«الأعلى للثقافة» يفتتح فعاليات العام الجديد بأمسية شعرية (صور)
نظمت لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، أمسية شعرية بحضور الشاعر أحمد سويلم مقرر لجنة الشعر، وأدارها الشاعر أحمد حسن شاعر عضو لجنة الشعر، وبمشاركة الشعراء أحمد الشهاوى، وريم أحمد، وسوزان كمال، وعبير العطار، وعزمى عبد الوهاب، وعلى مصطفى، وعمر شهريار، ومحمد أبو العزايم، ومحمود خير الله.
وتحدث الشاعر أحمد سويلم، مستهلًا كلمته بتوجيه الشكر للحضور، والمشاركين لتلبيتهم دعوة لجنة الشعر، مشيرًا إلى أنه من حسن الطالع أن تقام هذه الأمسية ونحن نبدأعامًا جديدًا، وأيضًا نحتفل بعيد الميلاد المجيد؛ ولأن الشعر دائمًا هو بستان اللغة ومتعة الخيال؛ فلابد أن يكون هذا العناق له مذاق خاص، واختتم كلمته الافتتاحية الموجزة متمنيًا استمتاع الحضور بما يلقيه الشعراء من أشعارهم، وأن تكون ليلة دافئة رائعة بفضل الشعر.
ثم ألقى الشاعر أحمد الشهاوى قصيدة بعنوان: "ماذا لو متُّ وحيدًا في الليل؟"، التى يقول فيها:
لمَّا أدخُلُ بيتى
لا اسمَ هناك سينتظرُ على البابِ
- لي أو لِوُجُوهِي المُتعدِّدةِ الأخرى -
ولا قِطط الماضي سوف تعُودُ لتسألَ عنى
فليس سوى ضغطٍ مُرتفعٍ يجلسُ فوق الكرسىِّ
وليس سوى قلَقٍ يتأرجحُ فى كرسيٍّ ثانٍ
وليس سوى شِعْرٍ ناشفْ .
ومنذُ الآنَ صارَ على مِثلي أن أضبطَ نفسِى
كي لا تنفجرَ الرأسُ من الأسئلةِ
وكي لا يتجلَّطَ مُخِّى
في لحظةِ سَرَيانِ الشكِّ إلى بحْرِ الرِّيبةِ
وكي لا تنصابَ دِماغُ الشَّاعرِ بالسكْتةِ
أو تنصَبَّ كُراتُ الدَّمِ على صخرةِ بحرِ النيل.
ماذا لو متُّ وحيدًا فى الليل؟
عقب ذلك ألقت الشاعرة ريم أحمد قصيدة بالعامية المصرية، مهداة لروح جدتها بمناسبة ذكرى رحيلها السنوية الأولى، وعنوانها: "روايح زينب"، وتقول فيها:
سلام على أم السلام زينب
اللى عشش جوه منها الطير
وبيسبح على كتافها الجماد والحى
واحنا عيال كنا بنشرب من كفوفها الضى
كانت ريحة التقلية من ايدها بتجرى ريق الخلق.. والمفاصل فى البيبان..
ثم ألقت الشاعرة سوزان كمال قصيدة بعنوان: "أنا العادى"، والتى تقول فيها:
أنا العادى مواطن درجة معرفش دى سالب كام
ولا ليا رتب أخوال ولا أعمام
وكل أمورى فلتت منى مش لاقى لزمامها لجام
بحقق حبة الممكن وبلغى فكرة الأحلام
وعمرى عمر تقريبى
هربت من الزحام الحاد
لقيت لولادى بالوسطة تخته فى فصل تجريبى
ورغم انى يادوب بالكاد
بوفر حق درس الواد
لكنى ما اشتكيش أبدًا ولا عمرى أكون لوام!
وألقت الشاعرة عبير العطار قصيدتها: "أيها الوعد"، التى تقول:
أيها الوعد
تأنّق
فما تكسّر
وتناثر
وتبعثر
تعيده التفاصيل في العيون
مابين حرب وحب
لا تعزني
عند الفقد
الوطن يموت
حين لا يوجعك الضمير
لا تصرخ حين الفقد
كفنُ الصمت أوجعه الحساب
لا تلمس أشيائي بعد الفقد
مساحات الحزن
لن تسترها الخيام على الحدود
لا تبع قضيتي
بعد الفقد
الخيبة غيمٌ أمطر أشلاءك
سجيلا
لا تنثر قصتي
بعد الفقد
شظايا ابتسامتك رحيل وطن
أيها الوعد
تأنّق
فما تكسر
وتناثر
وتبعثر
تعيده التفاصيل في العيون
ما بين حرب وحب!
