رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحالف الأشقاء

خبراء لـ«الدستور»: «قمة أبوظبي» تدعم التنسيق العربي بشأن التحولات الإقليمية والدولية

الزعماء
الزعماء

أكد خبراء وسياسيون أن "قمة أبوظبي" التي عقدت في الإمارات والتي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يمكن أن تقدم الكثير للمنطقة العربية ماليًا واقتصاديًا كما تدعم التنسيق بشأن التحولات الإقليمية والدولية.

وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اللقاء اهتم بالتعاون الاقتصادي بين الدول العربية بما يعزز التكامل العربي.

 

صالح غريب: قمة أبو ظبي أول اجتماع عربي في 2023 

بداية قال المحلل القطري صالح غريب، إن أهمية قمة أبوظبي والتي جمعت قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس  عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني تكمن في أنه أول اجتماع عربي في العام الجديد 2023 مشيرًا إلى أن التنسيق العربي مطلبًا اليوم لمواجهة الأخطار التي تحدق بالمنطقة والظروف التي تعانيها اقتصاديًا وسياسيًا خصوصًا بعد عودة الحياة إلى طبيعتها بعد الجائحة التي كان لها تأثيرًا على العديد من الدول ومنها العربية.

وأوضح صالح غريب في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن القمة بحثت جوانب كثيرة سواء من الجانب الاقتصادي أو السياسي ولعل تنسيق الجهود العربية بين دول الخليج وبين مصر والأردن أمر مهم ويفترض أن هذه الاجتماعات تعقد بشكل دوري لأن الأحداث تتكرر والظروف تزداد صعوبة سواء في الأراضي الفلسطينية أو في ليبيا أو سوريا والسودان أو غيرها من الدول التي تحتاج إلى التشاور وتنسيق المواقف لمواجة تلك الأخطار والدول التي تتربص بمنطقتنا.

لا يتوفر وصف.
صالح غريب

وأضاف: "لذلك كنت سعيدًا بعقد الاجتماع وفي أبوظبي وبهذه المشاركة للقادة وهذا دليل على رغبة القادة في الخروج بمواقف موحدة حيالها ولا شك أن المشهد السوري يحتاج إلى موقف عربي موحد حياله وعدم ترك سوريا والشعب السوري وحده خصوصًا بعد موقف تركيا من سوريا".

وقال المحلل القطري إن دلالات عقد القمة في هذا التوقيت قد يأتي في سياق ما ذكره الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري الأسبق من "عمل عسكري" محتمل قد يهز منطقة الخليج مصحوبًا بعواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة.

وأضاف "لعل ما غرد به الشيخ حمد بن جاسم بأن الوضع في منطقة الخليج محفوفًا بالمخاطر ويستدعي من الجميع الانتباه الدائم تحسبًا لأي احتمالات، وقال بن جاسم إن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق يعيد الاتفاق النووي مع إيران إلى الحياة".

وأشار غريب، إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل حكومة اسرائيلية جديدة وتهديداتها المستمرة لإيران بتوجيه ضربة عسكرية سواء لمفاعل بوشهر أو لمواقع في إيران فإن إسرائيل قد تشن هذا العمل العسكري الذي سوف يهز الامن والاستقرار في منطقتنا ولاشك أن القمة ناقشت كل هذه التهديدات وكل هذه الأمور ولا شك أن مصر والأردن لدورها في الأمن القومي العربي ليس من الآن وإنما من زمن طويل لذلك تم عقد هذه القمة.

وأضاف "لا شك أن القمة يمكن أن تقدم الكثير للمنطقة العربية ماليًا واقتصاديًا"، مشيرًا إلى أن من ابرز المواضيع التي وضعت على طاولة القمة ملفات كثيرة أهمها الوضع السياسي والتهديد الإسرائيلي بشن هجوم أو توجيه ضربة لإيران والذي سيكون تأثيرها على دول مجلس التعاون والدول العربية إلى جانب ملف سوريا وعودتها للجامعة العربية، خصوصًا وأن علاقة بعض الدول العربية مثل الإمارات والإردن تميل إلى مصالحة مع سوريا.

يوسف الحداد: اللقاء بين القادة العرب استهدف التشاور والتنسيق

فيما قال المحلل السياسي الإماراتي يوسف الحداد، إن اللقاء بين القادة العرب استهدف التشاور والتنسيق فيما بينهم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وكذلك لتنسيق التعاون في كافة المجالات التي تخدم التنمية المستدامة في المنطقة، مشيرًا إلى أن قمة أبوظبي تتجلى في دور دولة الإمارات الاستباقية للعمل على توحيد الموقف العربي وكذلك دعم القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الجيوسياسية وكذلك للتأكيد على الروابط الراسخة بين الدول المشاركة في هذه القمة على التشاور والتنسيق المستمر لما يخدم شعوب المنطقة.

لا يتوفر وصف.
يوسف الحداد

وأشار الحداد إلى أن انعقاد قمة أبوظبي وتحديدًا في هذا التوقيت يعتبر إنجاز في حد ذاته مثل ما يلاحظ الجميع الأمان الإقليمي العربي ليس في أفضل حالاته بسبب تداعيات أحداث الربيع العربي وتهديد الدولة الوطنية العربية، موضحًا أن الدول العربية الصلبة مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن وبقية دول مجلس التعاون عملت بكل جهد لمنع الانهيار وبل عملوا على استعادة العمل العربي المشترك وهذا كان واضح خلال السنوات الأخيرة وسواء كانت قمة عربية ثلاثية أو رابعية أو ثنائية وخماسية وغيرها وتحديداً دول الإمارات ومصر يكونوا محورًا رئيسيًا للم الشمل العربي وكانت النتيجة ملامسة.

