رسالة تُلامس القلب.. «مها القاضي» فنانة تشكيلية بأنامل عالمية (صور)
تُداعب أياديها تلك اللوحات البيضاء، لتنسج من بينها فنًا، يبدو نابضًا بالحياة.. وتبقى رسوماتها «رسالة تُلامس القلب» كما تصفها صاحبة اللوحات مها القاضي، المصرية التي تسلك دربًا عالمية في إبداعاتها.
منذ الصِغر؛ وجدت مها، ابنة سوهاج، راحتها في الرسم، لتُطلق لنفسها العنان في إبداعات تفوق عدد سنوات عمرها، لتنتقل إلى فن البورتريه بعد أن أنهت دارستها الثانوية، فكانت رسوماتها تثير إعجاب من يُشاهدونها، فتجد طلبات جديدة لرسوم أخرى.
تقول مها لـ «الدستور»، إنها تعشق جميع أنواع الفنون، لكن يلمس قلبها ذلك الفن الذي يحوي رسالة فيخاطب البصر والبصيرة، لذلك تحب فن البورتريه لأن العنصر البشري هو الأكثر تأثيرًا، مؤكدة أن الفن يُمثل لها التصالح مع الحياة، ويعني لغة تخاطب الروح والإحساس، لتُعبر بها عما يفوق وصفه بالكلمات.. «هو نافذة أنظر من خلالها على عالم آخر بداخلي، محاولة الهروب من الواقع، لأنه مهما كان جميلًا؛ أراه بداخلي أجمل».
وتابعت:«أشعر بالسلام الداخلي ، كأني لا أخاف من شيء، فالرسم مهربي أُشاركه خوفي فأمن، كأني أجلس مع صديق نتبادل المشاعر سويًا، استند عليه وأكون معه على طبيعتي، وأثق به كثيرًا، فهو الوحيد الذي لم يُحزنني يومًا.. أشعر أنني حرة».. تتحدث مها عن محبوبها الرسم، مضيفة: الرسم يُشعرني بالطيران، بالرقص، بالنسيان.. الرسم يُعلمني الحب، الصبر، القوة، الأمل، وكل الأشياء الجميلة والإيجابية.. الفن يُشعرني أني ممتلئة، وينمو الجمال بداخلي دون توقف.. للأبد سيكون الرسم عشيقي، حزينة يُسعدني، باكية يواسيني.. فاقدة يعوضني.. وحيدة يرافقني
وعن أكثر الداعمين لها؛ ردت الفنانة التشكيلة قائلة إن « نحتاج الدعم، وخاصة من أقرب الناس لنا، لأن هذا الدعم يجعلنا أقوى ويُخفف عنا الخوف من الغد، ويسهل الطريق» مضيفة أن الداعم الأساسي بالنسبة لها هو إيمانها بنفسها وبما تفعله، وإصرارها وصبرها وثقتها في نفسها، فهم القادرون على أن يجعلوا أي شخص يُكمل الطريق، ويتغلب على أي ضوضاء لمحبطين.
ككل الطرق التي لا تخلوا منها العقبات؛ كان طريق «مها» لكنها تكمل المسير نحو حلمها: كانت العقبة الأولي هي الدراسة، فأنا لم تتح ليّ الفرصة للدراسة، فقدمت على فنون جميلة، ولكن مجموعي كان أقل بـ ٣ درجات عن القبول، وبالطبع كان من المهم أن أُثقل موهبتي بالدراسة، وأُركز على دراستي في الفن، ولا تُعطلني دراستي في كلية التجارة، فأصبحت عقبة، فكنت أرسم وكأني أحاول حل مسألة ليس معي قانونها، وأحاول حلها بإحساسي وذكائي الفطري المتواضع في الرسم، لكنني تخطيت هذا بأن أقول لنفسي إن الجامعة هي التي خسرتني، وأني سأُكمل وأُثبت نفسي.
وأضافت: أجمل لحظاتي مع الفن، حينما أنتهي من لوحة وأكون راضية عنها، وحينما أجد من يؤمنون بفني وبيّ كفنانة، وحينما أشاهد لوحات تلمسني، أو عند حصولي على مركز في الرسم سواء في المدرسة أو الكلية، وعند حصولي على جائزة درع الإبداع والتميز الفني، وكانت لوحتي من أفضل 10 لوحات في معرض إبداعك حياة 2 بدار الأوبرا المصرية، برئاسة الفنانة ابتسام محمد، رئيس الملتقى.
تحلم «مها» أن تساهم في تخريج أجيال من الصغار يتعلموا منها الفن بإحساس، ويعرفوا أن ليس كل من يرسم هو فنان ومُبدع، وأن تكون عضوًا بنقابة الفنانين التشكيليين، وأن تكون فنانة عالمية مؤثرة، وأن تكون قادرة على تغيير الواقع بأن تجعل الدراسة في الجامعات الفنية بالموهبة بأقل مجموع، لأننا نرتقي بالفن وليس بالعلم فقط ـ حسبما تقول ـ وأن تؤسس أكاديمية لتعليم الفن والإبداع في الرسم.. «الفن رسالة، فليس على الفن أن يكون جميلًا، ولكن عليه أن يُشعرك بشئ ما».