ممر الهرم الأكبر وثورة في علوم الاكتشافات.. كيف يمكن للتكنولوجيا فك رموز الحضارة الفرعونية؟
اكدت شبكة دويتشه فيله الألمانية، أن ممر الهرم الأكبر الذي تم اكتشافه داخل هرم خوفو عمره 4500 عام الاسبوع الماضي، لايزال يثير الدهشة والذهول في جميع أنحاء العالم، لما يحمله من عظمة للحضارة الفرعونية والكشف عن أسرارها وغموضها التي تهب ابداع القدماء المصريين، كما تعد الاهرامات في الجيزة من أقدم عجائب الدنيا السبع في العالم، والوحيدة التي بقيت سليمة وصمدت أمام اختبار الزمن لآلاف السنين، حيث تعتبر جزء من تراث ثقافي عالمي.
وسلطت الشبكة الألمانية الضوء على كيف عثر علماء الآثار والباحثين عن الغرفة السرية في الهرم الأكبر بالجيزة، فضلا عن استمرار المزيد من الأسرار الخفية، ويقع هرم خوفو خارج القاهرة مباشرة وسمي على اسم فرعون الأسرة الرابعة الذي بناه في أوائل القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، وهو أحد المباني الثلاثة التي تشكل مجمع أهرامات الجيزة.
مشروع سكان بيرميدز
وبحسب الشبكة الألمانية، فقد يُنسب الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا إلى العلماء من مشروع "سكان بيرميدز" الذي بدأ في عام 2015، ويستخدم المشروع الدولي في أمور أخرى مثل التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء والموجات فوق الصوتية والمحاكاة ثلاثية الأبعاد لدراسة الهياكل، وقادهم ذلك إلى العثور على الغرفة المغلقة فوق المدخل الرئيسي للهرم.
كما يسعى أكثر من 80 باحثًا من فريق المشروع بقيادة عالم الآثار المصري زاهي حواس، لكشف المزيد من ألغاز واسرار الهرم، وقبل الاكتشاف كانت ثلاث غرف رئيسية داخل الهرم معروفة بالفعل ويمكن زيارتها وهما" الغرفة الجوفية وغرفة الملكة وغرفة الملك التي تحتوي على تابوت الملك الفارغ، ومع ذلك، كان يشتبه منذ عام 2017 في احتمال وجود تجويفين كبيرين آخرين في الداخل.
أساس الاكتشاف الجديد
ووفقاً للشبكة، كان أساس الاكتشاف الجديد للغرفة المخفية هو القياسات باستخدام التصوير المقطعي بالميون، وهي تقنية تصوير ثلاثي الأبعاد لأجسام كبيرة الحجم باستخدام الأشعة الكونية.
وقال كريستيان جروس من جامعة ميونخ التقنية والعضو البارز في مشروع سكان بيرميدز، إن الأهرامات هي جزء من التراث الثقافي العالمي، ولهذا السبب كان علينا توخي الحذر بشكل خاص أثناء البحث حتى لا يحدث أي ضرر".
وأشار إلى أن أجهزة قياس الرادار والموجات فوق الصوتية لا يمكن استخدامها فقط بطريقة غير مدمرة وخلال البحث في الهرم الأكبر، اتضح أن أحد التجاويف المفترضة كان قريبًا جدًا من السطح، على بعد 40 سم فقط (16 بوصة).
وباستخدام منظار داخلي صغير يبلغ قطره 6 ملليمترات (0.2 بوصة)، تم إنتاجه في اليابان، تمكن الباحثون من الوصول إلى ممر صغير، مما أدى بهم إلى اكتشاف ممر كبير لا يمكن الوصول إليه من خارج الهيكل، ويبلغ طوله تسعة أمتار وعرضه مترين (29.5 × 6.5 قدمًا).
وأضاف جروس: "تُحدث “سكان بيرميدز” ثورة في البحث الأثري، وإنهم يضعون الأسس لإيجاد إجابات موثوقة للأسرار الحضارة المصرية القديمة والاثار الفرعونية، "كما ان فريق المشروع يواصل البحث في الهرمين الآخرين على هضبة الجيزة، حيث انه سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما ستظهره الاستكشافات الإضافية للأعمال الداخلية للأهرامات.