرص على التواصل الدائم مع أسر الشهداء وتكريمهم، كما أن الرئيس السيسي يحرص دائمًا في كل  مناسبة أو احتفالية أن يذكر الشهداء، ويؤكد أن ما وصلنا له من أمن واستقرار بفضل تضحيات الأبطال وذلك عرفانًا بما قدموه الشهداء للوطن.

وذكرت أنها تُكرم سنويًا، وذُكر قصة استشهاد نجلها الشهيد الصائم في الندوة التثقيفية بيوم الشهيد، فضلًا عن تكريمها من الرئيس السيسي، بحصولها على وسام الكمال من الدرجة الثانية، وشهادة بإمضائه بخط يديه، وكان هذا التكريم مفاجأة لها.

وذكرت أنها حصلت العام الماضي على لقب الأم المثالية، مشيرةً إلى أنها ربت 3 أبناء أكبرهم محمد الذي قدمته للوطن، وبعده بثلاث سنوات توفيت شقيقته بعد رؤية شقيقها في المنام، وأقسمت أنها ستلحق بأخيها وتوفيت، وبعدها بعامين توفي والدهم، مشيرة إلى أنها صابرة وراضية بما أراده الله.

وأكدت أنه يجب أن نقف مع بلدنا ووطننا، والدولة تعمل على حماية المواطن وتوفير احتياجاته، ويجب أن نتحلى بالصبر في ظروف خارجة عن إرادة الجميع بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، فنحن مررنا بأقوى من ذلك، ونحن أحسن حال عن العهود السابقة، مشيرة إلى أن أمهات وأسر الشهداء هم أكثر ما يشعرون بأن كل شيء يهون أمام الأمان لأن أبنائهم دفعوا أرواحهم لتحقيقه.