فيما ألقى الشاعر عزمى عبد الوهاب قصيدة بعنوان: "بأكاذيب سوداء كثيرة وطفولة أقل بياضًا"، ويقول فيها:
أمتلك حذاء واحدا
وتسعة وعشرين شتاء
وصورة لماجدة الرومي
سرقتُها من صديق لا يحب قراءة الكتب
وعلقتها على حائط
في غرفة نومي
ثم تابعتُ من مقعدي
حرب "الشبح" و"الباتريوت"
لذلك.. أرجوكم لا تصدقوني
حين أرفع إبهامي
تأييدا لكلام
لك أسمعه...
فالعالم أضيق من حذاء
وأكثر برودة
من عين ديكتاتور زجاجية
وكلنا نكذب
منذ أن دحرجتنا طفولتنا
من عصا الأب
إلى الشارع الجانبي
بسلة كبيرة... ملأناها
بأكاذيب سوداء كثيرة
وطفولة أقل بياضا
اسمي الحقيقي:
"عزمي أحمد عبد الوهاب"
(ربما.. حمل هذا الاسم غيري)
فمنذ كنت فكرة شريرة
في ذهني رجل وامرأة
وأنا ألح عليهما
ألا يدخلاني في التجربة
وأدخلاني
تسعة وعشرون شتاء
والفكرة تسعى
على ساقين هزيلتين
ما بين كفيّ "ماركس" وصخرة "كامي"
فهل كنتُ سببا في إفساد العلاقة
بيني وبين السماء؟
ثم جاءت مشاركة الإذاعى الشاعر على مصطفى، الذى يقول فى إحدى قصائدة:
الاسم كان الناس كلهم على ورقى يسمى منهم
العنوان فى الطلق يمشى حافيًا من ذلة قد يبتلى القلب الجرئ بذلة لا تسرى فى القلب البرئ لا يضيع ولا يطيق به الطريق
صورة البطاقة عريانة عيناه قيسى الهوى عذرى الملامح
فى الصبح يقدر أن يموج على الأسنة
مثلما فى الليل يقدر أن يسامح..
عقب ذلك ألقى الشاعر عمر شهريار بعض من قصائده، والذى يقول فى قصيدته بعنوان: "ظل يبحث عن روحه":
أعرفك بنفسي،
اسمي: لا يهم،
يكون ما يكون.
لوني: لا يهم،
يكون ما يكون.
عمري: لا يهم،
يكون ما يكون.
أنا ظل تائه يا عم،
يبحث عن جسده القديم،
عن ضحكته التي كانت،
عن حياة وقعت من روحه،
عن سحب بيضاء
كانت تسكن في صدره،
ونهر كان ينبع من عينيه.
ثم جاءت مشاركة الشاعر محمد أبو العزايم، الذى يقول فى قصيدته بعنوان: "من أوراق الغياب":
يحدثُ أنْ يا أيها النيلُ السعيدْ
إذا مررْتُ ساعةَ الأصيلِ بالكورنيشِ في ازدحامِه بباعةِ الورودْ
وبالمصورينَ يرصُدونَ لحظةَ التقاءِ عاشقَينِ ،
أو عناقَ صاحبٍ وصاحبٍ ودودْ
أو كفَّ بنتٍ تستعيدُ شعرها الذي يُطيِّرُ الهواءُ ،
إذ تطيرُ خُصلةٌ _ لِلَحظةٍ_
وخصلةٌ تَحطُّ لَحظةً على مرافئ الخدودْ
فيما تبيعُها فتاةُ الوردِ آخرَ اثنتينِ ،
وهْيَ في سعادةٍ تصيحُ : هكذا جَبَرْنا
ثم تعبرُ الطريقَ لانتظار الباصِ وهْيَ تحسِبُ النقودْ
وإذ يمرُّ مُبطئًا تنطُّ فيهِ وهْو عُلبةٌ منَ الحديدِ ،
لا كرسيَّ فيها شاغرٌ ،
وليسَ في بالِ الفتاةِ غيرُ حُلمٍ بالقعودْ !
مشوارُنا بعيييييدْ
يقولها للبنتِ كُمسريُّ هذا الباصِ في ابتسامةٍ رقيقةٍ،
مغادرًا كرسيَّهُ
كي تجلِسَ البنتُ التي _ صغيرةً_ تعلَّمتْ معنى الصمودْ
والعائدونَ من معاركِ الرغيفِ مِثلَها
رغم امتلاءِ الباصِ آخذونَ في الصعودِ..
آخذونَ في الصعودْ
ختامًا ألقى الشاعر محمود خير الله قصيدته "أمنيات"، التى يقول فيها:
ليتنى كنت الشمس البرتقالية التى تشهقين لأجلها كلما غطست كالفراشة فى ماء البحر
ليتنى كنت القمر الذى يلحسك وأنت تشربين ماءه كل مساءٍ فى الشرفة
ليتنى فعلت مثل هذه النجوم وبقيت عالقًا بين المجرات ملايين السنوات من أجل أن أنظر إليك..