«هنا يحفظ التاريخ».. متحف مقتنيات جامعة الإسكندرية يحتضن كنوز التراث

حالة جمالية تنتابك عندما تخطوا بقدميك داخل متحف مقتنيات جامعة الإسكندرية، لتجد نفسك بقلب التاريخ والتراث الذي يحتضنه بداخل جنباته المتحف المنفرد من نوعه في مدينة الثقافة والعراقة الإسكندرية.

المتحف الذي انشأته جامعة الإسكندرية ليضم مجموعة نادرة من المخطوطات والكتب التراثية تم تصميمه قاعته بطريقة مميزة يتيح للزائر التعرف على جميع المقتنيات عن قرب وقراءة نبذة عنه، فضلًا عن فريق عمل متضافر اخرج المتحف في أبهي صورة.

«الدستور» أجرت جولة داخل متحف مقتنيات جامعة الإسكندرية بالإدارة العامة لشئون المكتبات الجامعية للتعرف عن ما يضمه المتحف من وثائق ومخطوطات نادرة.

1312 مخطوطة و1916 مطبوعة وكتب تراثية

قالت الدكتورة أمل كرم، المشرف العام على الإدارة العامة لشئون المكتبات الجامعية، إن المتحف يضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من المقتنيات الاثرية والتاريخية والمخطوطات والكتب والصور التراثية، حيث يحتوى على عدد كبير من المخطوطات وعددها 1312 مخطوطة ومجموعة كبيرة متنوعة من الكتب التراثية وأوائل المطبوعات وعددها 1916 كتاب منقسمة على ثلاث قاعات.

وأوضحت أن متحف مقتنيات جامعة الإسكندرية، افتتح في عهد الدكتور عصام الكردي رئيس جامعة الإسكندرية السابق، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حينها، ونواب رئيس الجامعة، وذلك بمبنى الإدارة العامة لشئون المكتبات.

وأكدت «كرم» أن المتحف يضم كنوز تراثية وتاريخية في جميع المجالات، والكثير من المخطوطات العربية والتركية والفارسية والقبطية واليهودية، والمصاحف المذهبة، والكتب والمطبوعات بمجالات تاريخية وجغرافية وخرائط، ومجموعة من الرق والبردي.

شهادة تخرج زويل وخرائط وأطالس نادرة

وأشارت إلى أن من أهم ما يقتنيه المتحف كتاب وصف مصر، مجموعة كبيرة من الألبومات منها ألبوم صور زفاف الأميرة فايزة أبنة الملك فؤاد الأول، وأقدم رسالة ماجستير ودكتوراه، وشهادة تخرج الدكتور احمد زويل وخطاب بخط يده وخريطة خاصة بمقر إنشاء جامعة الإسكندرية، ومجموعة خرائط وأطالس خاصة بالإسكندرية ومصر والعالم.

وصف المتحف

ينقسم المتحف إلى 3 قاعات الأولى تضم «مخطوطات وخرائط وشخصيات»، والثانية «مخطوطات الديانات واللغات» والثالثة «الكتب التراثية وأوائل المطبوعات».

قاعة1.. «المقتنيات النادرة بالجامعة»

أشارت غادة البسيوني، قائم بتسير أعمال إدارة المكتبة المركزية، إلى إن القاعة الأولى بالمتحف تحتوي على ركن خاص بجامعة الإسكندرية، تحتوي على شهادة تخرج الدكتور احمد زويل وخطاب بخط يده، وعدد من مجلة الوفائع المصرية به مرسوم تحويل مسمى الجامعة من جامعة الملك فاروق الاول إلى جامعة الإسكندرية عام 1952.

كما تتضمن أقدم مجلة بجامعة الإسكندرية بكلية الآداب 1943م، وأقدم رسالة ماجستير ودكتوراه بالجامعة، وأول سجل لمحاضر لجنة المكتبات الجامعية المنعقدة بمقر إدارة الجامعة بستانلي باي 1944-1950م.

وأضافت أنه من بين المقتنيات خريطة خاصة بمقر إنشاء جامعة الإسكندرية بمنطقة الحضرة البحرية عام 1912م، ومجموعة خرائط وأطالس خاصة بالإسكندرية ومصر والعالم، ووحدات عرض خاص بالمطبوعات الأجنبية الضخمة عن مصر بالفرنسية مهداه للملك فؤاد ولا توجد منه إلا نسخ محدودة، ومجلدات ضخمة عن آثار مصر والنوبة بالألمانية.