وأضاف: "الأزمة العالمية خاصة الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها الخطيرة على المنطقة خاصته فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة وارتفاع حدة الاستقطاب بين القوى الكبرى كل هذا يفرض نوع من التقارب والتوافق العربي عبر رؤية استراتيجية واضحة، وهذه الرؤية تركز على المصالح العربية وهذا يتطلب بشكل أو بآخر تقنية الأجواء العربية بهدف التعامل مع كافة التحديات".

الصوافي: قمة أبو ظبي جاءت في ظل تطورات سياسية وأمنية مهمة

فيما قال محمد خلفان الصوافي المحلل الإماراتي، إن القمة جاءت في ظل تطورات سياسية وأمنية حدثت في إقليمنا أو في الجوار منه وتحتاج إلى رؤية عربية تجاهها مثل تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية وأهمية توحيد الموقف هناك وكذلك علينا أن ننظر إلى الجهود المبذولة في الملف اليمني أضف إلى ذلك حالة النشوة السياسية المتعلق بآمال عودة العراق إلى الصف العربي وقبلها الملف السوري. 

لا يتوفر وصف.
محمد خلفان

وأشار الصوافي في تصريح خاص لـ"الدستور" إلى أن النقطة المهمة في هذا اللقاء أن هناك رؤى متقاربة لدى هؤلاء القادة تجاه الملفات المذكورة وكون أن تلك الملفات تحتاج إلى الاتفاق وبشكل عاجل كان هذا اللقاء السريع واللافت لدى المراقبين لمحاولة فهمه، طبعاً لا يخرج اللقاء دون الحديث عن أهمية التعاون في الملفات الأخرى مثل الشركات وغيرها من مجالات التعاون العربي والإقليمي. 

وأوضح المحلل الإماراتي أن هذه الدعوة التي جاءت من دولة الإمارات وتحديداً من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان معناه انشغال هذا القائد العربي بالهم العربي والدولي وأنه يعمل من أجل استقرار المنطقة وأمنها.

رحاب الزيادي: قمة أبو ظبي جاءت في توقيت بالغ الأهمية

من جهتها أوضحت رحاب الزيادى  الباحثة بوحدة الدراسات العربية والإقليمية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن اللقاء يأتي في توقيت بالغ الأهمية وفي سياق عدد من المتغيرات الإقليمية والدولية التي تفرض ضرورة التعاون والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها الدول العربية وعلى رأسها أزمة الأمن الغذائي خاصة فيما يتعلق باستيراد القمح، وحالة التضخم التي تشهدها بعض الدول جراء ارتفاع سعر صرف الدولار نتيجة الحرب الروسية- الأوكرانية، فضلاً عن جائحة كورونا، بالإضافة إلى بروز أهمية المنطقة في مجال الطاقة والغاز كسلاح توظفه روسيا ضد الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الحرب الدائرة، بالإضافة إلى صياغة رؤية عربية تجاه حالة الاستقطاب التي تقوم بها القوى الدولية تجاه دول المنطقة في محاولة لجذبها في صفها في سياق الحرب الدائرة.

لا يتوفر وصف.
رحاب الزيادي

وأشارت الباحثة في الشأن العربي إلى أن اللقاء ركز على عدد من القضايا التي تمس الأمن القومي العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية ويدلل على ذلك القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية التي انعقدت يوم الثلاثاء في القاهرة بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك عبد الله الثاني بهدف التشاور والتنسيق بشأن القضية الفلسطينية لكونها القضية الأم على أجندة التنسيق العربي - العربي، وبما يؤكد الرؤية العربية تجاه تطبيق مبدأ حل الدولتين الذي يعني إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهو الموقف الثابت والراسخ في المحافل الدولية والإقليمية، ومن ثم يمثل التنسيق بين الدول العربية ضرورة في هذا الصدد، للتوصل لحل لهذه القضية كونها أولوية على أجندة اللقاءات العربية المشتركة.

واضافت "بالإضافة إلى القضية الأخرى وتتمثل في الدعم العربي لمصر في ملف أمنها المائي كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي وربما تقوم دولة الإمارات بدور في هذا الصدد بعد لقاء جمع الرئيس محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة في ظل العلاقات التعاونية بين الإمارات وإثيوبيا وتوقيع شركة "مصدر الإماراتية" والحكومة الإثيوبية اتفاقية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 ميجاواط".

وأشارت إلى أن  اللقاء اهتم بالتعاون الاقتصادي بين الدول العربية بما يعزز التكامل العربي وهو ضرورة في ظل التحديات الاقتصادية التي تشهدها دول المنطقة، بالإضافة إلى  التشاور بين الدول العربية بشأن دعم أمن واستقرار العراق وعودتها إلى محيطها العربي وإبعاده عن ساحة الصراع وتصفية الحسابات بين القوى المختلفة بما يعمل على استعادة مكانة العراق ضمن النظام الإقليمي العربي بخلاف بحث التحديات التي يشهدها الإقليم وأهداف تحقيق الاستقرار في الدول العربية مثل اليمن وليبيا وسوريا بما يستدعي تهدئة التوترات التي تقوم بها القوى غير العربية في الإقليم والاتجاه إلى الحوار الإقليمي بما يعزز الأمن والاستقرار، وربما يتم الإشارة في هذا الصدد إلى أهمية الحوار الإيراني- السعودي.