ذكرى موسى صبرى.. اعتقل بسبب «الكتاب الأسود» وهرب مع السادات
فى عام 1943 كان الملك فاروق الأول (1936- 1952) حاكما لمصر، وقتها لم تكن أيام المحروسة هادئة بل كانت تسير تحت وطأة غليان خفى سرعان ما تحول الى مواجهة بين «زينب هانم»، زوجة رئيس حزب الوفد مصطفى باشا النحاس ومكرم باشا عبيد، حيث أرادت إزاحة الأخير حتى يمكن تجهيز فؤاد باشا سراج الدين لخلافة النحاس، وهو خلاف امتدت آثاره لتطول موسى صبرى باعتقاله فى وقت لم يكن مر على تخرجه فى كلية الحقوق سوى عام واحد؛ وذلك بتهمة توزيع الكتاب الأسود الذي نشره مكرم عبيد ورصد فيه فساد الحكومة.
موسى صبري الذى تمر علينا هذه الأيام ذكرى وفاته، المهتم آئنذاك بالعمل الصحفى، والوفدى الذى أصبح أسيراً لمكرم عبيد باشا والمواظب على حضور اجتماعات الحزب والممارس للسياسة الوطنية، قرر أن يهرب من معتقل الزيتون مع محمد انور السادات الذى فصل من الجيش برتبة يوزباشى إلا انه تم القبض عليه وأودع فى سجن الأجانب لتفرة من الوقت.
فى معتقل الزيتون ألتقى موسى صبرى بالشيخ احمد حسن الباقورى المدرس بالأزهر فى هذا الوقت، وهو لقاء مثل لموسى صبرى نقطة تحول فى حياته بحسب ما جاء فى مذكراته "50 عاما فى قطار الصحافة"؛ حيث اقترب من هذا الرجل الذى تحول إلى أخ أكبر له.
حفظ موسى صبرى تقريباً نصف القرآن الكريم فى المعتقل بعد أن طلب من الأستاذ جلال الدين الحمامصى مصحفاً وبه تفسير الآيات، حيث استمر فى قراءة القرآن الكريم بالمعتقل فى فترة الصباح، ويتفهم تفسير آيات القرآن الكريم وحفظه فى المساء.
يذكر أن بدأ موسى صبري مشواره مع أخبار اليوم وعمل محررًا برلمانيًا في عام 1950، ثم اُختير نائبًا لرئيس تحرير صحيفة الأخبار ثم رئيسًا لتحرير مجلة الجيل، ثم رئيسًا لتحرير صحيفة الأخبار.
انتقل للعمل فترة بصحيفة الجمهورية ثم عاد مرة أخرى رئيسًا لتحرير الأخبار.
وفي عام 1974 عين نائبًا لدى رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ثم رئيسًا له عام 1975، وظل موسى صبري محتفظًا بمنصبه كرئيس لمجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس لتحرير صحيفة الأخبار إلى أن حان موعد خروجه على المعاش في نهاية عام 1984 ليبداً في كتابة مذكراته التي دونها في كتاب باسم 50 عاما في قطار الصحافة.
أعد خطبة الرئيس السادات أثناء زيارته للقدس، كما كانت لموسى صبري علاقة وطيدة بمحمد أنور السادات، مما دفعه لكتابة مقالات عنه بلغ عددها 980 مقالة مابين 1970 و1981.
توفى في 8 يناير عام 1992، وله حوالي 24 مؤلفا سياسيا وأدبيا من أشهرها: «وثائق حرب أكتوبر» و«السادات الحقيقة والأسطورة» و«دموع صاحبة الجلالة» و«تعليق على اعترافات كسينجر».