«انت عاوز تخرب بيتي».. التفاصيل الكاملة لتصوير «عنتر شايل سيفه»
في كتابه الذي صدر في ثلاثة أجزاء عن دار الهالة للنشر والتوزيع تحت عنوان ” حكايات مصور سينما.. الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام ” يحكي مدير التصوير الشهير سعيد شيمي عن تفاصيل تصوير فيلم "عنتر شايل سيفه" وتفاصيل مقابلته مع سعد شنب.
يقول سعيد شيمي:" طلبني المنتج سعد شنب لتصوير فيلم جديد مع النجم عادل إمام ومن إخراج أحمد السبعاوي، بين ربوع ريف مصر ومدينة روما في إيطاليا، باسم (عنتر شايل سيفه).
لم أعمل مع الأستاذ سعد شنب من قبل، وقبل الذهاب إليه في منزله -وهو يدير عمله وإنتاجه من هناك- نصحني بعض الزملاء بالاحتراس منه؛ فهو ينصب ولا يدفع الأقساط الأخيرة من العقود، و(شوية) كلام (سم) على الرجل، لدرجة أني فكرت في الاعتذار، لكن قررت أن أذهب وأغامر، وإن لم يعجبني الوضع سأعتذر حينها.
استقبلني الرجل بترحاب كبير في صالون منزله، وعاملني بمودة شديدة كابن له، وحكى لي عن مصاعب التصوير خارج مصر، وأنه سمع عني كل الخير في تعاملي في الخارج، وسألني عن أجري وطلباتي والمعدات والعمال، وكل ما هو خاصٌّ بالعلاقة بين المنتج الفاهم ومدير التصوير.
وبعد كلامه الطيب قلت له بصراحة إن زملاء سينمائيين نبهوني بأنك لا تدفع القسط الأخير في العقد، وكنا في هذا الوقت ما زلنا نعمل بالعقد الشامل، وليس بالأسبوع كما هو متَّبعٌ الآن، فشتَم الأستاذ سعد شنب من قال ذلك عنه بأقبح الشتائم التي يعاقب عليها القانون، فلسانه فالت!
ثم خرج من الصالون وعاد يحمل حقيبةً صغيرة ماركة (سمسونايت) (وقتها كانت آخر شياكة) وأخرج منها بعض الفلوس، كانت كل أجري في الفيلم كاملًا وأعطاها لي، رفضت في البداية، لكنه أدركني بقوله: «خد فلوسك واديني شغلك الحلو زي ما قالوا لي».
كان هذا اللقاء الأول مع سعد شنب أساسًا لقوة العلاقة التي بدأت معنا فنيًّا. سافرنا وأخذت معي نجلي شريف -على حسابي- حيث والدته تُوفِّيَت في مارس ونحن كنا في أغسطس، لكني وجدت الأستاذ سعد يرفض تمامًا أن أدفع سفر ومصاريف ابني ويصر على أن يدفع هو ذلك.
في روما كان التصوير ممتعًا ومرهقًا، وهي ثاني مرة أزورها ولكن في عمل، كانت المرة الأولى كسياحة، طلبت من سعد شنب أن يرسل إلى المعمل السينمائي في روما علبةً واحدة للتحميض حتى أطمئن على الصورة والكاميرا، فأخاف من شحن المعدات فربما يتسبب ذلك في عطل أو كسر شيء يؤثر على الصورة، فأجابني بأنه سيقوم بذلك في الغد، ويأتي الغد فيتحجج بأنه انشغل في تحضير شيء ما وسيقوم بذلك في الغد الآخر، وهكذا يوميًّا، ولا أسمع إلا في الغد حتى انتهى التصوير وركبنا الطائرة عائدين إلى البلاد، فسألته: «لماذا لم تحمّض علبة خام لأستريح وأطمئن؟» فقال لي: «إنت مش فاهم! لو شغّلت وحمّضت علبة يعني بصوّر، وكان لازم أبلغ نقابة السينما في إيطاليا، وستعلم بوجودنا، وستطلب نقودًا، وتبلغ البوليس ليسهل لنا أماكن التصوير وأدفع له فلوس، وسيفرضون عليّ مساعدين معنا؛ وبالذات في الإنتاج و(ياخدوا) فلوس، إنت يا سعيد عاوز تخرب بيتي؟»
يختتم سعيد شيمي:" جلست مندهشًا وقلت له: «لماذا لم تقل لي؟» فقال: «لأني عارفك، هتقول مش مهم، عاوز أطمئن».