هل توفيق الحكيم أحق من نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟.. مثقفون يجيبون
أثار الدكتور مصطفى الفقى موجة من الجدل بعد تصريحاته الأخيرة في أحد البرامج التليفزيونية، حين قال إن توفيق الحكيم كان أحق من نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب، حيث إن اللجنة المانحة في الأكاديمية السويدية لم تمنحه الجائزة لأنه كتب في الإسلاميات.
طارق الطاهر: على مصطفى الفقي أن يراجع آراءه
من جهته صرح الكاتب الصحفي ورئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة طارق الطاهر لـ"الدستور" مما لا شك فيه أن من قرأ كتابات نجيب محفوظ وتدارسها سيعرف يقينًا أنه يستحق جائزة نوبل بلا منازع، وهذا لأنه صاحب تجربة فريدة سواء إبداعية وحياتية، وهو ما لم يتمتع به غيره من جيله أو من الأجيال السابقة.
وتابع "الطاهر": "تمتع نجيب محفوظ برجاحة رأي والإشادة بأعمال غيره، وفي هذا السياق يجب ألا ننسى أن نجيب محفوظ قد أشاد بأعمال وسيرة ومسيرة توفيق الحكيم، ومن هنا يجب على قائل هذا الرأي على نجيب محفوظ أن يراجعه مرة أخرى".
شريف صالح: افتعال جدارة لا معنى لها
من جهته قال الكاتب الصحفي والناقد شريف صالح: "لا أعرف من أين استقى الدكتور مصطفى الفقي كلامه عن جدارة توفيق الحكيم بجائزة نوبل أكثر من محفوظ، هل اطلع على أرشيف الجائزة؟ من المهم معرفة مصدر المعلومة كي يصبح لأي تعليق قيمة، أم الأمر مجرد اجتهاد شخصي قائم على تقدير إبداع الحكيم؟".
وتابع صالح: "قطعًا من حق كل شخص أن يرى من يشاء جديرًا بجائزة نوبل، لكنه أطلق الكلام على عواهنه، بلا تمحيص كافٍ ما قد يثير البلبلة لعدة أسباب، منها افتراض أن جائزة نوبل معادية للعرب والإسلام ورغم وجود تحيزات مضمرة في منحها، لكن لا أظن هذا صحيحًا".
"يُفهم من مضمر تصريحه بأن محفوظ لا يستحق نوبل، ونالها لأنه ضد الإسلام ولا يدافع عنه، وهذا استنتاج غير صحيح، مثلما يفهم منه أن الحكيم تخصص في "الإسلاميات"، وهذا أيضًا غير دقيق، والدليل أنه اصطدم مع الشعراوي، فالحكيم لا يكتب إسلاميات وإنما أراد أن يوظف عقلانيته وموهبته الإبداعية في التواصل مع الإبداع العربي والإسلامي. وهذا فارق مهم".
"المؤكد أن كثيرين من المبدعين الذين يكتبون بالعربية كانوا يستحقونها مثل طه حسين والحكيم وعبدالرحمن منيف ونزار قباني ومحمود درويش وأدونيس وأنسي الحاج وإبراهيم الكوني، لكن قبل أن نلوم "نوبل" على التحيز ضدنا، علينا نحن أولًا أن نكرم مبدعينا كما يجب ونوفر كتبهم في المكتبات العامة ونحتفي بمنجزهم في إعلامنا، وكان من الأفضل بدلًا من تصريح مثير يفتعل مقارنة جدارة لا معنى لها، لو كان الفقي احتفى بتجربة الحكيم وقدمها للجمهور".
وفي نفس السياق جاء رد الكاتب الصحفي محمد شعير للرد عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أنا بحب توفيق الحكيم وشايفه يستحق جائزة نوبل، بس نظرية المؤامرة عند الإسلاميين اللي شايفين محفوظ خد الجائزة بسبب أولاد حارتنا هي نفسها عند السيد مصطفى الفقي اللي شايف إن الحكيم لم يحصل على الجائزة لأنه كتب في الإسلاميات، نفس المؤامرة اللي عند القوميين اللي شايفينه خد الجائزة بسبب موقفه من السلام مع إسرائيل، بس السؤال بجد إيه الإسلاميات اللي كتبها الحكيم، يعنى هو مش العقاد مثلًا ولا حتى طه حسين ومسرحياته أهل الكهف ومحمد مش مسرحيات إسلامية (بشكل مبسط يعني)".
وأضاف: "في نهاية الأمر نجيب محفوظ عظمته في كونه مثيرًا للقلق دائمًا، لن ترضى عنه السلطة ولا الإسلاميون ولا الميديوكر ولا أي حد".