وتشمل القاعة الأولى 6 وحدات رأسية خاصة بالمخطوطات بالموضوعات التالية: «الأدب والشعر أقدم مخطوط يرجع للقرن السادس - الطب - تراجم وقواميس - الفلسفة والمنطق - جغرافيا وتاريخ - مجموعات مختلفة».

كما تتضمن جزء خاص بمصر من أهم معروضاته كتاب «وصف مصر» الطبعة الأولى الأصلية 1809م، وجزء خاص بمدينة الإسكندرية يشمل ألبومات من عام 1881م وموسوعة عن الإسكندرية ومصر بخط اليد وبعض اللوحات الفنية والصور الخاصة بالإسكندرية،
وجزء خاص بالإمبراطورية العثمانية ويشمل المجلدات الضخمة التي تصور مشاهد من الحياة في العصر العثماني ومجموعة الفرمانات العثمانية وألبومات ومخطوطات عثمانية مزخرفة، ومجموعة من اللوحات المدونة على الرق مختلفة الموضوعات واللغات.

أما ركن الشخصيات بالقاعة الأولى  

يحتوي على مقتنيات من مجموعة الشخصيات المهمة بالمكتبة منها: «مجموعة الأسرة العلوية والملك فاروق والأميرة فايزة ومنها ألبوم صور زفافها - مجموعة محمود خاطر- مجموعة جعفر والي باشا- مجموعة عزيز سوريال- مجموعة ماكس ماير هوف- مجموعة دري باشا- مجموعة منير والي».

قاعة 2.. «مخطوطات الديانات واللغات»

القاعة الثانية تضم مخطوطات خاصة بالديانات واللغات وتشمل: مجموعة المصاحف المخطوطة النادرة التي تقتنيها المكتبة واقدمها مصحف يرجع للقرن 9ه‍، مخطوطات في مجالات الدين الإسلامي (تفسير، فقه، أحاديث، سيرة نبوية)، مخطوطات قبطية تشتمل على موضوعات في اللاهوت والعقائد المسيحية، مخطوطات باللغة الفارسية وتتضمن مخطوط مصور «ليلى والمجنون»، والجزء التركي ويشمل مخطوطات ودواوين بالتركية.

قاعة 3..«الكتب التراثية وأوائل المطبوعات»

تحتوي القاعة على 1916 كتاب تراث كنها كتب عن الحروب الصليبية، وكتب عديدة نادرة عن مصر بالألمانية والفرنسية والإيطالية، وأوائل المطبوعات الأجنبية ويعود أقدمها للقرن الـ16م.

وقالت مروة إبراهيم مشرف كتب التراث بالمتحف، إن القاعة الثالثة تحتوى على مجموعة متنوعة من الكتب التراثية وأوائل المطبوعات وتتضمن ركن خاص يتضمن مجموعة كتب مصورة مطبوعة على الحجر عن مصر ترجع لعام 1823م، ومجموعة قواميس من عام 1682-  1935م، وكتب متنوعة عن (الجغرافيا، وتاريخ مصر واليونان)، وكتب عن الحروب الصليبية 1843- 1906م، وكتب في الفنون المصرية القديمة وأطالس وخرائط قديمة، وحدة عرض لأوائل المطبوعات الاجنبية ويعود أقدمها لعام 1581م.

وأضافت لـ«الدستور» أن القاعة تتضمن وحدة عرض لأوائل المطبوعات العربية تعود إلى سنة 1829- 1861م، ومجموعة كبيرة من الكتب العربية المطبوعة بالخارج، من عام 1269م، وكتب عن أوروبا في العصور الوسطى، ووحدة عرض المطبوعات العربية التي طبعت على الحجر بالهند وإيران وترجع لعام 1798م، ووحدة عرض طرق الكتابة على البردي ومعها بعض البرديات المخطوطة بلغات مختلفة ترجع لعام 400ه‍ـ، ووحدة عرض المكاتبات والرسائل الخطية لملوك وحكام مصر بالتركية والفرنسية تعود لعام 1784م ومن بينها رسالة محمد علي باشا وأخرى للخديوي إسماعيل.

وتشمل القاعة أيضًا وحدة عرض المطبوعات المسيحية من عام 1843م ومن بينها كتاب رحلات بولس الرسول يرجع لعام 1703م، ووحدة عرض لاكلشيهات الطباعة القديمة وزنكات الطباعة من مقتنيات المكتبة.