جيلان علام: زيارة الرئيس السيسى للهند امتداد لتاريخ العلاقات بين البلدين
أكدت جيلان علام، سفير مصر السابقة لدى الهند، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لنيودلهي شهدت توقيع اتفاقيات خاصة بين البلدين، وتعبتر أيضا امتدادا لتاريخ العلاقات بين الدولتين الممتد بشكل كبير، منذ غاندي وسعد زغلول.
وأشارت علام، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن البلدين كانا تحت الاحتلال الإنجليزي وحدثت الثورات وأصبحا مستقلين، وعقب ذلك تم إنشاء حركة عدم الانحياز وكانا من مؤسسي الحركة، لإعطاء المكانة الخاصة مع تواجد الحرب الباردة ما بين المجموعة الغربية والاتحاد السوفيتي، وتفرع من الحركة عدة جوانب واستمرارية في العلاقة بين البلدين وبدرجات مختلفة، وحاليا العالم يمر بمرحلة مختلفةً تماما على الإطار الإقليمي أو الإطار الدولي.
وأضافت علام أنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي هناك علاقات دافئة وعلاقات مستمرة بين مصر والهند، فسبق أن زار الهند من قبل في 2015 و2016، كما أن العلاقات مستمرة بين وزراء الخارجية والدفاع واللقاء في المؤتمرات الدولية والإقليمية.
عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي
وقالت علام إن الهند تعتبر عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي وتحضر جميع الفعاليات، ويكون هناك تلاق بين البلدين وهي عضو مراقب أيضا في جامعة الدول العربية، ولها علاقات متعددة خاصة مع دول الخليج نظرا لوجود العمالة الهندية في الخليج.
وتابعت أن هناك علاقة مهمة أخرى تربط الهند بالمنطقة، وهي أن الهند تطل على المحيط وتحيطها المياه والبحار الدولية، وبالتالي من المحيط الهندي لقناة السويس طريق معروف، والهند تنظر لمصر على أنها المخرج لتتلاقي مع أوروبا، وفي دول إفريقيا هناك جاليات هندية جيدة.
وكذلك العلاقات الإقليمية والدولية للهند قوية فهي عضو في عدد من المنظمات الإقليمية في إفريقيا وآسيا، ومصر بالنسبة للهند سوق جيدة وهناك استثمارات هندية في مصر، وهناك 5 شركات تستثمر حوالي 3 مليارات دولار في مصر الآن.
مصادر الطاقة والهيدروجين الأخضر
وأشارت السفيرة المصرية السابقة لدى الهند، إلى أن نيودلهي حاليا مهتمة بمصادر الطاقة لأنها دولة لا تمتلك بترولا أو غازا طبيعيا وبالتالي لديها اهتمام كبير بمصادر الطاقة ومصر تؤهل نفسها لأن تكون منطقة إقليمية لمصادر الطاقة، لا سيما الهيدروجين الأخضر وبالتالي الهند مهتمة بأن تستثمر في مصر في مجالات الطاقة.
وأضافت: "تجمع البلدين علاقات وطيدة ومتعاونة، ففي فترة أزمة كورونا توقفت العلاقات الاقتصادية بين العالم وجاءت الحرب بين روسيا وأوكرانيا والعالم شهد فترة حرجة للغاية في حركة التجارة في العالم ومع ذلك في 2022 حجم التجارة بين البلدين وصل إلى 7 ونصف المليار دولار.
وأشارت علام إلى أن موافقة الهند على تصدير القمح لمصر كان بمثابة تعاون وإخوة ولها دلالة مهمة وكانت دليل على الإنسانية بين البلدين، وفي 2022 أرسلت مصر 3 طائرات مساعدات طبية في ظل موجة كورونا بالهند، وحينما بدأت حرب أوكرانيا وتوقفت صادرات القمح لمصروافقت الهند على إرسال شحنات القمح بالرغم من وجود حظر على صادرات المواد الغذائية من الهند، لكن تم استثناء مصر من القرار لمواجهة بدايات الأزمة المترتبة على عدم وجود القمح.