إخوة وأشقاء.. كيف دعمت المساعدات المصرية سوريا فى مواجهة كارثة الزلزال؟
أكد خبراء ومحللون سوريون على أهمية المساعدات المصرية المقدمة إلى ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في السادس من فبراير الجاري، تاركًا خلفه حصيلة بالآلاف من القتلى والمنكوبين.
ودعمت مصر سوريا في كارثة الزلزال المدمر التي تعرضت لها، حيث أرسلت وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا.
وكان آخر المساعدات المصرية وصول سفينة محملة بالمساعدات لسوريا، صباح الإثنين إلى ميناء اللاذقية محملة بنحو 500 طن من المساعدات الإغاثية لدعم جهود مواجهة تداعيات الزلزال وتقديم الإغاثة للمتضررين.
ودعمت مصر سوريا في كارثة الزلزال المدمر التي تعرضت لها، حيث أرسلت وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا.
في هذا السياق ثمّن الخبراء السوريون الموقف المصري، لدعم ضحايا الزلزال، لافتين إلى أن هذه المساعدات مفيدة على عدة أصعدة، ولها شق سياسي وإنساني، لدعم القضية السورية.
وقال المحلل السياسي والكاتب الصحفي السوري يعرب خير بك، إن المساعدات المصرية كانت متميزة فعلًا بحجمها، ونوعها، بالإضافة لسرعتها، مما يكشف عن تحري النظام المصري دقته فيما تحتاج إليه سوريا في الوقت الحالي.
وأضاف الصحفي السوري في تصريحات لـ"الدستور": "كما أن أهميتها تنطلق من عدة مستويات، المستوى الأول هو المستوى المادي في دعم العمل على الأرض، ودعم عمليات مساعدة المنكوبين، من خلال تقديم المواد الضرورية لهم، إضافة إلى تسهيل العمل الإغاثي"، لافتًا إلى أنها مهمة أيضًا في مواجهة الصعوبات الكبيرة من نقص المواد سواء الأدوية أو احتياجات السكن المؤقت.
تابع: "على المستوى الثاني فإن هذه المساعدات كانت حافزًا لوصول مساعدات من دول أخرى، تحديًا لقانون القيصر وتأكيدًا على عمق الانتماء العربي، مما أدى إلى تسريع عمليات الإغاثة في سوريا"، مؤكدًا على أن الدور المصري في دعم سوريا تاريخي.
أردف: "مصر لم تتأخر يومًا في أن تكون نقطة انطلاق المساعدات والدعم للجميع في الكوارث والأزمات الضخمة التي تمر بها شعوب المنطقة".
في السياق نفسه قال سلمان شبيب، رئيس حزب سوريا أولًا، إن السوريين كانوا يراهنون على موقف الأشقاء العرب ولا سيما الشقيقة الكبرى مصر، لدعمه في نكبتهم منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال المدمر.
أضاف السياسي السوري لـ"الدستور": "فنحن نعرف أصالة ونبل شعب مصر العظيم، ونثق أن سوريا وشعبها لن يتركوا وحيدين في هذه المحنة الجديدة التي ألمت بهم".
تابع: "ولم تخيب مصر العظيمة املنا ورهاننا عليها هي وبقية الأشقاء وبادر الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الاتصال برئيس سوريا وأكد له تضامن مصر ووقوفها بكل إمكانياتها مع سوريا، وبدأت فورًا شحنات المساعدة المصرية تصل إلى مطار دمشق بواسطة أسطول الطيران العسكري المصري، وصباح الإثنين وصلت سفينة مصرية محملة بكمية 500 طن من المساعدات المتنوعة إلى مرفأ اللاذقية، وهي من أكبر دفعات المساعدات التي وصلت".
فيما أكد شبيب، أن موقف الرئيس السيسي وتصريحاته في دولة الإمارات خلال قمة الحكومات العالمية، كان لافتًا ومعبرًا للغاية، مشيرًا إلى طلب الرئيس السيسي من نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، زيادة الدعم إلى سوريا.
أضاف: "وهذا موقف أخوي نادر يعبر عن عمق الروابط بين سوريا ومصر وعمق ونبل المشاعر التي يحملها هو وشعب مصر العظيم لسوريا وشعبها"، مشيرًا أيضًا إلى الاستجابة السريعة من جهة دولة الإمارات إلى طلب الرئيس السيسي.
واعتبر رئيس حزب سوريا أولًا، أن هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي تركت صدى بالغ الإيجابية لدى الشعب السوري، قائلًا: "كان هناك شعور عام بالامتنان لمختلف أشكال التضامن والدعم التي قدمتها مصر خلال هذه الكارثة".
كما أبدى رغبته في زيادة فعالية التضامن العربي، لكي تشكل المبادرات العربية المختلفة الإغاثية والسياسية التي أعقبت كارثة الزلزال، بداية لتفعيل خطوات عودة سوريا إلى دورها ومكانتها العربية، وأن تكلل هذه المبادرات بنجاح جهود الأشقاء وخاصة القيادة المصرية بكسر الحصار المفروض على سوريا وشعبها.
تابع: "اليوم هناك زيارة مهمة للرئيس الأسد إلى سلطنة عمان يفترض أن تليها زيارات أخرى إلى الإمارات العربية وغيرها من الدول العربية نأمل أن تكون مصر من بينها".
على صعيد متصل، أكد الدكتور عوني الحمصي الإعلامي والكاتب السوري، أن المساعدات الإغاثية المقدمة من الدول وخاصة من الأشقاء العرب، لها أهمية خاصة في الوقت الحالي.
تابع الحمصي: "هذه المساعدات هامة للغاية سواء من ناحية تقديم الدعم الإنساني للمنكوبين والمتضررين من الزلزال في سوريا، ومن ناحية أخرى كسر الحصار والإرهاب الاقتصادي المفروض من الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب السوري".
وثمّن المحلل السوري الدور المصري الذي يهدف إلى دعم سوريا فيما تعرضت له من زلزال مدمر، وقع في وقت تعاني فيه البلاد من ويلات الحرب على مدار 12 عامًا.