«الحياة والآخرة».. معرض ضخم للفن المصري القديم في أتلانتا
أكدت صحيفة ذا أتلانتا جورنال، أن فن مصر القديمة أثبت جدارته في التعبير عما يحيط به من مظاهر الحياة وموضوعاته الكثيرة التي عاش فيها وتأثر بها وأثر فيها ويبدو ذلك واضحا مما سجله هذه الموضوعات واللوحات على الصخور وعلى سطوح الأواني واللوحات التذكارية، لافتة الى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل فن مصر القديمة موطن للمظاهر الجملية والمناظر الخلابة، بدءًا من حب الناس للهيروغليفية والمومياوات إلى الانشغالات العلمية والعملية في مصر القديمة.
وسلطت الصحيفة، الضوء على معرض ضخم للفن المصري القديم الذي يتم افتتاحه في متحف مايكل سي كارلوس الذي يقع في أتلانتا، ويحتوي على مجموعة سنوسرت التي تتضمن العديد من المجموعات الفنية القديمة التي تشير الى براعة الحياة والآخرة والعالم السفلي عند القدماء المصريين والذي يجذب العديد من الجماهير ويجيدونه معرضاً مبهجا ومختلفا، حيث يعد معرض "الحياة والآخرة" طريقة رائعة لإنعاش البصريات والخيال فيما يتعلق بهذا الجانب الرائع من العصور القديمة، كما يحتوي متحف مايكل سي كارلوس على أكبر المجموعات الفنية القديمة في الجنوب الشرقي، بما في ذلك قطع من مصر القديمة واليونان وروما والشرق الأدنى وأفريقيا والأمريكتين القديمة.
وأضافت الصحيفة، أن القطع الأثرية الفنية في المعرض والتي يقدر عددها حوالي 165 قطعة، مأخوذة من مجموعة تزيد عن 1500 قطعة فنية من العالم القديم قام بتجميعها الصناعي الراحل جورج ريكارد، وتم التبرع بها للمتحف من قبل مؤسسة جورج ريكارد في 2018، منذ ذلك الحين، خضعت المجموعة لتحليل مكثف على كل المستويات من قبل متخصصين في المتاحف.
أول عرض موضوعي ومبهج
ووفقا للصحيفة، فقد يعتبر هذا هو أول عرض موضوعي يعتمد على مجموعة تتضمن أعمالًا من أجزاء أخرى من العالم القديم، ممثلة جزئيًا هنا بإناء يوناني رائع وصورة جنائزية صغيرة من تدمر القديمة، كما أن العرض يدور حول مصر القديمة، مع تركيز قوي على الحياة اليومية في قرية واحدة من العمال المهرة، حتب سنوسرت.
كما أن العرض مليء بالمذهلات البصرية التي تمثل حالة مومياء Taosiris وخزانة Dibastet الكانوبية ومجموعة رائعة من الألوان والصور الأنيقة التي أدت إلى ولادة ما يسمى بـ Egyptomania لمصممي القرن العشرين، وتُظهر الشخصيات النذرية الصغيرة للآلهة التي تبرع بها الأفراد للمعابد مجموعة مذهلة من الأساليب الدقيقة التي لن تتوقعها بالضرورة في مثل هذه التعبيرات اليومية المتواضعة عن التعبد الديني، كما أن هناك عدد مذهل من القطع المرتبطة بمكونات التاريخ المصري القديم، حيث يجد معظم زوار المتاحف أروع ما في الأمر.
وسلطت الصحيفة، الضوء على أن هناك جزء كبير من التابوت الجرانيتي المخصص لدفن زوجة إخناتون نفرتيتي الشهيرة لدى الجماهير المعاصرة، كما يعد الحجر الغني بالنقوش ذا أهمية تاريخية لدرجة أنه سيتم تقديمه إلى وزارة الآثار المصرية بعد انتهاء المعرض، تقديراً للعلاقات الجيدة الطويلة بين كارلوس والمؤسسة المصرية.
الحياة والآخرة في المعرض
ويتميز الانتقال إلى المعرض المخصص للحياة الآخرة بمدخل قصير، تم تعديله بواسطة مدير تصميم المعرض جوزيف جارجاسز بناءً على اقتراحات ميليندا هارتويج، حيث أنه مضاء بنسخة من نمط النجوم المرسومة على سقوف المقابر المصرية ومحاطة بصور فوتوغرافية للعين التي ترى كل شيء، مما يجعل من الناحية الجمالية عرضًا قويًا .
ويثقف العرض الجماهير في سمات الحياة اليومية لعمال الحجارة والكتبة في مصر القديمة وعائلاتهم الذين لولا أعمالهم الإبداعية لما كانت الأعمال في هذا المعرض موجودة أبدًا، بالاضافة الى اندهاش أمثلة على لوحة الطحن والمدقة التي أنتج بها الكتبة الأحبار التي استخدموها لكتابة الحروف الهيروغليفية، واللوحة التي تحمل أصباغ الأرض وأقلام القصب.